متاريس المدارس(2-2)

برغم (الجهجهة) و(القلاقل) نجح أولياء الأمور والمعلمون والتلاميذ في طي صفحة العام الدراسي السابق وإكماله بشق الأنفس وكثير من (الغتغتة والدسديس) و(المضايرة) وبرغم المتاريس والعقبات..

تذكرون كيف قاتل نفر من الناس ضد مقاطعة الدراسة حتى اكتملت، وضد مقاطعة الامتحانات حتى امتحنوا، وضد مقاطعة تصحيح الامتحانات، حتى عدّت على خير.. تراضى الخيرون على التعويض هذا العام والمضي قدماً بالاستمرار مع التجويد وسد الثغرات حتى أتت رياح (الأبيض) وحدث ما حدث..

يعتقد الكثيرون أن أمر إغلاق وفتح المدارس ينبغي أن يكون قراراً ولائياً، بحيث تقرر كل ولاية بحسب ظروفها والملابسات، خاصة في مرحلة الأساس نظرًا لأن امتحاناتها النهائية ولائية، ويدعي أصحاب هذا الرأي أن إبعاد المركز  عن القرار سيخلق نوعاً من التنافس المحمود بين الولايات في إنجاز وتجويد العملية التعليمية مع ضمان استقرارها واستمرارها في شراكة فعلية بين كل مكونات المجتمع المحلي الحريص بالجبلة على استمرار حركة الحياة..

 فلا تتضرر الولايات بعد إجادة واجتهاد من مشاغبة أهلنا في (أم برمبيطة) وتعثراتهم وإحراج (الفلول) أو (القحاتة) لهم بإخراجهم وقد الرهيفة.. بل ستمثل الاستمرارية الحادثة محفزاً إيجابياً للمدن والولايات المتعثرة لتحرص على اللحاق ومواصلة السباق..

 بدلاً من وضع البيض كله- والحال هكذا- في سلة واحدة نحتاج لطريقة أخرى نجتاز بها تعقيدات الواقع، ولا شك أن براغماتية حمدوك ستفي بالغرض.

الإجازة القسرية التي دخل فيها أولادنا أجحفت في حقهم.. فلم يدرسوا ولم تبرمج لهم إجازة مفيدة..(لخبطت) الإجازة حسابات ـولياء الأمور والسوق!!.. 

حركة المدارس تمثل إضافة ملموسة للنشاط الاقتصادي العام واسألوا  (ناس البقالات) وأصحاب (التراحيل).. مع الإغلاق لا يستيقظ كل السودانيين صباحاً باكراً في كل يوم (راقبوا الشوارع)..

شرع قرار إعادة فتح المدارس في إيجاد حلول لتعويض الأيام الضائعة بإلغاء عطلات (السبت والدورة المدرسية ومنتصف العام)..

اتفق الجميع على مقترح إلغاء العطلة ما بين الفترة الأولى والثانية، واختلفوا في العطلتين..

بالنسبة لعطلة الدورة المدرسية يرى البعض أنها رافد مهم في العملية التربوية، والتجربة  المميزة للدورات المدرسية السابقة تعزز ضرورة الإبقاء عليها، إذ اكتشفت وفرخت كثيراً من المواهب المبدعة ونثرتهم إلى حيث الطلاقة والحضور نجوماً وقادة..

أما عن عطلة السبت فقد أرخصها القرار، وأحزن أولياء الأمور .. ومنهم صديقنا اللدود (منذر) الذي يرى أن السبت هو اليوم الوحيد المتاح لأولياء الأمور للمراجعة وتكملة الواجبات المدرسية والمذاكرة أو الترويح مع العيال -المطلوب بشدة- حال جُعلت الجمعة للاستذكار والمدارسة!!

بحسب القرار سيمضي التلاميذ إلى مدارسهم، بينما يبقى الوالدان معاً ولأول مرة وبعد زمان طويل بلا تشويش..

(زنقة من أمها)

 فهل ستفلح تلك (الزنقة) في إحالة الزوج لتأييد (أحمد ربيع) ومجابهة القرار أم إنه (سيتحرفن) و(يقد السلك) كما فعلها  أخ له من قبل حينما ضبطته زوجته يتسلل لواذاً إلى الخارج لـ(تنقنق) :(يا الكلس ماشي وين.. ما شايف السماء دي شايلة!؟، المطرة دي حتزنقك)..

لم يُحر جواباً.. واصل خطوه نحو الباب وهو يتمتم بصوت خفيض:(يعني دايراها تزنقني ليك هنا؟!).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى