أفتَّانٌ أنت يا حمدوك؟!

قال صديقي الشيخ مصطفى الامين:

(وزيرة الخارجية محتاجة لي زمن حتى تسخّن ونستفيد من إمكاناتها ومقدراتها)

كان الجدل بيننا حاضراً حول فرص أسماء عبد الله في النجاح أو الفشل بمهمتها الصعبة.. 

قال لي:(أحسن أسماء ولا كرتي!؟) ..

فقلت له (بروف غندور)..

ولأنه ليس من ناس (هلال مريخ) قال لي: (والله صحي إذا الثورة ما بتقدر تجيب زول للخارجية أحسن من غندور.. الترابة في خشمنا).

صعب أن تكتسب أمّنا اسماء كل تلك النواقص وأن تكمل شروط المنصب وأن تملأ كل هذا الفراغ العريض بينها والمطلوب.. فقد وصلت إلى عمر ناهز (المرحلة الملوكية) يستحيل معه التلقين والتعلّم كما أن المنصب لا يحتمل (يا تبقى جاهز يا تبقى جاهز).. 

حينما تأتي بأحدهم “فزعاً” فيصبح “وجعاً” فذلك يشير لاختيار حمدوك لوزير خارجيته!!..حرّاً طائعاً مختاراً غير مُكرَه ودون إملاء منفرداً ومُصرّاً على أن تكون تلك الحبوبة واجهته المهمة لحلحلة الملفات المعقدة والقضايا الشائكة…

نحتاج لوزير يؤازر قضايانا لا أن نقف صباح مساء للدفاع عنه والذود عن حياضه وتبرير سقطاته وتبيين ما استعصي على الناس فهمه من طريقته في الهراء.. ونحن أصلا (فينا المكفينا)..

وعَدَنا المناصرون بأن (بكرة أسماء أحلى)، وأنها ستتجلى وستُبهرنا وتشنّف آذاننا وسنرضى.. وانتظرنا رغم كل الشواهد والدلائل الدامغة غير المبشّرة.

وسخّنت أسماء في (قيدومة) الأمم المتحدة .. اختارت أن تفصح عن موهبتها الأصيلة التي لا تُجارى هناك ..

لتشق القاعة زغرودتها (المطقطقة)..

 كانت الكلمة لحمدوك.. وعندما قال:

(نفخر بتعيين أول وزيرة للخارجية في السودان)..

فانفتح كمين الزغاريد.. 

(أول مرة أشوف لي زول بزغرد لي نفسو)..

ورحم الله (حواء الطقطاقة) التي كانت ستنافس بقوة على تسنّم هذا الموقع الرفيع (لتلهلِب) القاعة حماسة تلهم الفرسان جيلاً بعد جيل..

لنعود من كل هذا المحفل ببصمة (الزغرودة) اللطيفة التي لا تُمحى. .بينما تنكفئ تطلعاتنا ونعود من نيويورك دولة راعية الإرهاب والزغاريد..

من حق السيدة أسماء أن تزغرد، فحق الزغردة حق مكفول للجميع ومن قبل أن ندنو من المدنياااااو… لكننا نحلم بوزير خارجية يغرد بالمختصر المفيد لتنطلق الزغاريد.

إذا كان في الناس سيف لدولة 

ففي الناس أبواق لها وطبول

أذكر أن أخونا (الطاهر) كان مسئولاً عن البرنامج المصاحب لأحد المؤتمرات بالخرطوم، واعترضته معضلة الحشد لندوة الشيخ العلامة عبد المجيد الزنداني حيث لم تجر ترتيبات الإعلان والدعوات للندوة على الوجه المطلوب فهداه تفكيره إلى دعوة مجموعة من القابلات واللائي كن يشاركن في دورة تدريبية بأمدرمان.. وافقن وجاءت الحافلة تحملهن إلى قاعة الصداقة ليشكلن هناك أغلبية…

الشيخ كان يتناول بعض النماذج من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.. فيسرد ويحاجج حتى إذا ما وصل إلى مرحلة البحث عن استثارة حماس الجمهور انطلقت القابلات في فاصل مهاري مُتقن:

(ايوييويووووووو).

وضجّت الخرطوم مع الزنداني بالضحك المتواصل.. بينما أغلق الطاهر هاتفه وسافر البلد، لكن (كرداوي) انتظره ليمازحه:

(يعني جايب ليك داية… منتظر منها شنو؟! كل مُيسر لما خلق له).

جاء في الأثر أن رجلًا أثنى على رجل عند عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال: صحبته في سفر؟ فقال: لا، قال: فأتمنته على شيء؟ قال: لا، قال: ويحك! لعلك رأيته يخفض ويرفع في المسجد).

الحمد لله.. ها قد سافر حمدوك مع أسماء فعرفها وعرف أن كلام زوجته ليس بالضرورة كله صحيح.  ولعله كان قد رآها في مناسبة ما.. و…

(بـفـرح عـودتـنا رفـت زغـردت كلـمات حـنـيـنـة).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى