الغالي شقيفات يكتب: أحداث سرف عمرة

لأجل الوطن

الغالي شقيفات

أحداث سرف عمرة

تشهد محلية سرف عمرة بولاية شمال دارفور، أحداث قتل ونهب متفرقة بصورة شبه يومية، وأصبح الأمر مُزعجاً جداً بالنسبة لمواطني المحلية الذين لا صوت لهم، ومحلية سرف عمرة مُهمّة في ولاية شمال دارفور، وبها أكبر سوق للماشية، وهي محلية إيرادية، وملتقى طرق، ورابطة بين ولايات غرب ووسط وشمال دارفور، وكذلك هي نسيج اجتماعي مترابط، حيث بها عددٌ من نظارات القبائل، أبرزها التاما وأولاد جنوب ووجود كبير للقمر والفور والرزيقات، وعلى مقربة من وادي باري الشهير، ورغم كل الإيرادات الكبيرة لهذه المحلية، إلاّ أنّها تُعاني من التخلُّف التنموي والنقص الحاد في الخدمات.

وقد زُرت سرف عمرة في العام 2007 في طريقي لمحلية السريف المُجاورة برفقة اللواء الهادي آدم حامد قائد حرس الحدود يومها، ونزلت ضيفاً عند الناظر حامد مادري ناظر أولاد جنوب عليه رحمة الله والقادة آدم حامد الزيداوي والأجانب وحافظ من أبناء الجنينة والقائد عبد الله حسين من وسط دارفور، وذلك الزمان هو إعلام محلية السريف التي اجتهد فيها اللواء الهادي والأستاذ عوض إسحق دحيش القيادي النشط والفاعل في النظام البائد يومها، والسريف نفسها، أخذت نصيبها من التفلتات الأمنية والتخلف التنموي، حيث يذهب التلميذ نصف يوم سيراً على الأقدام للمدرسة، ولم نسمع يوماً عن المسؤولية المجتمعية لشركة أردول، والأمر غير مُستغرب، لأن حكومة ولاية شمال دارفور لم تقم بواجبها الأمني والخدمي تجاه المواطنين، وأصبح الوالي في سفريات خارجية طول العام، الخرطوم – تركيا – الدوحة، ولم ينجز أي مشروع منذ توليه أمر الولاية، فلذلك طالبنا مراراً وتكراراً بتجريده من صلاحيات رئاسة أمن الولاية أو إعفائه من منصب الوالي. وبحكم الواقع الآن مواطن شمال دارفور لا يشعر بوجود الوالي من عدمه، والولاية الآن أصبح يتحكّم فيها النظام البائد، والأمر الآن أصبح يحتاج لمراجعة من المركز.

وللحراك الكبير الذي تشهده ولاية شمال دارفور سياسياً قد وصل صوتهم للمركز، فمطالب لجان المُقاومة وتجمُّعات المهنيين والثوار المنادين بالإصلاح والتغيير التي تنادي بإعفاء الكيزان ومُحاصرة الفساد قد وصلت إلى أعلى هرم السُّلطة، كما أن الندوات التي تقيمها بعض القوى السياسية والمنابر قد رسخت مفاهيم التحول الديمقراطي ورد الحقوق، وعزلت قوى الكفاح المسلح، وجعلت المواطن يُطالب بحقوقه مُباشرةً من غير وسيط، وأصبح أنصار الانقلاب حفنة مُحاصرة تُساند والياً فاقداً للسند الشعبي والجماهيري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى