التطبيع مع إسرائيل.. الغاية تُبرّر الوسيلة

 

مواجهة: نجدة بشارة

أثار لقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو ردود أفعال واسعة وجدلاً في “السوشيال ميديا” بين مؤيداً للخطوة واعتبارها سيراً في الاتجاه الصحيح من أجل فك عزلة البلاد وإزالة اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وقد تكون “بوابة الخرطوم لأمريكا”.

بينما استنكر آخرون الخطوة وعدّوها سقطة سياسية و”خيانة للأمة السودانية”، وربما تُشكّل معضلة سياسية داخلية أمام المجلس السيادي، مُرّجحين أن الشعب السوداني لا يزال يرفض إقامة مثل هذا النوع من العلاقات مع إسرائيل، وأنه ليس كل ما هو مقبول على المستوى السياسي سيَلقَى دعماً شعبياً.

(الصيحة)، طرحت تساؤلات بشأن التطبيع بين مؤيد للخطوة وبين من هو ضدها، وهل الغاية المصلحية للسودان تُبرّر وسيلة التطبيع مع تل أبيب؟

القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل» علي نايل لـ”الصيحة”

أؤيد التطبيع مع إسرائيل .. ونؤمن بحنكة (البرهان)

تل أبيب مفتاح للعلاقة مع أمريكا.. وليس من مصلحتنا العداوة

*هل أنت مع أو ضد التطبيع مع أسرائيل؟

أؤيد التطبيع مع إسرائيل، وما زلت أُنادي ومنذ عشر سنوات بتحسين العلاقات مع تل أبي ، وهاجموني كثيراً.. ولكن ما زالت عند رأيي.

*ولماذا تؤيد التطبيع؟

لأنه ليس من الحكمة أو مصلحة السودان معاداة أي دولة، خاصة في ظل الأوضاع المزرية والأزمات التي تعاني منها الدولة، ولذلك يجب أن نرعى مصالحنا بالانفتاح على العالم وخلق روابط وعلاقات جديدة، وقد تكون تل أبيب المفتاح لبوابة أمريكا.

*ألا ترى أن قضية السودان مع إسرائيل عقائدية؟

لا أعتقد، أي سوداني مسلم لا يمكن أن تؤثر عليه دولة أخرى من الناحية العقائدية، ونحن مطمئنون على إسلامنا.. ونبحث عن مصالحنا بالسعي لرفع الأزمات عن كاهلنا، لأن التطبيع مع إسرائيل سيظل مجرد مصالح سياسية، ويجب عدم النظر إلى التطبيع من الزاوية الضيقة، ويجب أن نتصالح مع كل العالم.

* ما هي المكاسب التي قد يحققها السودان من تطبيعه مع تل أبيب؟

نحن نؤيد حكومة الثورة في أي قرار تتخذه، ونؤمن بحنكة رئيس المجلس السيادي (البرهان)، لذلك علينا أن نقف معه، لأنه الآن يخطو الخطوات الصحيحة، لفك عزلة البلاد السياسية.

*السودان قد يُخالف الدول العربية بتطبيعه مع تل أبيب؟

هل نحن أكثر أسلاماً من مصر والسعودية؟ لماذا لا نحذو حذو السعودية التي نظرت إلى مصالحها وحسّنت علاقتها مع إسرائيل، والأخيرة ربما تكون مفتاح العلاقة بأميركا، ويقود إلى رفع العقوبات، ولن يضر السودان، ولم نجنِ من وقوفنا مع الدول العربية المعادية لإسرائيل أي سند، لذلك يكفينا ما ضيعناه، والآن يجب أن ننظر فقط لمصالحنا.

*وماذا بشأن تضامن الشعب السوداني مع القضية الفلسطينية؟

التطبيع مع إسرائيل لم يعُد من المحرمات، ناهيكم عن مجرد كلام، والحقيقة الشعب السوداني نفسه لا يدري مدى التحول الذي حدث في القضية الفسلطينية التي يقاطع من أجلها السودان إسرائيل، ولا يعلم السودانيون أن فلسطين التي رفعوا من أجلها اللااءت الثلاثة في مؤتمر القمة العربية في الخرطوم عام 1967 … لم تعُد كما السابق، الزمان قد تغيّر والعلاقات الدولية قد تغيّرت حتى إن هنالك قيادات فلسطينية تتعامل مع إسرائيل، إذن ما الذي يمنعنا من التطبيع، (وليس في السياسة صديق دائم، كما ليس فيها عدو دائم).

\////////////////////

*الأمين العام لهيئة علماء السودان د. إبراهيم أحمد صادق الكاروري لـ(الصيحة)

نرفض أي تطبيع مع إسرائيل.. ولن نجني منها المَن والسَّلوى

من السذاجة ربط إصلاح اقتصاد السودان بهذه الخطوة

 

*هل أنت مع أو ضد التطبيع مع إسرائيل؟

أنا ضد التطبيع، ونرفض أي مصالح مشتركة للسودان مع هذه الدولة.

*لماذا؟

لأن إسرائيل دولة معتدية.. ومغتصبة، ونشأت من تغوُّلها على أراضي الفلسطينيين، وشردتهم منها.

* ألا ترى أن عداوة السودان لتل أبيب عاطفية؟

ما هى العداوة.. نحن لم نحمل ضدهم سلاحاً، ولم نكوّن جيشاً ونعلن مثلاً عن انطلاقته الساعة الثانية عشرة لأجل قتال تل أبيب، نحن فقط أعلنّا مواقفنا ووجهة نظرنا من دولة غير شرعية، ومعتدية، ونتساءل عن الفائدة من التطبيع؟

*ولم يجنِ السودان من مقاطعته لهذه الدولة؟

والواقع أيضاً يقول أن لا أمريكا… ولا إسرائيل تسعى جادة لإنشاء علاقات وإدارة مصالح مع السودان، حتى إن كل الدول العربية التي أقامت علاقات وطبّعت معها لم تستفد شيئاً من هذا التطبيع.

*كيف ذلك؟

لأن التجارب توضح أن إسرائيل تنكرت لهذه الدول بمجرد أن رعت مصالحها ولم تمد يد العون بأي دعم أو سند، وأرى أنها فقط تُطبّع لأجل أضعاف الدول الإسلامية.

*إذن ترى أن مشكلتنا مع أسرائيل عقائدية؟

لا…القضية في بُعديْن من ناحية عقائدية وفقهية، ومن ناحية مصلحة، وإذا نظرنا إلى المصلحة أرى أن من السذاجة الاعتقاد بأن تحسين العلاقة مع تل أبيب سيُصلح الاقتصاد السوداني، كما أنني لا أحصر مشكلتنا في النظرة العقائدية، لكن من جميع النواحي، التطبيع لن يأتي بخير، وإذا قلنا المصلحة في تحسين الاقتصاد والأكل والشرب.. أؤكد لكِ لن نجد المن والسلوى، لذلك نرفض أي تطبيع مع إسرائيل، ولا أجد أي مسوّغ عقدي أو مصلحي للتطبيع معها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى