حزب مطلوب

 

* والساحة لا زالت تمور وتفور وتقوم ولا تقعد بين إنفاذ مخرجات الحوار الوطني وبين نكوص الوطني عنها، يطل علينا  أكثر من ثمانين حزباً بالبلاد يتقدمهم الحزب الحاكم  يملأون الساحة السياسية صخباً إعلامياً…

* عشرات الأحزاب تمثل مكوِّنات العملية الفكرية والسياسية والاجتماعية وغيرها بالبلاد منذ عشرات السنين، والنتيجة صفر كبير، حيث لم ينجح حزب أو مكوِّن فكري أو سياسي في إقناع غالبية الشعب، أو قُل الناخب السوداني بجدوى برنامجه الفكري أو السياسي.

* عشرات السنين والدورة السلطية لا زالت تراوح مكانها (انقلاب عسكري شمولي، ديمقراطية فاشلة، انقلاب عسكري شمولي، ديمقراطية فاشلة… إلخ). ولم نصل بعد لحزب الدولة الرشيد الذي يقود الشعب والدولة لا مؤسساته ومنسوبيه ولم نصل في الوقت نفسه لنظام حكم يتراضى عليه الجميع !!

* الواقع والشواهد تؤكد الفشل السياسي والفكري الذريع لأحزابنا وعدم قدرتها على إقناع الشعب السوداني بجدوى برامجها العامة. فالشواهد تؤكد كذلك أن جميع الأحزاب قد فشلت في امتحان (المنفستو) فما تقدمته جُل أحزاب الساحة السياسية إلى الآن لم يتجاوز مرحلة الشعارات والمزايدات السياسية فقط!!

* ابحثوا معي بين مكوِّنات الساحة السياسية (حكومة ومعارضة) عن أي من الأحزاب من يطابق قوله العمل؟

* وأي من الأحزاب من قدم في برنامجه العام السودان على أهدافه السياسية والفكرية؟

* قد يقول قائل إن البرنامج العام للحزب يعد وسيلة لتحقيق الغاية والتي تمثل هنا الوطن ومصالحه الكبرى؟!

* لكن كل التجارب الحزبية والممارسات التي تمت أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك كذب هؤلاء الساسة..

* فهذه الأحزاب جعلت من أولويات برنامجها  إضعاف المنافس أو إسقاطه، وإن جاء ذلك على أنقاض الوطن وأشلاء المواطن الذي اكتوى كثيراً بفعل قادة تلك الأحزاب مما كان يرجو منهم رشداً سياسياً، لكنه لم يجد بينهم رجلاً رشيداً!!..

* فتوارثنا بذلك رصيداً من الفشل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، حكومة عن حكومة ولا زلنا نبحث عن معادلة سياسية تقينا شر التمزق والحفاظ على ما تبقى من أشلاء الوطن !!.

* ولا زال البحث جارياً عن حزب مثالي يتمتع بكل مواصفات الحزب الراشد الذي يقدم مصالح السودان على كل  مطامع سياسية ومطامح أخرى.

* حزب يحمل برنامجاً شاملاً يعالج كل إخفاقات ما سبقوه من الأحزاب والحكومات التي عاثت في الدولة تجارب وإهلاكاً.

* حزب يمنح الشعب معنى للحياة أن يعيش وينتصر، لا أن يُذل وينكسر.

* حزب لديه رؤى واضحة ومنطقية لحل مشاكل البلاد المستعصية والمزمنة في نظام الحكم والاقتصاد والاجتماع والثقافة والرياضة وقضايا الهامش.

* حزب يحترم الطرف الآخر ولا يقصيه ولا يقاطعه، بل يمد له من الوصل مداً في سبيل البحث عن مخرج آمن للسودان للخروج من نفق أمراضه المزمنة التي فاقمتها الممارسة السياسية غير الراشدة لكثير من قادة أحزاب لا يرون من الحلول أنجعها غير التي يضعونها حتى وإن جاءت على غير هدى.

* ليت شعري هل أظفرن  بمكون سياسي ليس كمثله حزب؟ إذاً إني لسعيد…!!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى