في دارفور.. من يقوم بتجنيد الشباب سراً؟

في دارفور.. من يقوم بتجنيد الشباب سراً؟

تقرير- فرح أمبدة

برغم توقف الحرب في دارفور، إلا أن الحالة الأمنية في مجملها ما تزال هشة،  ما تهدأ في ولاية من الولايات حتى تنفتق في أخرى، ومع ذلك يظل الوضع أفضل حالاً مما كان عليه قبل توقف الحرب بعد عقد اتفاق جوبا للسلام، ربما بسبب البطء في تنفيذ بنود الاتفاق خاصة الجزء المتعلق بالترتيبات الأمنية واستيعاب المقاتلين ودمجهم في القوات الحكومية، لكن الأمر الجديد في ولايات دارفور الخمس دون استثناء ما عرف بحملات التجنيد غير المعلن وسط الشباب في الإقليم، وفي كردفان المجاورة،  بعضها يتم من قبل جهات حكومية حسب بيانات أصدرها عدد من زعماء الإدرات الأهلية، في المقابل جاهر زعماء القبائل بالشكوى والرفض  لهذه الحملات وحذَّروا من تداعياتها على الوضع الأمني والأوضاع العامة… فلمصلحة من يتم تجنيد الشباب الدارفوريين؟ وما الهدف من ذلك؟ ومن هي الجهة التي تقوم بذلك؟

مثيرة للسخرية

بعض زعماء القبائل أشاروا صراحة إلى أن من بين الجهات التى تقوم بالتجنيد غير المعلن، جهاز الاستخبارات العسكرية، وهو أمرٌ نفاه الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد نبيل عبد الله، حينما قال لموقع”سودان تربيون” إن “القوات المسلحة، لا تجند أي شخص على أساس قبلي طوال تأريخها وأن تجنيدها مفتوح لكل أبناء الشعب السوداني وأن التنميط القبلي والعشائري لا مكان له في الجيش “وأعتبر ما تم تداوله بهذا الخصوص “إدعاءات مضحكة ومثيرة للسخرية” مشيرا إلى إن القوات المسلحة قامت على أسس وطنية قومية وهي ليست محلاً للجدال.

حملات مكثفة 

خلال الأيام الماضية، عبَّر عدد من النظار ورجالات الإدارة الأهلية عن عدم رضاهم من تجاهل السلطات لحملات التجنيد المكثفة التي تقوبه بها (جهات) معروفة وأخرى غير معروفة وسط الشباب وبشكل علني ومعروف لدى كل سكان الإقليم، وحسب بيانات منفصلة أصدرها عدد من زعماء القبائل فإن حملات التجنيد ستفاقم الحالة الأمنية حال لم يتم تداركها، فقد أعلن ناظر عموم قبيلة الرزيقات، محمود موسى مادبو، رفضه لحملات التجنيد العسكري الذي قال إن جهات استخبارات تقوم به وسط أفراد عشيرته، وحذَّر في بيان من أن هذا التجنيد قد يؤدي إلى حرب أهلية وإلى فوضى لا يمكن السيطرة عليها، واتهم مادبو علناً “جهات استخباراتية” بتجنيد شباب قبيلته و”هي تسعى لمزيد من الاحتراب وإطالة أمد النزاعات القبلية بالبلاد” وناشد إدارات القبيلة بعدم التعامل مع أية جهة تجنَّد شباب القبيلة من دون الرجوع إلى القيادة الأهلية للتأكد من أهداف التجنيد، فيما طالب رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة برصد هذه الجهات التي تعمل على تجنيد الشباب.

نفق الأزمات

من جهتها، طلبت قبيلة الهبانية من جهات الاختصاص الممثله في رأس الدولة والحكومة المركزية بالتدخل الفوري والمباشر من أجل وقف نهائي لعمليات الاستقطاب لتجنيد الشباب إلا عبر القنوات الرسمية، وأعلنت في بيان تلقته (الصيحة) استعدادها للتعاون الإيجابي مع كافة الوطنيين المخلصين لإخراج الوطن العزيز من نفق سلسلة الأزمات.

وحذَّر البيان الذي حمل توقيعات “ناظر ووكيل وعمد القبيلة” من مغبة التجنيد العشوائي والقصري الذي ظهرت ملامحه في القرى والفرقان في دارفور، محملة الجهات التي تقوم بذلك من نشوب أي فتنة نتاج هذا العمل.

إلى ذلك نبَّهت نظارة عموم بني هلبة، إلى خطورة قيام “بعض الجهات بتجيد أبناء المنطقة دون علم الإدارة الأهلية” وطلب ناظر القبيلة، التوم الهادي عيسى دبكة، في بيان تلقته (الصيحة) “درجت بعض الجهات لتجيد أبناء المنطقة دون علم الإدارة الأهلية، وعليه نرجو عدم الانخراط في مثل هذه الأعمال إلا عبر الطرق الرسمية والمعمول بها في الدولة” .

أجندات سياسية

إلى ذلك، دانت قبيلة الفلاتة “عملية التجنيد العشوائي” التي تجري في دارفور، محذَّرة من زج أبنائها في الحروب لتحقيق أجندات سياسية، وناشد القيادة العليا للبلاد بالتحرُّك لوقف هذه الأعمال والتي ستؤدي إلى إنزلاق البلاد إلى الفوضى والحروب، وناشد محمد الفاتح أحمد السماني، ناظر عموم قبيلة الفلاتة، في بيان تلقته (الصيحة) الجميع للاحتكام لصوت العقل والحكمة وتفويت الفرصة على المتربصين بأمن الوطن وطلب من أبناء قبيلته عدم الانجرار وراء أي عمل من شأنه أن يزعزع أمن واستقرار الوطن والمواطن، والابتعاد عن التشرذم،أو الاصطفاف مع أي جهة تسعى لتحقيق أهداف سياسية من خلال إشعال الحروب.

حتى في كردفان

وفي كردفان أعلنت أمارة عموم قبائل دار حمر، رفضها واستنكارها لما أسمته حملات التجنيد العشوائي لشباب القبيلة “تقوم بها جهات تعمل على تجييش القبائل لمزيد من الاحتراب وإطالة أمد النزاع القبلي” وحذَّرت في بيان تلقته (الصيحة) الجهات التي تقوم بالتجنيد عدم التمادي “حتى لا يؤدي إلى حرب أهلية وإلى الفوضى التي لا يمكن السيطرة عليها”.

دون علم الإدارات

وأعلن مجلس أمراء ولاية وسط دارفور، رفضه لما أسماه حملات “تجييش وتجنيد عشوائي وتوافد من المحليات بصورة غير طبيعية تقوم بها جهات دون علم الإدارة الأهلية” وقال المجلس في بيان تلقته (الصيحة): “نحمِّل الجهات التي تقوم بهذا العمل من نشوب أي نزاع أو فتنة نتاجاً لهذا العمل”.

واستنكر تجمُّع جنيد وأبناء عمومتهم في بيان ما أسموه عمليات التجنيد العشوائي وسط شباب قبائل التجمُّع، معتبرين مثل هذا العمل “يؤطر للفتنة ويؤجج الصراعات القبلية التي يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية تهدِّد وجود الدولة السودانية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى