كبيدة اااهـ ..!!

شاهدت الفيديو.. وارتعدت فرائصي.. وأعدته زي ألف مرة.. وفي كل مرة لم يستطع الوالد الغاضب أن ينجو بفعلته النزقة المتهوّرة.. بيد أنني حاولت أن أكتب حتى مثول الصحيفة للطبع.. لكن تداعيات فيديو مدرسة كبيدة لم تترك لي إلا مرارة العجز والارتعاد غير الفصيح.. وكيف أن الناس اتخذوا من الفيديو سبيلاً للحكاوى المختلقة والأكاذيب السياسية الرخيصة!!

الفريقان انخرطا بألسنتهما الحداد وخيالاتهم المرتهنة للمسبق من تصورات في حكاوى مدرسة كبيدة، فأدخلوا معهم (لجان المقاومة) و(سيداو) و(عناصر من الفلول).. بينما القصة الحقيقية تقول إن الاختلاط في الـ(high school)

أمر له تعقيدات حقيقية ذات حيف في ظل مجتمعنا ذي الطبيعة الخاصة والتقاليد المختلفة والمحافظة!!..

حدث متجاوز حصل في إحدى المؤسسات التي من المفترض أن تكون تربوية، ذهب الحدث في شق منه إلى اتجاه جنائي وتحت طائلة القانون ويده، حيث تم فتح 9 بلاغات في مواجهة (الأب الثور)، ولا غضاضة.. فأين ذهبت عقولنا وكيف نسينا الشق الآخر التربوي وتغاضينا عن الاضطلاع بمسئولياتنا لنمارس كل ذلك التشفي والإغلاظ والتعسف في مواجهة ذلك الابن؟!

مثل كل أغلاطنا المراهقة أيام المراهقة كانت غلطة (ولدنا) فلما انفعلنا كل ذلك الانفعال المغالي لنحول ذلك الخطأ إلى كارثة سرطانية مطلوب اجتثاثها على ذلك النحو من التداعي الغابي المتعجل والحقود؟!!.

 بدا كل شيء غير منطقي ولا يتسنى لعاقل رشيد أن يصدق ما راج في الأسافير بأن أكثر من 65 مدرسة خاصة طلبت من كبيدة موافاته باسم التلميذ رباعياً حتى لا يدخل مدرسة بعد عامه هذا ولا يشمّن ريحها!!! وهل حقاً صدر قرار بفصل  التلميذ من المدرسة؟!

باي حق.. وأي سلطة؟!

ونحن نعلم أن قانون حماية الطفل جعل الطرد من المدرسة أثناء سير الدراسة من الجزاءات المحظورة في المدارس المادة (29 د)

وكيف توصلت المدرسة إلى تلك العقوبة القاسية؟!.. هل أنت محاكمته والإدانة أم أجرت تحقيقًا واستبانة؟!..

وفقاً للقانون فإن الطفل الذي يُدعي أنه انتهك القانون الجنائي أو يتهم بذلك أو يثبـت عليه ذلك، الحق في أن يعامل بطريقة تتفق مع رفع درجة إحساسه.

بكرامته وقدره ، وهو بريء إلى أن تثبت إدانته وتهدف محاكمته إلى

إعادة تكييفه اجتماعياً.

هذا الطفل ضحية.. ونحن نعمق جراحه ونهديه إلى مآلات سحيقة ومصير قاتم مجهول.. بينما كان حرياً بنا المعالجة والمداواة..

في مشهد كبيدة مجموعة من (الأغلاط) و(الغلطانين) ليست كلها وكلهم على ذات القدرة المتساوي من الأذى والخروقات، المعالجة تستلزم مشرطاً مدربًا وطاقماً مجتمعياً راقياً وفاهماً للتدخل السريع.. التنشئة السوية للأطفال مسئولية عامـة  وفقاً لما قاله  القانون وللطفل الحق في الحماية من جميع أشكال التمييز الظالم.

وتكون لحماية الطفل ومصالحه الأولويـة فـي كافـة القـرارات أو

الإجراءات المتعلقة بالطفولة أو الأسرة أو البيئة أياً كانت الجهة التي تصدرها أو تباشرها..

فإن كان الأب مخطئاً في معالجته لمشكلات طفله، فلماذا يضار الابن ونعبد له طريقاً إلى الجحيم فنصبح أمة كاملة ضد طفل.. نحن وأبوه وكبيدة ضد مستقبله، قبل حتى أن نعطيه فرصة للاختصام والدفوع.. بينما لا زالت خطبة الوداع للرسول الكريم حاضرة وهو يوصينا:

(ألا لا يجني جان إلا على نفسه، لا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى