رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي في حوار مع “الصيحة”

الحرية والتغيير ماضية في طريق خروقات أسوأ من خروقات النظام السابق

الشعارات التي رُفعت في القيادة.. لو جُمعت في وثيقة لأصبحت دستوراً للسودان

الحركات المسلحة هي التي صنعت  السلمية التى بدأت بها الثورة

أنا وحميدتي أكثر ناس تعرّضنا لخسائر ولم نجد من يبكي معنا

حاورته بجوبا: شادية سيد أحمد

قال مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان، إن أسباب تمديد إعلان جوبا بناء على الوضع السياسي الموجود ووضع التفاوض، وأضاف: ما تقوم به الحرية والتغيير خروقات أسوأ من التي كان يقوم بها النظام السابق، خاصة فيما يتصل بالخدمة المدنية وأن الحرية والتغيير ماضية في طريق استبدال التمكين بالتمكين.

وأكد أن حركات الكفاح المسلح لم تتعنت في الوصول إلى سلام، ونحن متفائلون بالوصول إلى سلام، وقال: يجب على كل المتفاوضين أن يضعوا قضية كيف يحكم السودان أمام أعينهم.

(الصيحة) التقت القائد مني أركو مناوي خلال الحوار التالي بالتزامن مع صحيفتي (الإنتباهة) و(اليوم التالي).

 

*ما هي الأسباب والدواعي وراء تمديد اتفاق جوبا خاصة أن هناك حديثاً عن تعيين الولاة والمجلس التشريعي؟

الحرية والتغيير ماضية في أشياء  نسميها خروقات ربما تكون أسوأ من خروقات النظام السابق، خاصة فيما يتصل بالخدمة المدنية والتعيينات والتي خلق عدم التوازن والخلل البنيوي لتاريخ السودان، ومظالم السودان هي  الخدمة المدنية والمؤسسات العسكرية، والآن الحرية والتغيير ماضية في هذا الاتجاه مما سيتسبب في مشكلة أراها قريبة، وتمديد إعلان جوبا جاء بناء على الوضع السياسي الموجود ووضع التفاوض، لأن الأطراف لم تتمكن من الوصول إلى اتفاق في الوقت المحدد، ويجب على الأطراف أن تتفق على التمديد إلى أن يتم الاتفاق،  خاصة وأن النوايا حسنة في اتجاه الاتفاق، ولكن الأساس على التركيز على الخدمة المدنية التي ستخلق مشكلة كبيرة.

*ما هي العقبة الأساسية في عدم الاتفاق؟

طبعاً لا تتعلق بالأطراف، هي أسباب وقضايا إدارية يتعلق كثير منها بالترتيبات والإجراءات الإدارية بالنسبة للوسيط والمكان والزمان ووصول الوفود،  كل هذا يمكن أن يؤثر سلباً على انعقاد الاجتماع في الوقت المناسب.

*هناك اتهام بأن حركات الكفاح المسلح مُتعنِّتة؟

الحركات لا تتعنّت وهي التي صنعت الذي حدث.

*هل تقصد الثورة؟

الثورة في الأصل موجودة وقديمة منذ فترة بعيدة،  وما حدث هذا انتفاضة، الثورة تمكنت من إيصال الرسالة لكل بيت سوداني حتى خرجت كل البيوت السودانية والانتفاصة هي قمة الثورة بانتشار الوعي.

*هل يُمكن القول إن ما فشلت فيه الحركات المسلحة حققته السلمية؟

الحركات المسلحة هي التي صنعت  السلمية، بدأت بالثورة ورفع الوعي في كل بيت سوداني،  وأوصلت القضية حتى وصل الصوت إلى الخرطوم وعطبرة  ودخل كل بيت سوداني.

*لماذا ترفضون مشاركة الحرية والتغيير في المفاوضات؟

وفد الحرية والتغيير هو وفد مجموعة من الحرية والتغيير ربما هو وفد بعض الرأسماليين من الحرية والتغيير، والحرية والتغيير تعتبر إن الثورة لهم وحدهم والشعب السوداني ملك لهم،  ومورد اللبن إليهم والبقرة الحلوب، وإعلان الدستور هو ملك لكل الشعب السوداني، وليس حكراً لجهة محددة، والشعارات التي رُفعت أمام القيادة كانت من كل أنحاء السودان، إذا كُتبت وجُمعت في وثيقة لأصبحت دستوراً للسودان، لكن مَن هم مَن يُسمّون  بإعلان الحرية والتغيير هم حفنة من بشر  يجتمعون في القهاوي، قلة من رأس مالية الإنقاذ.

*موقف الحرية والتغيير من عدم رضائكم من مشاركتهم في التفاوض؟

الحرية والتغيير لم تُهيكَل بعد، وليس لديها مركز لاتخاذ القرار، وهي ليست تنظيم  نفر، تجمع  كل الشعب السوداني  تحت مظلتها،  وأسقطت النظام، ولكن هي نفسها أين الآن اختطفت.

*من الذي خطفها؟

ربما أنتم تعلمون… هم من الخرطوم لم أجد شخصاً من المناطق التي أتيت منها بها.

*الحكومة تقول إن تعيين الولاة سيكون مؤقتاً إلى حين التوصل إلى اتفاق سلام؟

هذا  استهبال.. طبعاً لأنه لا يوجد شيء اسمه مؤقت. أنت قدِّم النية للسلام، وبدل ما يتم تعيين شخص لمدة عشرة أيام قدّم النية للسلام لمدة خمسة أيام بدل هذا التعيين المؤقت.

*ماذا لو تم تعيين الولاة؟

نحن سودانيون لو تم التعيين أو لم يتم نحن موجودون في الساحة السودانية، ولن تكون هناك مشكلة كبيرة.

* حتى لو تم التعيين أنتم موجودون؟

نحن موجودون، والوجود هو الذي سيُحدّد ماذا سيكون.

*منبر جوبا هل سيأتي بالسلام.. خاصة وأن هناك مطالبات بالتحويل إلى منبر آخر يوفر التمويل المطلوب؟

كيف يكون هناك سلام دون توفير التمويل المطلوب لإعادة ٤ ملايين نازح،  كيف يكون هناك سلام وهناك شباب نازخون ومهجرون،  وهناك شباب يهربون من المدارس ويبحثون عن حياة جديدة ويموتون في البحر الأبيض المتوسط، كل ذلك يحتاج إلى تمويل.

*ولكن أنتم تتفاوضون الآن؟

نعم، الأمر قابل للتفاوض.

*هل نتوقع الانتقال إلى منبر آخر؟

هل أنتم تعلمون أن هذا المنبر ليس له مال؟ .. نحن لا نعلم ذلك.

*كل الأطراف متفائلة بالتوصل إلى سلام.. هل هذا ممكن؟

يجب أن يكون  ذلك، نحن متفائلون أكثر وأوراقنا جاهزة في أي وقت يمكن أن تُطرَح رؤيتنا على الطاولة.

 

 

*هل تقصد أنه لا توجد عقبة كبيرة أمام التفاوض؟

لا نعرف، لأننا طرفان، وإذا كان السلام في يد طرف واحد لأتينا به منذ ٣٠ سنة.

*يقولون إن حركة مناوي هي الأقرب إلى حميدتي؟

أبداً أنا وحميدتي أكثر ناس تعرّضنا لخسائر،  وفي حرب بيننا، نحن كحركة ومجتمع تعرضنا لخسائر أكثر، وللأسف لم نجد من شاركنا البكاء  أو نصب صيوان للعزاء، حميدتي الآن من خلال موقعه يتحدث عن السلام  ونحن نرحب بذلك.

*هل نتوقع أن يكون هناك تحالف للحركات مع حميدتي؟

 

ليس لدينا تحالف، نحن نتحالف مع القضايا والأجندة، نتحالف الحرية والتغيير والعسكر لقيادة السودان.

*ولكن أنتم جزء من الحرية والتغيير؟

مجموعة كبيرة من الحرية والتغيير، لكن المجموعة الصغيرة التي حكمت تحالفت مع العسكر.

*كيف تنظر للأوضاع الآن في السودان؟

التقييم والتحليل يأتي  بوقائع وحقائق ويجب أن توضع الحقائق على الطاولة بناء على ذلك يأتي التقييم.. والوقائع تقول إن هناك عقوبات لا تزال قائمة  تمنع السودان من أن يكون هناك انسياب للمال، وفك القضايا البنكية، وهذه العقوبات من ورائها القضايا التي اشتعلت في  السودان   ولا تزال قائمة وآثارها باقية، القضايا الإنسانية والتعامل مع بعض المنظمات غير المرغوب فيها، والأوضاع في المنطقتين، والوضع الإنساني، وكل ذلك إذا ما استمر سيستمر الوضع، ولا أدري انفصال الجنوب كان بسبب الاستقلال السيئ للسودان منذ العام ١٩٥٦ والذين ورثوا السودان لم يضعوا في اعتبارهم أن السودان بلد واحد  وهو دولة للجميع ويجب عليهم الآن أن يضعوا برنامجاً للحوار السوداني السوداني إلى أن يتم الاتفاق، وكيف يحكم السودان، هذا السؤال لم تتم الإجابة عليه منذ العام ١٩٥٦ وهذا سبب الانفصال بعد سقوط البشير وثب البعض للسيطرة على السلطة هذه الوثبة لها ما بعدها إن لم يعِ من هم في السلطة ذلك.

 

*هل نتوقع  أن يكون هناك انفصال لدارفور؟

 

لم أعرف انفصال، أحيانا هناك أشياء أسوأ من الانفصال.

*الجبهة الثورية لها أكثر من خمسة مسارات ألا يمكن توحيد هذه المسارات؟

لا.. لأن كل السودان جبهة ثورية، والقضايا تختلف من منطقة إلى أخرى.

*مفاوضات جوبا هل تضع في اعتبارها كيف يحكم السودان؟

يجب على كل المتفاوضين أن يطرحوا هذا الموقف الأساس في حل مشكلة السودان، يتمثل في كيف يحكم السودان  وماهية المواطنة.

*هل يمكن العودة لمربع الحرب مرة أخرى في حال فشل التفاوض؟

 

البندقية ترفع  صوتها للقضايا، وإن سكتت القضايا لا داعي لصوت البندقية.

*هل مبررات الحرب انتهت بزوال النظام السابق؟

الذي خلق المشاكل هو السودان وليس البشير في شخصه أو نظامه أو الصادق المهدي إذا تصالحوا مع الدولة لما حدث ما حدث.

 

*كيف تنظر لمستقبل الإسلاميين في الساحة السودانية؟

الشعب السوداني له الحق في أن يمارس دوره،  والمجرمون منهم يقدمون إلى المحكمة.

 

*هل تتوقع انفراجاً في العلاقات الدولية؟

 

إذا أزيلت الأسباب.

*حمدوك؟

حمدوك شخص  فرد،  لا يمكن لفرد ان يأتي بمعجزة،  يجب على الشعب السوداني  وعلى الثوار أن يضعوا برنامجاً للسودان وليس لمن يحكم السودان، حمدوك وُضع من أجل العبور إلى مرحلة أخرى.

*ماهي رؤيتكم للبرنامج الذي تتحدثون عنه؟

البرنامج في مواثيق التحالفات قبل سقوط البشير، ملامحه إعادة هيكلة الدولة السودانية، الفجر الجديدن ميثاق الفصائل، والتحالفات التي كونت نداء السودان، كل هذه تعتبر برامج مكتملة، ولكنها أُلغيت بذهاب البشير.

 

*أربعة أشهر من عمر الحكومة الانتقالية ما هي المحصلة؟

ـنا شخصياً لا أرى أداء للحكومة الانتقالية، وأرى أداء للذين يقفون وراءها والذين بدأوا في استبدال التمكين بالتمكين، هذا ما أراه، الحكومة ماذا تفعل.. ما شايف.. لان الأزمات لا تزال قائمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى