سنعبُر وننتصِر

جعفر باعو  يكتب :

 

*صديقي العزيز جداً يهوى ويعشق القصص التاريخية التى تحكي عن عصور ما قبل الإسلام.

*أكثر ما يحبه صديقنا هذا هو القصص التي تسرد بدايات البشرية وكيفية الحياة في تلك العصور التي لم يكن الإنسان فيها يعلم كثيراً عن الشر، حيث كانت بدايات نزول أبينا آدم  وأمنا حواء للأرض.

*في تلك الحقبة كان الشيطان يسعى بكل قوته لضلال أبناء آدم في الأرض ولازال يفعل.

*على كلٍّ.. صديقنا كان يستمتع بتلك القصص التي تحكي بداية ضلال وخداع أبناء آدم.

*وغير صديقنا ذلك هناك من يعشق قصص الأطفال التي بعضها يكون من نسج الخيال ولكنها تشابه الواقع كثيراً.

*ومن هذا النوع من القصص يحكى أن ملكاً كان يعيش في إحد العصور، يعشق ارتداء الملابس الجديدة والغريبة في تفاصيلها.

*لم يكن هذا الملك يهتم كثيراً برعيته بقدر اهتمامه بارتداء الملابس وكان كل من حوله من وزراء ومستشارين لا يهتمون كثيراً بتنبيهه بضرورة الاهتمام بالرعية بقدر ما كانوا يهتمون بملابسه التي يرتديها.

*وفي أحد الأيام ظهر في المملكة محتالان أرادا أن يخدعا الملك ويغتنيا بحيلتهما التي خططا لها جيداً.

*كان الرجلان يعلمان أن الملك يهتم كثيراً بالملابس الجديدة واقتنائها، فأشاعا في المدينة أنهما أفضل من يحيكان الملابس ولهما طريقه لا يمكن أن يعرفها غيرهما.

*أطلق الرجلان إشاعة أنهما يستطيعان نسج ملابس لا يراها إلا الاتقياء الأنقياء ومحال أن يراها الأغبياء والحمقى.

*استدعى الملك الرجلين وأخبرهما أنه يريد ملابس لا مثيل لها لحضور احتفال ضخم في مملكته ووجه بتوفير كل ما يحتاجه الرجلان لإنجاز مهمتهما.

*ضحك المحتالان وأيقنا أنهما سيجنيان أموالاً طائلة من هذا الملك وطلبا كميات كبيرة من الأقمشة المرصعة بالذهب والحرير وبدآ عملهما.

*بعد فترة من الزمن طلب الملك من أحد وزرائه أن يذهب ليطمئن على ملابسه مع اقتراب الاحتفال وحينما ذهب الوزير لم يجد شيئاً سوى سراب وملابس في خيال المحتالين فقط، ولكنه خشي أن يوصف بالغباء والحمق فرجع للملك وأخبره أنها ملابس قمة في الروعة.

*تكرر الأمر مع بقية الوزراء وجميعهم خافوا من الوصف بالغباء والحمق.

*وفي يوم الاحتفال حضر الرجلان للملك ومعهما صندوق فارغ ليس بداخله شيء وظلا يمدحان الملابس “من خيالهما” وحتى الملك لم ير شيئاً ولكنه خاف أن يصفه وزراؤه بالغباء والحمق.

*أوهم المحتالان الملك أنه يرتدي أفخم وأفخر الثياب وأجمل ما فيها التطريز بالعصافير الجميلة.

*خرج الملك على رعيته وهو لا يرتدي سوى ملابسه الداخلية ولكن الجميع كان يخاف من وصف الحماقة والغباء فلم ينبهه أحد لأنه لا يرتدي شيئاً.

*الجميع خاف من قول الحقيقة عدا طفل صغير كان يقف مع والديه، وقال بصوت عالٍ “لماذا لا يرتدي الملك ملابس”.

*سمعه الملك ولكنه لم يكترث كثيراً حتى وجد طفلًا آخر وقال نفس الحديث وأضاف بالقول “ألا تخشى أيها الملك من المرض وجسمك عارٍ”؟.

*أدرك الملك فقط حينها أن الجميع كانوا ينافقون عدا هذين الطفلين.

*لذا يقولون الطفولة بها البراءة، وعدم الخوف من كلمة الحق حتى ولو كانت للملك.

*انتهت القصة، وإن انتهى النفاق سنعبر وننتصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى