غرباء داخل الوطن: النازحون.. واللاجئون في دارفور.. متى تصبح عودتهم الطوعية خياراً آمناً؟ 

غرباء داخل الوطن: النازحون.. واللاجئون في دارفور.. متى تصبح عودتهم الطوعية خياراً آمناً؟ 

الفاشر- نجدة بشارة

حمَّل حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، النزاع والصراع  في دارفور، الهجرات القسرية،اللجوء، النزوح والاغتصابات إلى الحكومة السابقة، وتساءل من كان يموِّل هذه الصراعات، بمال من؟..أجاب بمال أسلحة ودبابات الدولة، وزاد: الآن السلام بدأ، ومايجمعنا السلام. 

وأشار مناوي، خلال مخاطبته أمس الخميس بولاية شمال دارفور، الفاشر –  بقاعة جامعة الفاشر، ورشة العودة الطوعية للاجئيين والنازحين بمحليتي كبكابية والسريف أنموذجاً وتحت شعار “معاً نحو العودة الطوعية الآمنة”، وبحضور ممثل مجلس السيادة كورتكيلا  وحاكم الإقليم مني أركو مناوي ونائبه د. محمد عيسى عليو.

وأعلن مناوي التزامه تأمين واستقرار الأمن في مناطق العودة الطوعية .

وقال: إن عملية العودة بروتوكول من بروتوكولات السلام في اتفاقية نيفاشا، وأردف: لكن الاتفاقية لم ينفذ منها إلا 10% فقط، وزاد: بعد تعديل الاتفاقية إلى المصفوفة الجديدة المعدَّلة إذا حققت 40% فقط سوف تكون مكسباً للعائدين ولمواطني دارفور.

وقطع: (نحن شرعنا وبدأنا في عملية إعادة أبنائنا وأهلنا إلى ديارهم. 

وأضاف: لديَّ أبناء وزوجة لاجئين  -حالياً- في دولة أجنبية.

في السياق كشف وزير الحكم الاتحادي محمد  كورتكيلا صالح، عن مشروع استنباط قانون تنظيم عمل للإدارات الأهلية، استناد على الأعراف القبلية في الإقليم، وتوقع أن يكون أنموذجاً،   وأضاف بأن هنالك اتجاه لإصدار مرسوم دستوري في القريب، أهم ملامحه ومصدره الأساسي الأعراف، وأعلن عن قيام مؤتمر عن الحكم والإدارة يفصل فيه نظام الحكم وتناقش فيه مسألة الأقاليم سوف ينطلق قريباً، وعلى المستوى القومي أشار إلى قيام مؤتمر العاصمة القومية، ودعوة كل الولايات للمشاركة فيه. 

دعم لا محدود 

أكد والي ولاية شمال دارفور نمر محمد عبد الرحمن، دعم حكومتة اللامحدود لعملية العودة الطوعية، وقال: حان الوقت لنقف ونعمل بكل ما أوتينا من جهد من أجل تخفيف معاناة النازحين واللاجئيين، وزاد: لن يهدأ لنا بال إلا بعودة النازحين  من كل دول الجوار تشاد، ليبيا وأفريقيا الوسطى.  

وقطع وعداً بتخطيط أي منطقة يختارها النازحون، وزاد: ولن يفقدوا حقهم في السكن بمناطقهم أو يفقدوا حقهم في السكن في المدينة.

وأكد نمر على أهمية المساءلة وتطبيق العدالة لكل من ارتكب الجرائم في حق اللاجئيين والنازحين، وأضاف: حان وقت محاسبة المجرمين، ولا أرى سبباً لتأخير محاسبة من ارتكب جرائم الإبادة في دارفور، لأن العدالة حق.

في سياق آخر دعا نمر إلى ضرورة قيام مؤتمر دستوري جامع دون إقصاء، وناشد السياسيين احترام قضايا البسطاء وأن يتفق بعضهم على إدارة المرحلة الانتقالية، وقال: هذه هي الورشة الأولية، وسوف تستمر المؤتمرات القاعدية إلى حين تحقيق العودة.

  اتفاقية السلام 

مستشار النازحين، واللاجئيين بولاية شمال دارفور صدام يحيى، قال: إن اتفاقية جوبا أولت أولوية قصوى لقضية العودة الطوعية، وأن الورشة سوف تقدِّم أربع أوراق، تمثل المشاكل والحلول للعودة الطوعية الآمنة، الحلول المستدامة قدَّمها د. مبارك زروق، للعودة الطوعية، ودور الإدارات الأهلية في المصالحات والسلم الاجتماعي، قدَّمها صلاح محمد فضل، وورقة اللاجئيين والنازحين الهموم والحلول، قدَّمها بخيت حامد ضحية نتوقع أن تعمل حكومة الولاية على تنفيذها.

البيئة الجاذبة 

كشف ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئيين بالولاية “توبي هارورد”، عن وجود 300 ألف شخص، لاجئ في معسكرات خارجية، على الحدود دولة تشاد، وأكثر من مليوني شخص نازح بمعسكرات النزوح في دارفور.

وأكد -حالياً- لا تشجع الأمم المتحدة العودة في ظل هذه الظروف، واستدرك لكننا  نثمِّن أي دعم أو استعداد للحكومة في تهيئة البيئة آمنة ومواتية، تسهِّل الانسجام بين المجموعات لإيجاد الحلول للبرامج بما في ذلك معالجة قضايا الأراضي، والتماسك الاجتماعي، ورتق النسيج الاجتماعي، تعزيز الحقوق الإنسانية.

وزاد: كل هذه البرامج تتيح البيئة الجاذبة  للعودة بطريقة آمنة ومريحة.

وكشف أن الأمم المتحدة ترحب بمساعي حكومة إقليم دارفور إيجاد الحلول لنازحي ولاجئ الإقليم، وجمع أصحاب المصلحة من الخبراء مع  المتضررين في ورشة العودة لمحاولة إيجاد الحلول المستدامة، 

وأوضح أن الأمم المتحدة تدعم أي عملية للسلام والاستقرار والعودة الطوعية والاندماج، وزاد: نلتزم دعم السلطات على المستوى القومي والإقليمي نتفيذ بنود اتفاقيات جوبا للسلام. 

وقال توبي: 20 عاماً، ولايزال هنالك نازحين ولاجئيين، لذلك حان الوقت لتعزيز التسامح والتعايش السلمي لجميع أبناء دارفور..حان الوقت لعودة الذين أجبرتهم الظروف على الفرار من ديارهم، وأكد: أكون صريح أنه بعد 20 عاماً، من حرب دارفور، وتلقى الدعم من المنظمات الأجنبية، لكن بعد الكوارث التي تعرَّض لها العالم وبعد انسحاب منظمة اليوناميد من دارفور أقر بتناقص حجم الدعم المقدم للسودان من الوكالات الأممية، لذلك أوصى السلطات أنه آن الأوان لطي صفحات الصراع وإيجاد البدائل والحلول، ونؤكد أن وكالات الأمم المتحدة سوف تظل في تقديم الدعم في حدود المعقول، وزاد: لكنكم كسودانيين أنتم فقط يمكنكم أن تحلوا مشاكلكم بأنفسكم، وأن الوقت حان للإصلاح والبناء وعودة هيبة الدولة.

ثلاثة خيارات 

قال ممثل شؤون اللاجئيين من دولة تشاد صالح حسن، وفقاً للدراسات والإحصائيات التي قامت بها المنظمات المدنية، بيَّنت أن هنالك ثلاث خيارات للنازحين، وهي العودة، التوطين والدمج، وأكد -حالياً- (70 %) لديهم الرغبة الصادقة والأكيدة للعودة. 

وشرح صالح بأن –حالياً- هنالك شح في الخدمات بالمعسكرات، إضافة إلى الأسباب الاجتماعية من محدودية المساحة المحددة للأسرة والتي لا تتجاوز 10 أمتار، بينما تمدَّدت الأسر خلال الفترة السابقة، وأضاف بأن اتفاقية جوبا فتحت آفاقاً جديدة وزادت من رغبة النازحين للعودة إلى مناطقهم ولكن مازالوا ينتظرون تنفيذ بنود الاتفاقية، وزاد: نتمنى أن نتوصل إلى حلول وتوصيات.

من حقنا أن نعيش مع الجميع 

في السياق تحدث ممثل النازحين صالح محمد شمو، قائلاً: من حقنا أن نعيش مع الجميع دون تمييز، قال: ربع قرن ومازلنا نعاني الكثير من المشاكل، حيث توقف الدعم من قبل المنظمات الأجنبية لاسيما منظمة الغذاء العالمي، وأضاف: فقدنا الرعاية الاجتماعية والصحية وتفاقم الفاقد التربوي للأبناء، وأوضح هنالك ميول لليافعين تعاطي الكحول والمخدرات، بجانب الهجرات غيرالشرعية للهروب من الواقع، وتسرُّب التلاميذ من المدارس. 

وأوضح شمو:  لكل هذه الأسباب هي مبررات كافية للتفكير في خيار العودة الطوعية إلى ديارنا داخل وطننا. 

وطالب الحكومة بتوفير الأمن والاستقرار في ربوع دارفور لجعل خيار العودة جاذبة، أيضاً لابد من إدخال خدمة توفير السجل المدني للعائدين في قرى العودة،  واستيعاب أبناء العائدين ومعالجة أوضاعهم مع توفير معينات التعليم، بجانب توفير نقاط للشرطة ومركز التأهيل النفسي في قرى العودة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى