حميدتي: التحوُّل المدني خطٌ لا رجعة عنه.. الطريق إلى الديموقراطية كيف؟

حميدتي: التحوُّل المدني خطٌ لا رجعة عنه.. الطريق إلى الديموقراطية كيف؟

الخرطوم- صلاح مختار

قال نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”،

لدى مُخاطبته، قوات الدعم السريع بقاعدة كرري في أم درمان أمس: نُريد أن نوصِّل السودان إلى التحوُّل الديموقراطي، وأن الديموقراطية هي الشورى والعدالة والمساواة، ولابد أن نجعل كل السودانيين مُتساوين، وهذا خطٌ لا رجعة عنه، مدنية مدنية، وهو اتفاق وعهد بين المكونيْن العسكري والمدني، وأن العهد كان مسؤولاً، وقال “حميدتي”: إنّ كل العالم وبالأخص دول الخليج والاتحاد الأوروبي يدعمون التحوُّل المدني الديموقراطي في السودان، مُؤكِّداً أنّ انفتاح السودان نحو العالم وتطوُّره، بتطور علاقاته الخارجية بالحكم المدني وليس الحكم الديكتاتوري، وتابع بالقول: بطوعنا وإرادتنا قلنا تكون الحكومة مدنية كاملة الدسم.

ولقد كانت من أهم شعارات ثورة ديسمبر التحوُّل المدني والوصول إليه ولقد قدَّم الشهداء ارتالاً من الشهداء في سبيل ذلك وفي سبيل التخلص من الحكم العسكري وحكومة النظام البائد .

ولكن كيف الوصول إلى التحوُّل المدني في ظل الصراعات المستفحلة في الساحة السياسية السودانية مابين مؤمن به ومعارض له بشدة.

إجراءات التحوُّل

وأشار خبراء إلى أن حديث حميدتي هو حديث إيجابي يساعد في أن يتحوَّل السودان إلى الحكم المدني.

وأوضحوا أن المطلوب استثمار هذا الحديث بصورة إيجابية، لأن هنالك من يسعى بكلياته لإفشال التوجه نحو الحكومة المدنية لتنفيذ أجندات خاصة به.. وأيضاً لأجل أن تظل الفترة الانتقالية فترة محكومة عسكرياً إلى حين موعد الانتخابات لإتاحة الفرصة للنظام البائد للعودة من جديد.

ويقول الخبير السياسي بروفيسور الفاتح محجوب أن التحوُّل الديموقراطي يتطلب إنشاء حكومة توافق انتقالية تشرف على إنشاء مؤسسات الانتقال الديموقراطي مثل مفوضية الانتخابات وتحديد شكل النظام الانتخابي وتقسيم الدوائر الانتخابية وتحديد شكل الدولة هل برلمانية أم نظام جمهوري وتحديد شكل العلاقة بين المركز والولايات وهل يتم تقسيم البلاد إلى أقاليم أم الاكتفاء بالنظام الولائي؟

وقال لـ(الصيحة): في أعقاب الإطاحة بالرئيس نميري تم تكوين مستوى سيادي تابع للعسكريين ونظام تنفيذي مدني بالتوافق مع القوى السياسية السودانية، لكن ما جرى في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق البشير كان مختلفاً، لأنه كان بعيداً جداً عن الاهتمام بقضية الانتقال الديموقراطي وركز فقط على كيفية إطالة الفترة الانتقالية ولهذا مرت الأن أربع سنوات، وستمر سنتين أخريتين وربما تتم زيادتهما مرة أخرى مقارنة بعام انتقالي واحد بعد الإطاحة بالرئيس نميري.

وأضاف   أن خارطة الطريق للتحوُّل الديموقراطي تتطلب التوافق السياسي على تشكيل مؤسسات الانتقال الديموقراطي ويبدو أن هذا الأمر الآن ليس له أولوية عند القوى السياسية السودانية, ولذلك لا غرابة لو تحوَّل الحكم إلى حكم عسكري.

تجارب الشعوب

ولكن المحلِّل السياسي عبد الله آدم خاطر، قال: إذا أخذنا تجارب الشعوب الأخرى, نجد أن الشعب الفرنسي بعد الثورة الفرنسية, لم يستقر على التجربة الديموقراطية, إلا بعد عشر سنوات.

كذلك زيادة الصراع بين البريطانيين في مواجهتم للملكية انتهى بعقد اتفاق بينهم والملكية بالاعتراف بالملكية الدستورية, على أن تصبح الملكية  رمزية.

وأضاف لـ(الصيحة): الآن وصلنا إلى درجة عالية من المعرفة كشعب من أجل تأسيس الديموقراطية التي أصبحت مطلباً لثورة ديسمبر. وقال: اليوم لدينا مبادئ دستورية غير مختلف عليها أبداً, من كل السودانيين, مشيراً إلى أن الديموقراطية نفسها لم يتم الاتفاق عليها إلا في هذه الثورة المجيدة.

عملية مستمرة

ويقول خاطر إن الديموقراطية عملية مستمرة, ولا يمكن أن تتم بسهولة ما لم تتحرر أجهزة الدولة من أن تستأسد على المواطن, و تبتعد عن إذلاله,  بأن تكون جزءاً من خدمته,  وقال: إن المرحلة الانتقالية رغم الاحتجاجات بسبب المطاولات في الساحة, إلا أنها بكل تأكيد على مشارف أن تكتمل, وتنتهي إلى مرحلة الانتخابات النزيهة، وأضاف أن الشعار أمامنا أن نبني دول مدنية ديموقراطية فيدرالية وبرلمانية وذلك بأن يتنازل الجميع ويتفقوا على أن يصبح السودان دولة مدنية بعد أن أثبتت الفترات العسكرية بأنها فاشلة ولم تعمل على تطوير السودان.

مطلوبات

وقال خاطر: إن أغلبية السودانيين ينشدون التحول الديموقراطي, مضيفاً أن الذين يرفضونه سيصبحون من سواقط التاريخ.

مصلحته الخاصة

وفي السياق وصف المحلِّل السياسي إبراهيم مشرف، الحديث عن كيفية الوصول إلى التحوُّل الديموقراطي أو الطريق إلى ذلك بـ(جناح أم جكو) وقال: كل مكوِّن يرى عملية التحوُّل الديموقراطي من وجهة مصلحته الخاصة وفهمه, وأضاف لـ(الصيحة) مثلاً العسكريون لديهم فهم في التحوُّل أو الوصول إلى الديموقراطية, أو الحكم المدني, مبيِّناً أن رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول البرهان ظل يتمسَّك بوجهة نظره في عملية التحوُّل الديموقراطي بأن تتفق القوى السياسية حتى يتم التحوُّل أو تسليم السلطة للمدنيين والعودة للثكنات.

ولكن في وجهة نظر المدنيين أو الأحزاب السياسية التحوُّل الديموقراطي أن يتم عبر تسليم السلطة كاملة للمدنيين وقيادة البلاد خلال الفترة الانتقالية حتى قيام الانتخابات.

كذلك الأكاديميون أو مايسموا أنفسهم بالتكنوقراط لديهم فهم محدَّد لكيف الوصول إلى التحوُّل الديموقراطي.

ومضى قائلاً:  كل هؤلاء تناسوا أن الديموقراطية مصطلح سياسي يتعلق بنظام الحكم انبثق من عقيدة معينة عقيدة فصل الدين عن الدولة, وهي التي تكلم عنها الفلاسفة الأروبيين, بالتالي يرون أنها الأساس لأنها أتت منهم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى