حمدوك.. بين القومية ولوبيهات الحرية

تقرير: النذير دفع الله 

أصبحت كل المُؤشِّرات والدلائل الماثلة تتّجه نحو ما يُواجهه رئيس مجلس الوزراء خلال المرحلة الانتقالية لتياراتٍ مُختلفةٍ، فتارة بين مطرقة الشعب وقِوى إعلان الحُرية والتّغيير، وتارة أخرى بين سندان العسكر والقِوى السياسية الأخرى، ولكن حمدوك الذي تحدّث قبل أدائه القَسم وقُدومه الى الخرطوم رئيساً للوزراء، إنه سيكون رجلاً قومياً دون النظر للمناطقية والقبلية والحزبية السياسية، هي الكارثة التي دفع الشعب السوداني عُمره ثمناً لها، ولكن ثمة مُؤشِّرات تتحدّث عن أن قِوى إعلان الحُرية والتّغيير تُحَاول الإحاطة برئيس مجلس الوزراء وإعادته الى بيت الطاعة، بعد حديثه عن إنه لن يلتزم بما تُقدِّمه قِوى الحُرية والتّغيير من قوائم للمُرشّحين لمجلس الوزراء، بينما تَرَى بعض القِوى السِّياسيَّة أن مُقابلة حمدوك للصادق المهدي وقِوى الحرية والتّغيير دُون القِوى السِّياسيّة الأُخرى أمرٌ خطأ يضع الموازين في غير نصابها، منادين بضرورة أن يولي رئيس الوزراء ظهره لقِوى الحُرية والتّغيير ويكون قومياً كما قال هو، وهذا ما سيُكَلِّفه الوصول الى مرحلة المُواجهة وبالتالي تقديم استقالته .

أخطاء سياسية 

القيادي والمحامي بحزب المؤتمر الشعبي أبو بكر عبد الرازق قال لـ(الصيحة)، إنّ رئيس مجلس الوزراء بعد أداء القَسَم تحدّث بشكلٍ إيجابي، قائلاً بالحرف: الحُرية والتّغيير اختارتني لأكون رئيساً للوزراء، وأنا أعلم جيداً اللوبيهات وإحاطتها بالرجال الضعفاء، ولكن إذا جاءت قِوى الحُرية والتّغيير بقائمة فيُمكنني أن أقبل أو أرفض، وأضاف أبوبكر: إن مُشاركة حمدوك تاريخية ولكنها تَظل حَالياً بين النظرية والتّطبيق أو بين النعمة والنقمة كفعلٍ ولَيس بالمَعَاني، مُشيراً إلى أنّ الجميع بما فيهم نحن كسياسيين، ننتظر الجانب العملي ومدى ما نراه من إحاطة قِوى إعلان الحُرية والتّغيير به، وقال أبو بكر إنّ ما قاله حمدوك تجاه قِوى الحُرية والتّغيير مُزعجٌ وبه شيءٌ من التمرُّد عليه، فإن قِوى الحُرية والتّغيير تُحاول أن تعمل للإحاطة به وإعادته إلى بيت الطاعة، فبذلك يكون حمدوك قد أصبح بين مطرقة قِوى الحُرية والتّغيير والشعب، وسندان المجلس العسكري، سيما أن قِوى الحُرية تقوم فقط بالترشيح وليس الإجازة، لأنّ من يُجيز الذين تمّ اختيارهم هو المجلس السيادي ورئيس الوزراء. وكشف أبو بكر أنّ هناك وفداً يتكوّن من مجموعة من النساء، قام بزيارة لرئيس الوزراء حول زيادة تمثيل المرأة بنسبة 50%، نحن لا مانع لنا أن تكون هذه النسبة أو زيادة بل تكون 51%، ولكن هذا الأمر تم في ظاهره بأنّها مُنظّمة مُجتمع مدني تحت غطاءٍ سياسي شيوعي، وإذا تَمّ الأمر كما أُريد له, يكون حمدوك قد تمّت الإحاطة به من جانب الحزب الشيوعي، وشدد أبو بكر أن الرأي العام ينتظر للحظات العملية، وهل سَتكون مُشاركة حمدوك واقعياً أم حديثاً فقط، ولكن إذا فعل كلما قاله وأصبح قومياً دون النظر لأيِّ انتماءٍ قبلي أو مناطقي أو سياسي، سيهتدي لمرحلة أفضل ويلتف حوله الناس وينتقل إلى مرحلة النجاح الحقيقي، أما غير ذلك فسيكون هناك اختطافٌ إسلاميٌّ، وطالب أبو بكر، حمدوك بضرورة الابتعاد عن ما تتجاذبه عملية الهامش والمركز، وأن يتمتّع بقدر عالٍ من الذكاء السِّياس. واعتبر أبو بكر أن مُقابلة حمدوك للصادق المهدي وقِوى الحُرية والتّغيير وحدها كانت خاطئة وغير مُوفّقة، إذ كان يتحتّم عليه مُقابلة القوى السياسية الأخرى، سيما الاتحاد الديمقراطي وحزب دولة الشريعة والقانون والمُؤتمر الشعبي، عليه هو مُطالبٌ بمبادرة سياسية لمُقابلة هؤلاء، موضحاً أن خطوات حمدوك من ناحية النظرية والقول جيدة، ولكنها واقعياً غير جيدة، بل أصبح تحت إحاطة قِوى الحُرية والتّغيير.

المُواجهة والاستقالة 

ومن جانبه، قال الخبير الأمني اللواء (م) يونس محمود لـ(الصيحة)، إنه من العجب الحديث عن الفحص الأمني لقائمة المُرشحين لمجلس الوزراء، مَن الذي يقوم بالفحص الأمني هل هو جهاز الأمن الذي يُخضع للهيكلة وباعتباره يتبع للدولة العميقة أم من جانب الشرطة؟ لا بُدّ من الإجابة على هذا السؤال، وأضاف يونس: إنّ القائمة التي قُدِّمَت هي مَن تَرشيح قِوى الحُرية والتّغيير وهم يعرفونها جيداً  ويعرفون بعضهم جيداً، مُبيِّناً أنّ ما يتم هو فقط للتّضليل واستغفال الناس، هي كلمة مُبهمة فمن يفحص مَن هم الذين أعطوا أنفسهم ترشيح قوائم الوزراء، واشار يونس الى أن حمدوك تَحَدّثَ عن أنّه يُريد كفاءات سُودانية، ولكن قِوى الحُرية والتّغيير حَصرت كل الكفاءات في عضوية تتبع لها، وبذلك يكونوا قد حصروا ميدان التحرك على رئيس الورزاء، وقال يونس: نخشى من الوصايا على رئيس الوزراء والتأثير عليه في كل أعماله وخُططه حول برامجه المَطروحة من جانب الحُرية والتّغيير، وتساءل يونس هل برامج الحُرية والتّغيير التي يَطرحونها هي برامج الحكومة المُقبلة أم هي برامج رئيس مجلس الوزراء الذي يجب أن يتحرّك بكل حُريّةٍ في خُططه وبرامجه، ونادى يونس أنه يَتَعَيّن على رئيس الوزراء أحد الأمرين بعد أدائه القَسَم، هو أن يدير ظهره لقِوى الحُرية والتّغيير والتّوجُّه نحو القومية، ولكنه إذا قبل الوصايا وإرشادات قِوى الحُرية والتّغيير سيكون مصيره الوصول إلى مرحلة المُواجهة وبالتّالي تَقديم استقالته .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى