يا وزير التعليم.. أرجوك!!

مدخل:

يجب أن لا يغيب عن بالنا أن العلماء الأربعة  من شباب بلادي والذين كانوا وراء ملحمة إطلاق  القمر الصناعي السوداني هم من جيل طلاب الشهادة السودانية للأعوام 1989 إلى 2019..

وهؤلاء هم من استهدفهم وزير التعليم بتصريحه المعيب في حق وطن وأسر وطلاب.. وسمعة تعليم له احترامه بين الأمم..

انتظرنا المؤتمر الصحفي لوزير التربية والتعليم بفارغ الصبر.. وكنا نظنه سيمر على الكثير من الاستفسارات التي شغلت الدوائر السياسية والتربوية والمجتمعية..

ولكن كل ما قاله الوزير تبخر.. وأشعل تشكيك وزير التربية والتعليم حول امتحانات الشهادة السودانية من 1989 إلى 2018 كثيراً من الجدل..

وشكل إهانة قوية للمعلمين ولإدارة امتحانات السودان التي كانت عصية على كل التآمر الاستهداف.. وظلت هذه الإدارة التي تمثل إحدى ركائز منظومة التعليم في بلادي محل ثقة واحترام المجتمع السوداني وأسر التلاميذ.

 وانبرى المدافعون عن إدارة الامتحان وحاديها ودليلها الأستاذ والإداري القامة مختار محمد مختار وصحبه الميامين من رفقاء مشوار الثقة والنبل وإيثار الذات في ملحمة عرف بها المعلم السوداني تبدأ من بداية العام الدراسي من تجهيزات وترتيبات كإعداد الأرض للزراعة.. حتى ختامه.. وما اأنبله وما أجمله من غرس وما أعظمه من حصاد.

 وكنت أتابع وأسأل عن المستجدات فيقولون إن إدارة الامتحانات قدمت دفوعاتها واستنكرت حديث الوزير وقدمت كل الإدارة استقالتها.

 وتراجعت إدارة مختار بعد تدخل وساطات على رأسها السيدة الوكيلة بأن يعتذر الوزير.

 ولكن أكثرما ترك في نفسي ألماً وحزناً كان بيان المائة الأوائل للشهادة السودانية للعام المنصرم 2018ــ 2019 تعقيباً على ما ذكره الوزير ويبينون فيه مدى الأثر الصادم بتصريح الوزير لهم وأسرهم ولجيل كامل.. كان هو جيل الثورة الراكب الرأس.. وهو من أتى بالبروف على ظهر الثورة الشبابية وزيراً لأعظم وزارة سيادية في العالم المتحضر.

 فقد رفضوا في بيانهم التشكيك في أمر إدارة الامتحانات السودانية والانتقاص من جهود الآلاف من الطلاب  والكوادر العاملة من القائمين على أمر  الشهادة السودانية وكانوا وراء هذه الملحمة التاريخية حتى إعلان النتاىج بانضباط وكفاءة عالية.. كما رفضوا أمر تشويه سمعة الشهادة السودانية بين الدول الأجنبية رغم سيرتها الطيبة على مدار الأعوام السابقة.

وأشاروا إلى تخصيص الوزير المئة الأوائل بالذكر والحديث عن عدم أحقيتهم بالنسب المحرزة.. فيه نسف لمجهوداتهم طوال العام؛ إذ أن العام الدراسي ٢٠١٨-٢٠١٩ كان عاماً شاقاً لما شهدته البلاد من تظاهرات نتج عنها عدم استمرار العملية التعليمية كما كانت في السنين الماضية رغم أنه عقب على ذلك بدرء المسؤولية عنهم، ناهيك عن تجاهله التام لتقديرهم وحرمانهم من كل التكريمات السنوية التي اعتاد أن ينظمها النظام السابق.

لذلك وبناء على ما سبق ذكره، أعلن المائة الأوائل من طلاب الشهادة الثانوية الذي شوه الوزير سمعتهم  ومعلميهم وأسرهم  بضم أصواتهم للجنة امتحانات السودان والنقابة العامة لعمال التعليم العام وطالبوا السيد الوزير إما بتقديم اعتذار رسمي لكل الجهات المذكورة أعلاه وعلى رأسهم كل الطلاب الذين جلسوا لامتحان الشهادة السودانية في السابق، أو تقديم استقالته من منصبه .

وختموا بيانهم بالترحم على شهداء ثورتهم الشبابية المجيدة ــ التي جاءت بالبروف وزيراً ــ وبحق كل قطرة دم سالت، ويسكنهم فسيح جناته، والسلام.

ونعود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى