مُقرِّر مُبادرة أساتذة الجامعات دكتور طارق محمد نور لـ(الصيحة)

لا نسعى للسلطة والمبادرة لن تكون حزباً سياسياً

جئنا من منطلق علمي وأكاديمي.. وهدفنا وحدة السودان

مبادرتُنا قائمة بذاتها ويمكنها التوافُق مع أي مبادرة أخرى

الأستاذ الجامعي في المبادرة لا ينتمي لتنظيمه السياسي

لا يُمكن أن يظل السودان في فراغ، لابد من قيام حكومة

 

عند دخول أي دولة مرحلة النفق المظلم، وتتأزَّم أوضاعها السياسية، يأتي دور قوى المجتمع الحية والمستنيرة لتقوم بدورها في قيادة المجتمع وتبصيره من منطلق وجودها الأكاديمي والعلمي.. من هذا المنطلق جاء دور أساتذة الجامعات استشعاراً بدور الجامعات ومكانتها في المجتمع، بعد أن وصلت الأوضاع  السياسية الداخلية لمرحلة حرجة.

ودفع أساتذة الجامعات بمبادرة قالوا إنها ستشكل مخرجاً للأزمة وتمثل الضوء في آخر النفق، يأمل أصحاب تلك المبادرة قيادة المجتمع السياسي إلى طريق التوافق والتراضي إلى صناديق الاقتراع. وتوضح المبادرة خطوات الحل ومراحله المختلفة، وبدأ أصحاب المبادرة من الأساتذة والأكاديميين بتوسيعها لتشمل كل أساتذة الجماعات السودانية, فيما قامت بخطوات جدية للحل من خلال طرحها على المجلس العسكري والقوى السياسية الأخرى، بما فيها قوى إعلان الحرية.

(الصيحة) جلست إلى مقرر المبادرة، د. طارق محمد نور، فماذا قال؟…

 

حاوره: صلاح مختار

 

*كمقرر لمبادرة أساتذة الجامعات، ما هي خلفيتها؟

– هذه المبادرة نبعت  من أساتذة الجامعات من منطلق عملهم العلمي والأكاديمي، ولا تقوم على أسس سياسية، وإنما على أسس مهنية علمية أكاديمية والقصد منها المساعدة في خروج السودان من الأزمة التي فيها، وتقديم الحلول العلمية الناجعة في كل القضايا التي جاءت في السودان، سواء كانت في الشأن السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الإعلامي كلٌّ في تخصصه.

*التمثيل في المبادرة للأستاذ الجامعي كيف؟

– في هذه المبادرة، الأستاذ يمثل نفسه، ولا يمثل الجامعة أو الوزارة، وإنما يمثل هو كشخص، ولذلك سمّينا المبادرة في تفسيرها الداخلي هي من بعض أساتذة الجامعات من أجل الوطن.

*لماذا التوقيت الآن لتقديم المبادرة؟

– التوقيت الآن، لأننا لاحظنا خلال الفترة الماضية أن السودان دخل في إشكاليات سياسية كبيرة واقتصادية أدت إلى أزمة محلية، وبعدما انتصرت الثورة لم يصل الناس لحلول لقضية السياسة، ناهيك عن القضايا الأخرى، وحتى لا ينهار السودان تماماً قلنا لابد أن نقف بين جميع الأطراف موقفاً واحداً، ونحن نقوم بتدريس أي طالب في القاعة بغض النظر عن إلى أين ينتمي سياسياً أو إلى أي مكان أو أي وجهة سياسية يتبع، وبنفس هذا المستوى وبنفس الحيادية، نريد أن نقدم حلولاً حتى من خلال تخصصاتنا لقضايا السودان المختلفة.

*هل المبادرة تجميع للمبادرات التي طُرحت أم هي مبادرة قائمة بذاتها؟

– هي مبادرة قائمة بذاتها، ولكنها تتوافق مع أي مبادرة يمكن أن تصب في مصلحة السودان، لأن القضية الأساسية هي مصلحة الوطن.

*هل قمتم بمقارنتها مع المبادرات الأخرى حتى تصبح شاملة لكل تلك المبادرات؟

– نعم، لدينا لجنة سياسية قانونية، عكفت على دراسة كل المبادرات الموجودة في الساحة، ولاحظت أن كثيراً من المبادرات الموجودة في الساحة مبنية على إطار سياسي محدد، وهي إما مع أو ضد، بالتالي نحن لسنا مع أو ضد، ولذلك ما نقدمه من أفكار ومقترحات يمكن أن يستفيد منها من هو في أي تيار من التيارات السياسية أو في الحكومة أو في المجلس العسكري.

*ولكن قد يكون لبعض الأساتذة انتماء سياسي ألا يُعقّد ذلك دوره في المبادرة؟

– صحيح، أن الأستاذ الجامعي في المبادرة، ربما يكون أيضاً له انتماء سياسي، ولكن عندما يأتي إلى المبادرة لا يمثل تياره، وإنما يمثل نفسه كأستاذ، على هذا الأساس يمكن أن نتواضع على أي شيء ونعمل مع بعض، وليس لدينا رئيس ومرؤوس، في النهاية المبادرة تنداح لكل أساتذة الجامعات، ويبدو أن رؤاهم على قضايا أيضاً لا يفكرون الناس فيها الآن.

*ما هي القضايا التي تم نقاشها أو التي يمكن لأساتذة الجامعات إضافتها؟

– هي قضايا تتمثل في ما يلي الحكم الولائي، علاقات الجامعات الولائية مع حكامها، ماذا يمكن أن تقدم هذه الجامعات للولايات، لدينا كثير من الأشياء، لكن أي مبادرة يمكن أن تتوافق معنا نقف معها، وليس لدينا مشكلة في ذلك.

*ما هي المحاور التي تستند عليها مبادرة أساتذة الجامعات؟

– أهم محور من هذه المحاور، الانفتاح على كل الناس في حل القضية. الجانب الثاني، نرى أن هناك بعض المؤسسات الضامنة للاستقرار في السودان لابد من الوقوف عندها، ولدينا قضية الأمن قضية أساسية حتى يستطيع الناس الحديث، الأمر الآخر هو قضايا السياسة والاقتصاد والقانون حتى يتشكل السودان في تشكيلته الجديدة، بالتالي نرى أنه لا يمكن أن يظل السودان في فراغ، لابد من قيام حكومة بأسرع وقت ممكن، هذه الحكومة حتى تطلع على هذه القضايا الموجودة، وبالتالي هذه أبرز الأشياء في هذه المرحلة.

*ما هي الرؤية التي يتبناها أساتذة الجامعات للخروج من النفق المظلم؟

– نحن ندعو إلى مؤتمر جامع، هذا المؤتمر الجامع يقوم به أساتذة الجامعات، وسوف يقدمون حلولهم وأطروحاتهم في كل الجوانب، إضافة إلى أن هناك جانباً آخر أيضاً ملقى على هؤلاء الاساتذة في مجالهم، في مجال التعليم والتعليم العالي، بالتالي لابد من تقديم الرؤى والأفكار في إصحاح مسار العملية التعليمية وعملية البحث العلمي وأيضا لأوضاع الأستاذ وأوضاع المواطن السوداني بصورة عامة.

*هل المبادرة تشمل كل أساتذة الجامعات أم هي محصورة على أساتذة جامعة الخرطوم؟

– حتى الآن المبادرة مطروحة لكل أساتذة الجامعات، ولكن لا أستطيع القول إنها تعبر عن كل الأساتذة وإنما تعبر عن بعض الأساتذة الذين قرأوا المبادئ، لأننا طرحنا فقط مبادئ عامة، بالتالي الذين قرأوا المبادئ ووافقوا عليها حتى الآن هم عضوية هذه المبادرة.

*إلى أي مدى يكون قبول المبادرة في الوسط السياسي والاجتماعي؟

– وجدنا قبولاً واسعاً جداً حتى إنني لستُ أول الناس الذين انضموا إلى المبادرة، لأنني قبلت المبادرة في وقت متأخر، بالتالي أي شخص من الأساتذة يجد نفسه بصورة حيادية داخل هذه المبادرة لاسيما الذين اتصلوا بنا عدد كبير من أساتذة الجامعات الولائية الذين يريدون حضور اجتماعات المبادرة بصورة راتبة، أو قالوا يجب تقوم لنا اجتماعات خارجية في الجامعات الولائية، حتى نتمكن من التواصل، بالتالي أي أستاذ جامعي يمكنه الانضمام للمبادرة، وأنا شخصياً حتى اليوم لم أعرض المبادرة على أستاذ جامعي ورفضها.

*خطوات تنفيذ المبادرة كيف تبدأ وكيف تنتهي خاصة أن الساحة كما تعلم تعج بالمبادرات؟

-الآن بدأت تلك الخطوات، وأي حاجة تبدأ من مجموعة من الناس ويتفق معهم الآخرون، والآن نسير بصورة جيدة في تكوين لجان هذه المبادرة, وبدأت تلك اللجان تضطلع بأدوارها، وأن نتصل بكل الجهات بما فيها المجلس العسكري، حيث قابلنا رئيس المجلس العسكري، وكذلك قابلنا عدداً من قادة المبادرات الأخرى، كذلك قابلنا عدداً من قادة الأحزاب.

*ما هو المطلوب منكم كأكاديميين لحل مشكلة السودان؟

–  حتى تُقدِّم كأكاديمي نظرة ناضجة خاصة اللجنة السياسية، لابد أن تتصل بكل الجوانب الأخرى، وأعتقد أن خطواتنا في هذا الاتجاه  تسير بخطى حثيثة. نتوقع عبر المبادرة تقديم الحلول العاجلة، ويمكن لهذه المبادرة أن تتسع بغض النظر عن الحكومة التي سوف تأتي، نحن كأصحاب مبادرة نظل نقدم كل الحلول في كافة الجوانب حتى بعد تكوين الحكومة.

*البعض يرى أنكم تريدون عبر هذه المبادرة الوصول إلى الحكم؟

– هذا غير صحيح، أقول لك لدينا شيء مهم جداً نحن لا نريد أن نحكم نريد أن نقدم الفكر العلمي الذي يعالج ويحل مشاكل البلد بالتالي من يأتي من كل جهة من الجهات، إن كان راغباً نقدم له النصح وتظل المبادرة بعد ذلك شعلة مُتّقدة تصبح منبرًا لتقديم رؤى الأساتذة لكافة الجهات سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها.

*إذاً المبادرة حاضرة وليست محصورة على فترة سياسية محددة؟

– بالتأكيد ستكون المبادرة حاضرة في كل المراحل السياسية، ولكنها لن تكون حزباً سياسياً بالتأكيد، ولكن العضو فيها يمكن أن يكون له حزب سياسي، يعبر عن رأيه السياسي أما في مبادرتنا فيعبّر عن رأيه الأكاديمي في القضية التي يُسأل منها.

*قابلتم القوى السياسية هل توصلتم إلى تجسير الهوة فيما بينكم؟

– هذا السؤال يمكن أن يُطرح على الذين قابلوا تلك القوى من أعضاء المبادرة، كمسؤول اللجنة السياسية فيها الذي قابل عدداً من القوى السياسية حتى قوى إعلان الحرية والتغيير والمبادرة من بين عضويتها أعضاء من قوى إعلان الحرية والتغيير، وكذلك أعضاء من أحزاب سياسية مختلفة، بالتالي اللجنة قابلت عدداً كبيراً من القوى السياسية.   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى