اليوبيل الماسي

*خمسة وسبعون عاماً مضت منذ أن فكرت مجموعة من تجار السوق العربي في إنشاء مدرسة وجوارها مسجد يعلمان أبناء السودان من شتى الأصقاع العلم النافع والدين الصحيح.

*خمسة وسبعون عاماً مضت منذ إنشاء مدرسة الخرطوم الأهلية التي تتوسط السوق العربي وإلى جوارها مسجد عريق يقصده عباد الله لأداء صلاتهم، وفي جوفه قبر لأحد أولئك التجار الذين كافحوا بعرقهم من أجل كسب مالهم الحلال وتوفير التعليم لأبناء السودان في داخل الخرطوم وخارجها.

*أمس الفاتح من ديسمبر بدأت مدارس الشيخ مصطفى الأمين الوقفية النموذجية “الأهلية سابقاً” في الاحتفال باليوبيل الماسي لهذه المدارس العريقة والتي تربعت في زمن وجيز على قمة عرش التعليم في السودان بأسره وليس الخرطوم وحدها.

*بدأ الاحتفال بمناسبة مرور خمسة وسبعين عاماً على إنشاء هذه المدارس من مدرسة الشيخ مصطفى الأمين بالسوق العربي، حيث تجمع التلاميذ من كافة مدارس الشيخ مصطفى الأمين ليرفعوا الأكف دعاء للراحل الشيخ مصطفى الأمين الذي كان واحداً من مؤسسي هذه المدرسة ومعه نفر كريم من أبناء السودان الأبرار الذين تكاتفوا ودفعوا المال من أجل أن يتعلم أبناء السودان قاطبة في هذه المدرسة.

*كان الاحتفال أنيقاً وخفيفاً حيث تحرك موكب السلام صوب القصر الجمهوري يتقدمه ناظر الوقف رجل الأعمال الأمين الشيخ مصطفى الأمين الذي ظل متابعاً وداعماً لهذه المدارس طيلة السنوات الماضية مجدداً ما صنعه والده وأصحابه الكرماء.

*طيلة مسيرة الموكب كان التفاعل من الشارع العام مع التلاميذ وهم يسيرون بانتظام ويضبط إيقاعهم أستاذ النيل وبرفقته عدد من الأساتذة، وكانت الهتافات الوطنية هي الغالبة على المشهد وأروعها النشيد الوطني الذي صدح به التلاميذ أمام بوابة القصر الجمهوري عند الوصول والوداع.

*سيستمر الاحتفال باليوبيل الماسي لهذه المدارس بالعديد من البرامج الرائعة التى ستحدث ضجيجاً في الساحة الطلابية خاصة البرامج الثقافية التي ستكون مساء اليوم بنادي الضباط، وهناك برنامج رياضي وإصحاح بيئة لكل مدارس الشيخ مصطفى الأمين وزيارة لأسر شهداء ثورة ديسمبر لتتوج الاحتفالات بيوم ختامي متوقع أن يكتسب روعته من الحضور لقاعة الصداقة لتكتمل احتفالات اليوبيل الماسي على أنشاء هذه المدارس المتفوقة.

*أجمل ما في موكب السلام أمس وتسليم مذكرة للمجلس السيادي هي كلمات تلاميذ المدرسة التي ارتوت بعبارات السلام وتتطلعهم لمفاوضات جوبا المرتقبة.

*السلام هو الفيصل لكل قضايا السودان وبه ستشهد البلاد مرحلة جديدة ينتظرها الجميع، لذا كان تدشين احتفالات اليوبيل الماسي لهذه المدارس المعتقة بالوطنية هو التأكيد على ضرورة الوصول الى سلام يرضي جميع الأطراف، وكانت بداية الاحتفال بهذا الموكب الذي سيكون له ما بعده في خارطة السلام السودانية.

*نسأل الله أن يتقبل صالح الأعمال من رجل الأعمال والبر والإحسان الأمين الشيخ مصطفى الأمين الذي يتحفنا في كل يوم بما هو جديد ووطني أثرى الساحة بقليل من أعماله التي تتنفس خيراً وبركة كما كان والده عليه رحمة الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى