أبو الرنتيسي يكتب: أهونُ عند الله من قتْل الإنسان

اليوم جمعة

أبو الرنتيسي

 أهونُ عند الله من قتْل الإنسان

قبل أن تضغط على الزناد لتقتل من هو أمامك، ومهما كان السبب، أعرف ما ينتظرك من الله جلّ وعلا في حياتك الدنيا قبل مماتك، عليك أن تعرف أن الله سبحانه وتعالى، جعل قتل نفس واحدة فقط وبغير حق، كقتل الناس جميعاً، وأن إحياءها كإحياء الناس جميعاً، قال تعالى في سورة المائدة الآية 32: «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكانما أحيا الناس جميعاً»، وفي سورة الفرقان الآيات: 68، 69 وقال تعالى: «والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً»

وأعلم يا عبد الله أن أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء، وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال المؤمن في فُسْحةٍ من دينه ما لم يُصب دماً حراماً، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لزوالُ الدنيا أهونُ على الله من قتْل مؤمنٍ بغير حق، وقال صلى الله عليه وسلم: كلّ ذنب عسى الله أن يغفره، إلا الرجل يقتل المؤمن متعمداً، أو الرجل يموت كافراً. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: إن الله تبارك وتعالى قد حرّم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها كحرْمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا. ألا هل بلغت ثلاثاً؟ كل ذلك يجيبونه: ألا نعم. قال: ويحكم، أو ويلكم! لا ترجعنّ بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض.

مقاصد الدين

دماء المسلمين عند الله مكرمة ، لا يحل سفكها، وقتل النفس المعصومة عدوان آثم، وأي ذنب هو عند الله أعظم بعد الشرك بالله من قتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق؟ قال صلى الله عليه وسلم، فيما معناه يجيءُ المقتولُ يوم القيامة متعلقاً بقاتله آخذاً رأسه بيده فيقول: يا رب، سل هذا: فيم قتلني؟ قال: فيقول قتلته لتكون العزة لفلان، قال: فإنها ليست له، بُؤ بإثمه، قال: فيهوي في النار سبعين خريفاً.

وقال رسول الله: لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى