جعفرباعو يكتب : انخفاضٌ مُحبطٌ!!!

*مساء السبت كانت جل الوسائط تتحدّث عن مؤتمر وزير الطاقة حول التعرفة الجديدة للوقود، وبعضهم اجتهد في “الفتل” للتعرفة الجديدة، وغيرهم كان مُحبطاً لتوقُّعه بأنّ سعر اللتر سوف يتضاعف مع ارتفاع الدولار مُقابل الجنيه السوداني.

*لم يتوقّع أحد المتفائلين أن تشهد الأسعار انخفاضاً وإن كانت قليلة لسعر اللتر، فتعوّدنا في السُّودان أنّه ليست هناك سلعة يهبط سعرها بعد أن ترتفع، خَاصّةً حينما تكون هذه السلعة ذات أهمية كُبرى.

*انخفض سعر لتري اللبنزين والجازولين بصورة أذهلت الكثيرين، ونخشى أن ينتهي هذا الذهول بأسعار جديدة قد تكون بعد شهر أو أقل بارتفاع كبير لسعر اللتر مما يصعب الأمر على المُواطنين، خَاصّةً أصحاب الدخل المحدود منهم.

*طبعاً أسعار السلع الضرورية لن “تهبط” كما هَبط سعر لتري الجازولين والبنزين، فالتُّجّار مُتعوِّدون على ارتفاع السلع وليس نزولها كما يحدث في كل دول العالم.

*أحد الأصدقاء كان يعيش في إحدى الدول الخليجية، وشاءت الأقدار أن “يحظر” مع جائحة كورونا ممّا جعله يصوم شهر رمضان المُبارك هذا العام وسط الأهل وهلع كورونا وارتفاع الأسعار، بدا هذا الصديق مُندهشاً من استغلال التجار للشهر الفضيل وارتفاع كافة الأسعار الضرورية، وقال لي إنّ دول الخليج وغيرها من دول العالم تجتهد في خفض الأسعار مع هذه المُناسبات الدينية الجميلة وهو عكس ما يحدث في السودان!!!

*عُمُوماً، سَعِدَ المُواطنون كثيراً بنزول سعر اللتر للمحروقات، ولكنهم أيضاً يحملون الهَمّ للخبر المُتداول بإيقاف مُصفاة الجيلي عن العمل بداية الشهر المقبل بغرض الصيانة، مِمّا يشير إلى أن الصفوف ستكون مُستمرّة إلى حين.

*لا نعلم حتى الآن ما هو سبب هذه الصفوف الطويلة، رغم الاجتهاد بتوفير البنزين المدعوم والتجاري والأخير هذا يجد الإقبال الكبير من المُواطنين ورغم ذلك لا يتوفّر في بعض المناطق القريبة جداً من قلب العاصمة الخرطوم.

*إنّ أزمة المحروقات تزداد سُوءاً وفي كل يوم تفرز العديد من المَظاهر السالبة والدولة تتفرّج على هذه المَظاهر دُون أن تحرِّك ساكناً، فإذا قادتك الأقدار إلى إحدى محطات الوقود في الساعة الأولى من تفريغ التانكر ستشهد مناظر لا تجدها إلاّ في السُّودان وتحديداً عاصمته الخرطوم!!!

*ستجد صُفُوفاً للنساء غير منُظمة، وصُفُوفاً للنظاميين بها الكثير من الفوضى، وصُفُوفاً للدّرّاجات البخارية بعضها يُتاجر بالوقود وأخرى فعلاً تحتاج إليه، ستجد “الجركانات” تُعبأ وكبار السن ينتظرون دورهم في الوصول إلى “المسدس”، ستجد الكثير من القصص والاشتباكات وفي النهاية يكون أسوأ خبر يسمعه صاحب المركبة وهو “الوقود انتهى”!!!

*نرجو أن نشهد انفراجاً في هذه السلعة المُهمّة، وقبلها نشهد انخفاضاً في أسعار السلع التي ارتفعت بسبب ارتفاع سعر اللتر والآن انخفض هذا السعر!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى