يا أيها الإسلاميون ..

من كان يعبد محمداً ...

* لو أن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، تقف عند محطة غياب أحد، لكانت تلك المحطة بامتياز هي محطة رحيل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى .. (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)

 

* تلك اللحظة الفارقة في مسيرة التاريخ الإسلامي التي خرج فيها أبوبكر الصديق رضي الله عنه إلى الجماهير ليقول كلمته الفاصلة، (أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت)..

*على أن الذي جرى على المسرح السوداني خلال ثلاثة عقود من الزمان، هو بالأحرى تصور حزب لما يمكن أن يكون عليه الحكم وإدارة الدولة، فلئن تعثرت تلك التجربة فإن هذا التعثر بطبيعة الإنصاف يكتب باسم جماعة، ولا يكتب باسم الإسلام. 

*بمعنى أن الذي أسقط ليس هو الإسلام، وإنما تصور وممارسة تجربة لنخبة من الإسلاميين، على أن قاعدة الإسلاميين التي تذهب إلى أكثر من ثلاثة ملايين ليس لها ذنب سوى أنها تتطلع إلى تجربة إسلامية مبرأة من كل عيب …

* على أن الفكرة لا تسقط بسقوط البعض، بل إن قاعدة الإسلاميين أحرص من الآخرين على إقامة العدالة وحكم القانون، ولتعزيز هذا المبدأ يمكن أن تخرج في مليونية هادئة تطالب بمحاكمة كل من أفسد وتنكب الطريق باسمها، بل إن أكثر المتضررين من  تشويه التجربة هم الإسلاميون أنفسهم، على أن قاعدة الإسلاميين تطالب الآن بمحاكمة كل من ارتكب جريمة باسمها، بشرط ألا تتجاوز المحاكمات والتصفيات المتورطين إلى الإسلاميين، المحاكمة والتصفية والتطهير على أساس الانتماء والمعتقد !!

* بطبيعة الحال لقد وجدت القوى اليسارية والعلمانية والليبرالية فرصة تاريخية، لتجديد ادعائها القديم الجديد  (بأن الإسلام ليس هو الحل) مستشهدة بالتجربة التي خرج عليها الشعب، ويفترض هنا أن ينتبه الجميع إلى عملية خلط الأوراق، على أن الذي سقط ليس هو الإسلام، وإنما ممارسة وتصورات نخبة من الإسلاميين.

* على أن تعثر التجربة ليس مبرراً لمحاربة كل ما هو إسلامي، حتى بلغ الأمر حد التربص بشعار التوحيد الذي يميز ويجمل شاشة التلفزيون القومي، على أن عمليات التخلص من كل ما هو إسلامي، مع الإمعان والتمادي في عمليات حشر الإسلاميين في الزاوية، لا ولن يكون ذلك في صالح هذه التجربة الماثلة فحسب، بل ويمكن أن يعصف بأمن واستقرار البلاد.. و… و…

على أن تدرك قاعدة الإسلاميين بأن الفكرة التي استشهد من أجلها الصادقون لن يسقطها فساد المفسدين وتقاعس المتقاعسن، وأن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى قائمة وماضية إلى قيام الساعة، يحيا من حي عن بينه ويهلك من هلك عن بينه، فقد آن أوان العودة والاسترجاع والاستذكار، فكما أن في تاريخ المسلمين غزوة أحد، هنالك في المقابل توجد أيضاً بدر الكبرى والفتح الأكبر . أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه     قوموا إلى مواصلة مسيرتكم ورصوا صفوفكم فإن الله لا ينظر إلى الصف المعوج ….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى