إعلان الحوار المباشر الأسبوع المقبل .. هل تنجح الآلية في وضع الحصان أمام العربة

 

الخرطوم: الطيب محمد خير          3 يونيو 2022م 

أعلنت الآلية الثلاثية عن انطلاقة الحوار المباشر المرتقب بين الأطراف السودانية أصحاب المصلحة خلال الأسبوع المقبل، للتوصل إلى توافق لترتيب دولاب الحكم بالبلاد، بما يلبي رغبة الشعب السوداني نحو التحوُّل الديموقراطي المدني وبناء السودان الجديد، وتم الاتفاق على بدء الحوار المباشر في الاجتماع التشاوري الثاني الذي التأم بالقصر الجمهوري  بين اللجنة العسكرية برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان حميدتي، وعضوية عضوي المجلس، الفريق أول شمس الدين كباشي، والفريق بحري إبراهيم جابر إبراهيم، والآلية الثلاثية المُيَسِّرة للحوار السوداني، بمشاركة، فولكر بيترس، ومحمد بلعيش وإسماعيل ويس.

وقال السفير محمد بلعيش، ممثل الاتحاد الأفريقي بالسودان، الناطق الرسمى باسم الآلية: إن الاجتماع تناول القضايا ذات الصلة بالحوار المباشر الذي حدِّد له الأسبوع المقبل، بين الأطراف السودانية أصحاب المصلحة، للتوصل إلى توافق لترتيب دولاب الحكم بالبلاد، بما يلبي رغبة الشعب السوداني نحو التحوُّل الديموقراطي المدني وبناء السودان الجديد.

 

تحريك الجمود

وأعتبر مراقبون أن إعلان الحوار المباشر قد حرَّك جمود الساحة السياسية السودانية المحتقنة وبث روح التفاؤل لدى المواطنين  الأكثر تأثراً بحالة الانقسام والاحتقان التي ضربت الدولة السودانية وخلَّفت حالة من الفوضى الأمنية والاقتصادية مايجعل هذا الإعلان فرصة في الوقت شبه الضائع للوصول لنقطة تلاقي بين الفرقاء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

لكن رغم المحاولات الجادة التي  بذلتها الآلية الثلاثية لاقتناص النجاح بقبول الفرقاء دخول قاعة الحوار المباشر الذي أعلنته الأسبوع المقبل، بداية لوضع الحصان أمام العربة والانطلاق للوصول لإنهاء حالة الانقسام السياسي الحاد الذي وضع الدولة السودانية على هاوية الانهيار، إلا أن المعطيات المتوفرة من قبل قوى الحرية والتغيير تشير إلى أنها لا تنوي الانخراط في هذا الحوار ومأخذها في ذلك، أي قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي حسب حديث القيادي بقوى الحرية والتغيير مقرِّر لجنة التفكيك وجدي صالح، لـ(الصيحة)،  إنه لم تتم مشاورتهم وإبلاغهم من قبل الآلية الثلاثية بتحديد موعد انطلاقة الحوار المباشر بين الأطراف السودانية الأسبوع المقبل، وأكد وجدي أن قوى الحرية والتغيير لن تشارك فيه، وهذا ماسيجعل سيناريو فشل الحوار قائماً كون أنه لم ينجح في جمع كل أطراف الأزمة السودانية على صعيد واحد وعجزه عن الوصول لمبتغاه وهذا يجعل التوقعات بمزيد من التصعيد من قبل الشارع ومواجهته بتشديد القبضة الأمنية في المرحلة المقبلة واردة.

وأضاف وجدي: إن إعلان الآلية الثلاثية لانطلاقة الحوار المباشر جاء بعد مشاورة العسكريين دون الرجوع  لقوى الحرية والتغيير بما يجعل هذا الحوار شأن يخص المكوِّن العكسري وحلفائه أن أرادت الآلية الثلاثية أن تجري حواراً آحادياً، أما نحن في الحرية والتغيير ليس لنا أي علاقة بانطلاقة الحوار المباشر بين الأطراف السودانية الأسبوع المقبل، الصادر من الآلية الثلاثية ولم تستشرنا فيه ولم نبلغ به من باب العلم بالشيء حتى، وبالتالي قوى الحرية والتغيير لن تكون جزءاً من أي عملية حوار تدعيها الآلية انطلاقتها في الأيام القادمة.

وأشار وجدي إلى أن قوى الحرية والتغيير سبق أن بيَّنت موقفها للآلية الثلاثية بأنها لن ندخل في أي حوار مباشر أو غير مباشر إلا بتحقيق مطلوبات سلَّمتها للآلية الثلاثية في مقدِّمتها إطلاق سراح المعتقلين وإلغاء حالة الطوارئ وإيقاف العنف المفرط في مواجهة الثوار السلميين وإلغاء كل القرارات الارتدادية التي  صدرت بعد 25 أكتوبر، وألغى بموجبها القرارات التي صدرت من لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، وغيرها من القرارات الارتدادية التي صدرت ويجب إلغاء القرارات، وفي حال لم  يتم الإلغاء نحن نعتبر ليست هناك جدية من قبل الآلية الثلاثية التي تريد أن تخلق واقعاً سياسياً جديداً بتمكين فلول النظام السابق وإحكام قبضتهم للبلاد، وبالتالي نحن لن ننجرف في عملية خدعة مكشوفة مثل هذه ولن نخوض أي حوار إلا بتوفر المطلوبات التي بيَّناها.

تعطيل مصالح

من جانبه قال مساعد رئيس حركة تحرير السودان (بقيادة مناوي) للإعلام نور الدائم طه لـ(الصيحة) إنهم ظلوا ينادون منذ فترة طويلة بإعمال مبدأ الحوار لإنهاء حالة السيولة السياسية التي تعيشها البلاد وشلت حركة الدولة وعطَّلت مصالح المواطنين، وبالتالي تهيئة أي فرصة للحوار المباشر بين الأطراف السودانية نحن نؤيدها ونتطلَّع إلى حوار يقوم على مرتكزات وطنية سليمة ولحسم القضايا الخلافية، لأننا نؤمن بسلامة موقفنا ورؤيتنا وقوة إرادتنا لتحقيق ما نسعى إليه عبر الحوار الجاد الشفاف وهو الطريق الوحيد لطي الملفات والقضايا المختلف عليها كافة التي أقعدت السودان على مدى أكثر من ستين عاماً، بسبب تعنت القوى السياسية ورفضها للجلوس لإدارة ناقش جاد ومثمر وليس تحفظ على ملف يطرح داخل هذا الحوار فقط، وأضاف قائلاً : نرفض مشاركة حزب المؤتمر الوطني المحلول وكل من اتهم بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في مواجهة الشعب السوداني، وشرطنا مشاركة الأطراف السودانية كافة حتى يكون حواراً شاملاً ولا ينحصر في مجموعة بعينها دون الآخرين.

النخب السودانية

وعن فرص نجاح هذا الحوار قلَّل المحلِّل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين بروفيسور محمد حسن الساعوري، لـ(الصيحة) من نجاح هذا الحوار المباشر الذي أعلنت عنه الآلية الثلاثية طالما هناك طرف مهم مثل الحرية والتغيير المجلس المركزي  يرفض المشاركة فيه، بجانب هناك مجموعة من قوى الحرية والتغيير الميثاق الوطني ترفض ليس المشاركة في الحوار، بل ترفض التعامل مع رئيس البعثة الأممية فولكر، ومن معه في الآلية الثلاثية كل هذا يبيِّن ليس هناك أفق لنجاح هذا الحوار الذي أصبح مرفوضاً حتى من قبل التيار الإسلامي العريض، ويصبح السؤال مع من سيجرى هذا الحوار، فقط يكون فولكر، ومن معه، قد (حلَّل ماهيته فقط) وأشار بروفيسور الساعوري، إلى أن المعضلة التي تواجه حل الأزمة أن النخب السودانية لاتريد التفاهم والتعايش مع بعضها وبالتالي لا أرى أي أمل في نجاح هذا الحوار الآن لا يوجد أي طرف مؤيد لفولكر، حتى الموجودين في السلطة ليسوا معه، فقط لم يصرِّحوا، لكن كل الدلائل تؤكد ذلك.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى