(الخلفية الحزبية) و(المحاصصة) .. أساس اختيار السيادي!!

* اختارت قوى (الحرية والتغيير) عضويتها في المجلس السيادي من شخصيات ذات خلفية حزبية، وما تم لا يستثني أحداً من الشخصيات الخمس، وبذلك تكون قوى التغيير قد خالفت نص الوثيقة الدستورية، ونكصت عن توقيعها الذي شهد عليه الشعب السوداني والعالم حولنا ورعته (الوساطة) الأفريقية.. وهي بهذه الخطوة تكون قد أخلفت وعدها لجماهيرها من الثوار.

*وليس أدل على ذلك من التظاهرات، والمسيرات التي سيرها ناشطون وطوقوا بها اجتماع مجلس (ق ح ت) القيادي، وهو يقلب في الأسماء والترشيحات المختلفة فيرشح هذا ويعزل ذاك، وما يؤكد أن قوى التغيير لا تلتزم بما وقعت عليه وما تواقت عليه أنها اختارت الشخصيات الخمس من جانبها من ذوي الخلفيات الحزبية الذين لا يختلف حولهما اثنان، وبهذا السلوك تكون (ق ح ت) قد فشلت في أول امتحان الالتزام بالعهود والمواثيق، الأمر الذي يدعو للقلق من المستقبل القريب.

* من الواضح الآن أن قوى الحرية والتغيير بدأت في توزيع المقاعد بنظام (المحاصصة الحزبية) بعيدًا عن وعودها التي قطعتها على نفسها وعلى جماهيرها، أنها ستختار للسيادي شخصيات مستقلة ووطنية وذات كفاءة وتخصص، لكن وضح من خطوتها الراهنة أن قوى التغيير تبحث فقط عن (الكراسي) وبريقها، دون إعطاء أدنى اعتبار للاتفاق الذي تم أو لوعدها لأنصارها.

* (التهافت) على المناصب ومقاعد السيادي، الذي شهدناه بين مكونات (ق ح ت) .. وكان دليل ذلك ما جرى من (صراع) عجزت قوى التغيير عن كبته داخل الاجتماعات فانطلق يملأ الأسافير والفضاء، بل إن قيادات قوى التغيير صرحت بهذه الصراعات لوسائل الإعلام وأقرت بها، هذا (التهافت) الذي جرى أكبر دليل على أن قيادات التغيير يهمها الموقع والكرسي أكثر من اهتمامها بالمواطن والوطن، وهذه أولى الخطوات في الطريق غير الصحيح.

* على قوى الحرية والتغيير أن تنظر أولاً لمصلحة المواطن البسيط قبل أن تتصارع حول غنائم السلطة وحقائبها، فهم في المقام الأول مسوؤلون عن معاش الناس وحياتهم وخدماتهم.. أليسوا هم المعنيون بتشكيل الوزارة والحكومة التي ستقدم خدماتها للمواطن؟.. كل السياسيين الفاشلين يجهرون في البداية بأنهم وراء خدمة المواطن وأنهم (خدامه)، ولكن عندما تلوح في الأفق (غنيمة الموقع) و(الكرسي) سرعان ما ينسون وعدهم للجماهير.. وهذا عين ما يحدث من قوى التغيير اليوم.

* وقت طويل أخذته قوى الحرية والتغيير لأجل اختيار خمس شخصيات في المجلس السيادي.. فكيف ستختار عشرين وزيراً هم الحكومة الانتقالية؟؟

* يبدو أن المواطن في ظل التكالب الذي يجري الآن وأجواء (المحاصصة) سوف ينتظر كثيراً.. والله المستعان.. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى