الإنتهازيون الجدد

سليمان مسار يكتب.. الإنتهازيون الجدد
الإنتهازية مرض خطير يساهم في أفول الظاهرة التي يتغلل فيها، بالتالي فهي العامل الأبرز الذي يجب الخشية منه، أيا كانت الأشكال التي تبدو عليها الظاهرة سواء كانت مؤسسة وظيفية أو حكومية أو حركة مسلحة أو حزبا.
بالمقابل نجد أن الإنتهازية تتناقض مع الجوانب الأخلاقية والقيم والمبادئ وترتبط بالنفاق والمهادنة والشعور غير الحقيقي في ذهنية الشخص الإنتهازي، ومع ضمور القيم والمبادئ،بدأت تتسع هذه الظاهرة والتي أصبح الإنسان يواجهها كثيراً في حياته.
وجاء بروزها مع تقسيم العمل، ووفقاً لتعريفها في السياسة والممارسة الداعية للإستفادة من الإنتهازية ذات الأنانية من الظروف مع الإهتمام الضيئل جداً من المبادئ أو المصالح التي تعود على الآخرين.
إن أفعال الشخص الإنتهازي هي أفعال نفعية تحركها بشكل أساسي دوافع مصلحته الشخصية من مجالات الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية، وتتجلى الإنتهازية في مظاهر كثيرة من العمل في المؤسسات والاحزاب وأغلبها في الحركات المسلحة والجيش.
والإنتهازيون بطبعهم لا يواجهون بل يطعنون من الظهر وهذا ما حدث من ما يسمى جزافاً بحركات الكفاح المسلح مع السيد القائد عند إتفاقية جوبا ووقف مع هذه الحركات الإنتهازية وقف الصمود،وعندما حانت لحظة الحقيقة عند نشوب هذه الحرب وظنت مؤسسة الدعم السريع إصطفاف هذه الحركات الإنتهازية معها في أتون الحرب.
وقد ظهر جلياً معنى الإنتهازية والتنكر لمن سادنها حتى وصلت سدة الحكم.
والإنتهازيون بطبعهم يمارسون التضليل للآخرين ولكنهم في نهاية المطاف سوف يكشف أمرهم ويدفعون الثمن غالياً.
وكما قيل سابقاً قد يتم خداع كل الناس بعض الوقت، وقد يتم خداع جزء منهم طيلة الوقت، ولكن من المستحيل خداع الكل طيلة الوقت.
ولعل الشاهد للأمر يرى أن الحركات التي إصطفت مع مليشيا الجيش يتجلى فيها الخداع والنفاق، بل الإيغال في الإنتهازية وإن تمظهرت بالجانب الثوري.
إن الحركات التي آثرت الوقوف مع مليشيا الجيش هي الأكثر عرضة لنفاذ الإنتهازيين بينها لأنهم يسعون فقط لتحقيق مآربهم الشخصية ومصالحهم الخاصة من خلال هذه الحرب الدائرة الآن.
ولتعلم هذه الحركات الإنتهازية جيداً الذي تقف معه اليوم (الجيش) سينقلب عليها بين عشية وضحاها وبيننا الزمن كفيل بذلك.
لأن هذا الجيش الفاشي بطبيعة حاله ناقضاً للعهود ومتنكراً للمواقف وليس له أخلاق أو ضمير يوقظه.
والإنتهازية التي إكتسبتها هذه الحركات من مايسمى بالجيش. ولأن الجيش هو أكبر مؤسسة إنتهازية بالبلاد لذا حرى بنا أن نسعى لتفكيكها وتأسيس جيش وطني وفق معايير الجيوش العالمية.
والكل يسعى للتحرر الوطني ولكن علينا أولاً أن نحرر هذه الحركات من ربقة جلاديها، ومن ثم نعمل معاً للتحرر الوطني الشامل، فلا النفاق يوصل المجتمع إلى أهدافه التحررية الوطنية ولا الإنتهازية قادرة على إيجاد القفزات المجتمعية المؤدية إلى تراكمها لإحداث الإنتقال النوعي.
إن الإنتهازية بكافة أشكالها ومظاهرها خطر حقيقي وتحتاج إلى مواجهة حقيقية لإجتثاثها من جذورها وإلا ستكون الطامة كبرى.
# تأسيس الجيش واجب وطني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى