كشف عنه العطا: اتفاق للجيش مع التيار الإسلامي.. أسئلة تبحث عن إجابة!!!

كشف عنه العطا: اتفاق للجيش مع التيار الإسلامي.. أسئلة تبحث عن إجابة!!!

تقرير- صلاح مختار

قبل يومين قال عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا، إن الجيش يعتزم توقيع اتفاق مع التيار الإسلامي لإبعاد التطرف الديني، ولضمان ترسيخ الديمقراطية وعدم الانقلاب عليه، ولإبعادهم هذا التيار من التطرف وجلبه للطريق المعتدل للسير مع الجميع، وقال أمام محفل نفرة أبناء مناطق دار بيري التابعة لمحلية كتم بولاية شمال دارفور نُظم في قاعة الصداقة بالخرطوم إن الجيش “يعمل على ترسيخ الديمقراطية مع القوى السياسية النبيلة والقوى الاجتماعية المخلصة لبذر قيم التصالح والتسامي وعمل اتفاق ما مع القوى المبعدة بأمر الثورة من التيار الإسلامي.

ثمة ملاحظة مهمة وخطيرة في حديث عضو المجلس السيادي الفريق أول ركن ياسر العطا, الذي قال فيه: لابد من عمل اتفاق ما، مع القوى المبعدة بأمر الثورة من التيار الإسلامي لإبعاد التطرُّف الديني وجلبهم للطريق المعتدل للسير في درب الديموقراطية وبناء الدولة المدنية. ماذا يقصد بالقوى المبعدة بأمر الثورة هل هم الإسلاميون وحدهم أم كل من حالفهم؟  إذاً من هم المبعدون الذين يشكلوِّن خطراً على الثورة والتحوُّل الديموقراطي؟ وماذا وراء حديث العطا؟.

خطأ المكوِّن

ولكن القانوني والمحلِّل السياسي بارود صندل يقول خطأ المكوِّن العسكري الحاكم الآن, منذ اليوم الأول في 11/ 4/2019, اتجه الاتجاه الخطأ, وجد نفسه في مواجهة قوى الثورة, لذلك تماهت معه في ذلك الوقت, وأبعدت التيار الإسلامي كله بدون فرز, وأكد صندل لـ(الصيحة) أن أكبر خطأ ارتكبه المكوِّن العسكري أنه أبعد كل التيارات الإسلامية, رغم أنها ليست كلها على قلب رجل واحد, ولفت صندل إلى أن محمد علي الجزولي، كان أكثر الإسلاميين معارضة لحكم الإنقاذ في نهايته, ودخل السجون بسبب ذلك, ولكن لم يشفع له, واعتبر من التيارات الإسلامية من قبل الاتجاه اليساري, لأنه دائماً ينتهز الفرص, ومعروف بتلك الصفات. ولذلك انتهز الفرصة وأبعد التيارات الإسلامية حتى الآن لمدة تقارب الأربع سنوات، من الثورة. الآن الأمور أسوأ من زمن الإنقاذ. وقال: الآن سواءً أكانت المجموعة العسكرية أو ياسر عطا إذا كانت تعتقد أن الذي مضى بإبعاد الإسلاميين هو خطأ والآن يريدون ترتيب الأمور, هذا ليس في مقدورهم الآن. وقال: حتى بعد إجراءات الـ(25) من أكتوبر، اتجهوا الاتجاه الخطأ, احتموا بالفلول وتركوا الآخرين, ولكن الوضع الآن مختلف تماماً, المكوِّن العسكري حتى ولو كان كل الجيش معه, لايستطيع إعادة عقارب الساعة للوراء, وتصحيح أخطائه. وأضاف: ما يجري الآن (والكلام الماشي) سوف يقود كذلك إلى إقصاء مجموعات كبيرة من الإسلاميين, وسيكون سبباً في إسقاط الحكومة المقبلة. بالتالي ياسر عطا أو البرهان هما يتحدثان في الهواء الطلق, ولكن في الحقيقة لا يستطيعان فعل شئ.

خط رجعة

سمى بروفيسور حسن الساعوري، حديث الفريق العطا بـ(خط رجعة) جديد. بمعنى الفلول أو أنصار النظام السابق لا يمكن أن نعاملهم معاملة واحدة, باعتبار من بينهم متطرفين وفيهم معتدلين, وعندما نمنعهم من المشاركة سوف يزيد من التطرُّف الإسلامي. بالتالي يمثل حديثه خط رجعة للقرار السابق بإعادة الإسلاميين وعدم مشاركة الفلول أو المؤتمر الوطني خلال الفترة الانتقالية . وقال الساعوري لـ(الصيحة): الآن المؤتمر الوطني سوف يصنَّف  باعتبار هنالك معتدلون وهنالك متطرِّفون, والحديث عن خط الرجعة فيه تقسيم للإسلاميين, بحجة ضرورة التعامل مع المعتدلين حتى لا يزدادوا تطرُّفاً. وقال: في النهاية هل يقبل الإسلاميين ذلك أم لا؟  وقال الساعوري: حديث العطا ليس إقرار بالخطأ ولا نقول ذلك, ولكن هو خط رجعة, عندما نقول ذلك كأنما هنالك اتهام, الآن المكوِّن العسكري يريد إعادة الوطني خلال الفترة الانتقالية, ولكن بشروطهم, بمشاركة المعتدلين منهم عن غيرهم. وبالتالي الحديث هو مراجعة للقرار السابق . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل هذا رأي ياسر العطا شخصياً, أم رأي المجلس السيادي؟ وهل المكوِّن العسكري يرى هذا الرأي؟ وهل كل مجلس السيادة متفق معه؟ إذا كان المكوِّن العسكري كله يرى مثل ذلك الرأي, فإنه يمثل مراجعة للقرار السابق بنسبة 100% . وقد تصبح عقبة للاتفاق النهائي الذي تتحدث عنه قوى الحرية والتغيير المركزية.

سلة واحدة

ولأن البعض يرى خطأ وضع الإسلاميين كلهم في سلة واحدة في بداية الثورة, قال الساعوري: الحرية والتغيير ما كانت ستركِّز على ذلك في تلك الفترة. ولكن كان هنالك مجموعة من الإسلاميين منهم محمد علي الجزولي ومحمد عبد الكريم، ه شاركا في الثورة, رغم ذلك أبعدوهما في الفترة الانتقالية. بالتالي إذا كان حديث العطا هو موقف المكوِّن العسكري كله يعني ذلك مراجعة للقرار السابق بإبعاد الإسلاميين.

وضع حرج

يجد الإسلاميون أنفسهم في وضع حرج بعد سقوط حكومة البشير وعدم القبول من طرف كثير من المتظاهرين، رغم تسجيلهم حضوراً في الاحتجاجات التي قادت لعزل البشير. ويقول أستاذ العلوم السياسية والدراسات الدولية محمد خليل الصائم: إن الحلول الناجعة للأزمة السياسية هي الوصول بالناس إلى انتخابات, وأن تأتي حكومة ديموقراطية تعمل دستوراً دائماً، ولكن الاتفاق مع المؤتمر الوطني أمر غير مقبول، ويشير محمد خليل في حديثه إلى (الانتباهة) إلى أن المجلس السيادي يعاني من مشكلة عدم توحيد الخطاب السياسي، وقال: إن الخطاب السياسي غير موحَّد والرؤى متضاربة، وزاد كل شخص يغرِّد بطريقته، ولفت إلى أن توحيد الرؤية السياسية بالنسبة لمجلس واحد مهم جداً الآن، لأن كل مسؤول يصرِّح على طريقته حاجة سيئة، لأنه يسبب عدم مصداقية وعدم ثقة عميقة بين المواطنين والمسؤولين شيء غير مقبول بالنسبة للثورة لكل المواطنين هذه الطغمة الفاسدة الذين يدعون أنهم إسلاميون مبعدون بأمر الثورة ليس هناك داعٍ  للاتفاق معهم، وتابع يبدو أن العطا يقصد في حديثه المؤتمر الوطني لجهة أن القيادي بالحزب المخلوع علي كرتي لديه دور في تدوير الدولة، وأردف إذا مقبول لياسر العطا وجود الإسلاميين مرة أخرى بإمكانه عمل اتفاقية معهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى