دارفور.. هل تعود إلى الحرب من جديد!!

*بدا واضحاً أن الاستعراض العسكري الذي قامت به حركة جيش تحرير السودان بزعامة مني أركو  مناوي في الأيام الماضية يشكل مهدداً خطيراً للأمن والسلام والاستقرار في دارفور وفي السودان، ويعتبر الاستعراض بقراءة خبراء الحروب مؤشراً لعودة و(انتكاسة) على مجدداً في أتون الحرب والصراع والاقتتال، الذي أخرج هذه الولاية ولسنوات عديدة من مصفوفة الإنتاج، بل أن دارفور بسبب الحرب أصبحت أحد أكبر مشكلات الخرطوم.

* بالاستعراض العسكري الأخير لحركة مناوي، وتضمنه آليات عسكرية ثقيلة تعيد حركة مناوي رسم صورة قاتمة لهذا الإقليم الذي لا زال إنسانه يعاني النزوح والتشرد وعدم الاستقرار، بيد أن الاستعراض العسكري يهدف أولاً لإظهار قوة حركة تحرير السودان عسكرياً، وفي الوقت نفسه يعطي ملمحاً (سيئاً) لما ستواجهه حكومة حمدوك في مناطق دارفور، مع احتمالات ارتفاع نسبة التشاؤم بعودة الحرب مجدداً.

* وما لا يغيب عن الذهن، أن حركة مناوي أرادت من هذا الاستعراض الضخم أن تقول إنها رافضة لما توصلت إليه أطراف الحكم في الخرطوم، وإصرارها أن ما تم ليس إلا قسمة للسلطة ومحاصصة أخرجت بها الجبهة الثورية من المعادلة، وكان هذا الرأي هو الأكثر وضوحاً في خطاب مناوي الذي أطلقه متزامناً مع الاستعراض العسكري، ومتزامناً في ذات الوقت مع توقيع الوثيقة الدستورية بين قوى التغيير والمجلس العسكري وتشكيل المجلس السيادي واختيار رئيس الوزراء.

* الأمر الذي يدفعنا للتساؤل بقوة، عن موقف الحرية والتغيير من مستجدات الساحة الدارفورية التي بدأت في التصاعد الآن بالمواقف الأخيرة لحركة تحرير السودان وإظهارها القوة العسكرية.. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا (هل لقوى الحرية والتغيير أي تأثير إيجابي على الحركات الدارفورية المسلحة التي تعلن أنها جزء من الحرية والتغيير)؟؟ 

* ما أظهرته حركة مناوي، يكشف بجلاء تباين المواقف داخل مكون الحرية والتغيير الذي تعتبر (الجبهة الثورية) جزءاً رئيسياً من مكوناته.. فكيف تجهز حركات دارفور المسلحة نفسها للحرب، وهل هي واحدة من مكونات الحرية والتغيير؟ فهل نشهد في مقبل الأيام أن الحرية والتغيير تقاتل (الحرية والتغيير)؟؟

* خاض السودان ممثلاً في حكومة البشير السابقة حروباً عديدة ومتصلة أرهقت الخزينة العامة وتسببت في تراجع معدلات التنمية، وأكثر من ذلك تسببت في نزوح وتشرد إنسان دارفور .. فهل نحن مقبلون نحو نسخة جديدة من هذه الحرب؟؟

* الظرف الدقيق الذي يمر به السودان في الفترة الانتقالية لا يحتمل أي نوع من أنواع التفلتات الأمنية، كما لن يحتمل أي شكل من أشكال الحروب، الأمر الذي يحتم على الحرية والتغيير إعادة النظر في معادلة اقتسام السلطة، وإيجاد مساحة (مقنعة) للحركات المسلحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى