رهانات البرهان الخاسرة

الباشا محمد الباشا طبيق يكتب  رهانات البرهان الخاسرة

لن ينسى الشعب السوداني دق طبول حرب 15/ابريل 2023م وخطابات البرهان في الزواج الجماعي وتخريجه لبعض قواته الخاصة بمعسكرات حطاب والمرخيات ،ولا خطابات الكباشي في كادوقلي وخطابات ياسر العطا خايب الرجا،ولا حتى خطابات الإسلاميين في إفطارات رمضان وتوعدهم بإشعال الحرب امثال انس عمر والناجي عبدالله والحاج ادم يوسف وغيرهم ومن تلك الخطابات كانت المؤشرات واضحة لكل مراقب ومحلل بأن هناك حرب دروس قادمة
ومن خلال هذه الحيثيات وقبلها راهنت اللجنة بقيادة ابن عوف وصلاح قوش وجزء من قيادات المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية بقيادة علي كرتي على الفهلوة السياسية للانحناء للعاصفة وهندسة الهبوط الناعم لابتلاع ثورة ديسمبر ولكن خسر الرهان الأول وسقط ابن عوف وصعد البرهان للمشهد وبدا مسلسل الكذب والخداع وعمل على كسب الزمن لتفريغ الشارع ولكن كانت إرادة الثوار أقوى حطمت كل الخطط الامنية والسياسية وظل الشارع متقدا حتى فض الاعتصام وكان هذا هو الرهان الخاسر الأكبر لان البرهان وظله علي كرتي وأدواته الكباشي والعطا وجهاز المخابرات العامة ظنوا أن فض الاعتصام سوف هو رصاصة الرحمة الاخيرة لاخماد نار ثورة ديسمبر وقبرها ولكن خسر الرهان ، واستمرت هذه المناورات والتكتيكات حتى انقلاب 25إكتوبر
فكان رهان إنقلاب 25اكتوبر هو الخسران الذي دفع البرهان والحركة الاسلامية بقيادة علي كرتي لتنفيذ الخطة (ب) وهي القشة التي قصمت ظهر البعير وأشعلت حرب 15أبريل 2023م فكانت الرهان الأكبر للبرهان وقيادات المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية لأنهم أعدوا لها العدة وجيشوا لها الجيوش لحسمها في أقلى من 6 ساعات ولكن كانت المفاجاة أكبر حين واجه أشاوس قوات الدعم السريع دبابات ومنجزرات جيش البرهان وكتائب البراء الارهابية بكل قوة وبسالة وصمود ، حيث واجهت اللاندكروزر الدبابة ولأول مرة في التاريخ أن تواجه سيارة لاندكروزر دبابة مصفحة، أي شجاعة هذه وأي صمود واقدام وأي قلوب يمتلكها أبطال وأشاوس قوات الدعم السريع حتى يحطمون أسطورة جيش المئة عام ولكنها الإرادة والإيمان بالقضية العادلة لاقطلاع دولة الظلم والفساد والعنصرية والجهوية،خسر البرهان رهان الستة ساعات واستمرت الحرب وتوالت هزائم جيش البرهان وكتائب البراء الارهابية ، وبعد تحطيم وهزيمة كل المتحركات التي قدمت إلى الخرطوم من أبوجبيهة والفشقة ونهر النيل عطبرة وكردفان ودارفور لهث البرهان إلى منبر جدة منكسرا” ومهزوما” فعمل على كسب الوقت لالتقاط انفاسه واعداد جيشه وصدق الوعد الكذوب من راس الفتنة علي كرتي بأنه سوف يفتح معسكرات التدريب للمجاهدين لتحقيق النصر على قوات الدعم السريع ،فكانت المرواغة هي نهج وفده المفاوض والذي ظهرت فيه تيارات متعددة ومرجعيات مختلفة ،خسر رهان كسب الوقت في منبر جدة ،وظهرت اصوات من بعض الناشطين واللايفاتية أمثال الانصرافي وابورهف واحمد كسلا والقونات رشا أوشي وعائشة الماجدي وبعض الأقلام الصحفية رافضة للتفاوض وتنادي بالمقاومة الشعبية وعندما سمع البرهان بهذه الآراء وهو غريق في مستنقع الحرب ويبحث عن طوق نجاة فتمسك بقشة المقاومة الشعبية فنفخ شدوقه ونهيق وتوعد بهزيمة قوات الدعم السريع فكانت خطاباته التصعيدية في كل من جبيت ومدني والقضارف ولكنه أيضا خسر رهان المقاومة الشعبية بسبب عدم الاستجابة من المواطنين الذين خبروا واكتشفوا أكاذيب البرهان وعلي كرتي،بعد أن خسر البرهان رهان المقاومة الشعبية هرول إلى دول الإيقاد وطلب من قادة الإيقاد التوسط بينه وبين الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع،وقبل أن يجف حبر مخرجات قمة الإيقاد بجيبوتي التقى وزير الخارجية المزور علي الصادق بوزير الخارجية الايراني ووعده الأخير بإعادة العلاقات بين طهران وبورتسودان عاصمة الأمر الواقع بعد أن نزح إليها طاقم حكومة الأمر الواقع بعد اتسلام قوات الدعم السريع للعاصمة السودانية الخرطوم ،فجرى البرهان ميمما قبلته إلى طهران لإعادة العلاقات وفتح منافذ لجلب السلاح والمصائب تجمع المصابين،إيران تعيش في عزلة دولية وحصار وعقوبات وتبحث لها عن موطىء قدم في البحر الأحمر وبورتسودان تخوض حرب مهزومة فيها ست صفر تريد سلاح بأي طريقة وبأي ثمن فكانت النتيجة الإملاءات والشروط الايرانية وأولها إنشاء قاعدة عسكرية ببورتسودان وإشراف الحرس الثوري الايراني على أي اتفاق بين البلدين فاستجاب المهزوم البرهان للمطالب الايرانية وتم مده بمسيرات مهاجر (6) وبعض الأسلحة لتحقيق انتصار عسكري على الأرض وإخراج قوات الدعم السريع من ولاية الخرطوم لذلك المتتبع لخطابات هذا المعتوه (البرهان) يجد تغيير في الخطاب بعد كل خطوة فخطابه هذه المرة رافض لأي تفاوض مع قوات الدعم السريع وقال الخيار العسكري هو الخيار الوحيد وعلى قوات الدعم السريع إذا ارادت تفاوض عليها بالخروج من ولايتي الخرطوم والجزيرة
وخسر البرهان هذا الخيار لأن قواته لم تتمكن من تحقيق أي نصر على قوات الدعم السريع حتى الان ولم تتمكن من تحرير أي منطقة عسكرية وكل حُلمهم كان تحرير شارع أو عمارة بسوق ام درمان،وبعد هذا الخسران المبين واقتراب الهزيمة الكُبرى لجيش البرهان وكتائب البراء الارهابية والمتردية والنطيحة من مليشيات جبريل ومناوي وطمبور ،تحركت بعد القيادات الإسلامية والتقت بالرئيس رجب طيب اردوغان للتدخل في الشأن السوداني ولكنه رفض التدخل المباشر لأنه يخاف من الفشل وآثر المناورة بحليفه الجريح عبدالحميد الدبيبة ،فكانت المبادرة الليبية هي الرهان الأخير للبرهان وقبلها طلبه من الجزائر التدخل في الشأن السوداني ومدحه بالطائرات الحربية والسلاح ولكنه لم يتلقى أي وعد قاطع ومن أكبر الخسائر التي صفعت البرهان هي التحفظ المصري على اعادة العلاقات مع إيران لأن مصر لاتريد ان تزاحمها طهران في نفوذها بالبحر الاحمر لا سيما وهي تتلقى خسائر مالية ضخمة بسبب التوتر الأمني بالبحر الاحمر وهجمات الحوثيين على السُفن التجارية بمضيق باب المندب،فكل رهانات البرهان خاسرة والسبب الرئيسي هو عدم امتلاكه لقراره وأصبح مثل لعبة الشطرنج بيد قيادات المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية بقيادة علي كرتي ويعتبر علي كرتي هو اللاعب الحقيقي في المشهد وما البرهان إلا دمية بلا هادي ولا دليل ولا إرادة.

الأربعاء 6 مارس 2024م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى