فاطمة مصطفى الدود تكتب: حميدتي في روسيا مَن المستفيد؟!

4مارس 2022م 

العلاقات الدولية تبنى على أساس الندية وتحقيق المصالح المشتركة ، وكسب علاقات الصداقة بجانب المنافع التي تخدم مصالح الشعبين في الدولتين.

والدولة ذات السيادة هي التي تحدد كيف ترسم علاقات مع الآخرين دون إملاءات أو استجابة للضغوط التي تمارسها بعض التكتلات لتحقيق مصالحها من خلال ممارسة الضغوط على الدول الأخرى حتى تسبح في بحار هواها.

ظللت أتابع خلال الفترة الماضية ردود الفعل الإقليمية والدولية حول الزيارة التي قام بها  الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة، الى جمهورية روسيا الاتحادية ولقاءاته بالمسؤولين الروس  والقضايا التي ظلت محل اهتمام من الطرفين ، فهي اكتسبت الطابع الاقتصادي أكثر من غيره من الجوانب الأخرى، نسبة لما تتمتع به روسيا من رؤوس اموال ضخمة وتقنيات زراعية وصناعية متعددة والتي اذا تم كسب ودها سيتحوّل السودان الى دولة غنية بمنتجاتنا ويمكنها ان تمد السوق الأوروبي والآسيوي بتلك المنتوجات الزراعية المتعددة.

ولكن يبدو أن الدوائر التي لا تريد للسودان الاستفادة من إمكانياته المتعددة ربطت زيارة حميدتي الى موسكو بما يحدث بين روسيا واوكرانيا ، في حين انها تدرك أن سياسة السودان الخارجية تُبنى على عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية ، فذات العلاقة التي تربط السودان بروسيا لا تختلف عن العلاقات السودانية الأوكرانية في سبيل تحقيق المصالح المشتركة وتبادل المنافع بعيداً عن التدخل في الشأن الداخلي.

والذين ربطوا زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الى روسيا لا يدركون أن هذه الزيارة جاءت بدعوة من الحكومة الروسية وكانت قبل ما يحدث من صراع بين موسكو وكييف ولكنها صادفت تلك الأحداث فتعامل معها نائب رئيس مجلس السيادة بالحكمة والموضوعية وعدم الزج بعلاقات الخرطوم وموسكو بما يحدث من توترات بين كييف وموسكو، الأمر الذي يجعل من هذه الزيارة ناجحة وحقّقت مكاسب عديدة للسودان خاصة في الجوانب الاقتصادية وتسهيل فرص الاستثمار الروسي في السودان.

حميدتي خلال هذه الزيارة ظل يتابع أوضاع السودانيين في أوكرانيا، وكذلك أوضاع الذين يتواجدون في روسيا، حيث اجتمع بالجالية السودانية وطاقم السفارة السودانية بروسيا، وذلك في إطار زيارته الرسمية لموسكو بدعوة من الحكومة الروسية، وقدم شرحاً مفصلاً لأفراد الجالية حول الأوضاع الراهنة بالبلاد في المجالات كافة، واستمع إلى المشاكل والمعوقات التي تواجه الجالية التي يتشكل معظمها من الطلاب والمُبتعثين للدراسة في روسيا وانحصرت المعوقات التي تواجه الطلاب في زيادة الرسوم القنصلية، واستخراج الجوازات التي تصل إلى ٢٠٠ دولار للطالب والتأخير في صرف مبالغ المنحة والسكن والتأمين الصحي.

 

حميدتي وجّه وزارة المالية، بإلغاء الرسوم القنصلية على شريحة الطلاب الحاصلين على المنح في جميع دول المهجر بسبب الظروف القاسية التي تواجههم، فيما تبرع بمبلغ ١٠٠ ألف دولار، لدعم صندوق الجالية السودانية بروسيا، لسد الاحتياجات الطارئة خاصة للطلاب في ظل شح موارد السفارة وتكفّل بجميع مصروفات المبتعثين من الجامعات السودانية إلى الجامعات الروسية للحصول على الدرجات العلمية العليا حتى إكمال دراستهم، والتزم بمتابعة مشاكل الطلاب في الجامعات بدول المهجر خاصةً في ظل الأوضاع الراهنة، مُشيداً بالسمعة الطيبة والاحترام الكبير الذي تُحظى به الجالية السودانية، وامتدح جهود السفارة السودانية في موسكو وتعاونها الكبير مع أعضاء الجالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى