الغالي شقيفات يكتب : التطبيع مع إسرائيل

كثر الحديث هذه الأيام عن التطبيع مع إسرائيل ويعتقد الكثيرون أن التطبيع مع إسرائيل أو دولة الكيان الصهيوني، كما كانت تسمى في عهد المخلوع، والتطبيع هو مسألة مهمة جدا للإسرائيليين لأنه يساعدهم في استثمار الأسواق العربية القريبة منهم بدل التصدير إلى أروبا وأمريكا وأيضا يحل لهم تعقيدات الاعتراف العربي بوجودهم وبعدها تكون فاتورة السلام قليلة التكلفة والذي يجب أن لا نغفله بعد تصريحات الأستاذ ساطع الحاج بأن التطبيع ليس من أولويات قوى الحرية والتغيير يفهم من صياغها أن قرار التطبيع ليس مجرد قرار من الحكومة الانتقالية بل هو قرار شعبي أيضا وبه بعض التعقيدات نتيجة الذهنية السودانية المتوارثة وهي تعيق أي عملية تطبيع شاملة، غير أن الضغوط الاقتصادية والحصار المرير الذي تعرض له السودان خلال الثلاثين عاما فقد طور نظام النفعية والمصالح لدى الشعب السوداني وتجد عددا كبيرا يقول لك إن غزة أفضل من الخرطوم وما لنا بالفلسطنيين، وثورة ديسمبر غيرت الكثير من المفاهيم وحتى محليا الدعم السريع عدو الأمس للحركات المسلحة الآن مشارك لهم في التنمية والسلام وترحيل الطلاب وهذا تطور من الوجدانية والعواطف إلى العقلانية والواقعية وهو ما جعل عدو الأمس رفيقا مشاركا في التنمية والتعمير والسلام المستدام الذي يستفيد منه الطرفان فالأهداف والمصالح المشتركة هي التي تغلب في آخر المطاف واليوم إسرائيل أصبحت دولة واقعية في الشرق الأوسط ولها علاقات مع بعض الدول العربية وأي دولة تنظر إلى مصالحها من التطبيع وعلى الرغم من رفض الفلسطينين رسميا وشعبيا يوما بعد آخر تتكشف الحوارات والاتصالات بين السودان وإسرائيل ودونكم لقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في يوغندا فبراير الماضي وإسرائيل التي يسيل لعابها للعلاقات مع الدول العربية لن تفرط في أي فرصة للتطبيع مهما كلفها وكما تجني إسرائيل فوائد من التطبيع مع السودان أيضا السودان يجني فوائد من تطبيعه مع تل أبيب خاصة في مجال التكنلوجيا والمدخلات الزراعية والتقنية والسودان ليس دولة مجاورة لإسرائيل حتى يتضرر وأقلّه بالعلاقات يستطيع الشعب السوداني زيارة القدس الشريف ومعلوم أن الصراع العربي الإسرائيلي لم يعد كما كان قبل عقود والحديث الآن أصبح عن نزاع إسرائيلي فلسطيني والسلطة الفلسطينية نفسها لن تراهن على الصف العربي والسلام العربي الإسرائيلي أصبح الآن من مطالب المجتمع الدولي والعالم يسير نحو السلام والتصالح وتوطيد العلاقات وعلاقاتنا مع اليهود منذ عهد موسى عليه السلام والآن يمكن القول بعد خطوة دولة الإمارات العربية المتحدة وما قام به حاكمها أصبحت العلاقات العربية الإسرائيلية علنية ومفتوحة وتم فصل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد كسر كل المحرمات والدين لم يمنع التعامل مع اليهود وهم مجتمع محافظ وفي حاله فلن يتبقى من دول الشرق الأوسط إلا دول الممانعة بقيادة إيران والانفتاح مطلوب في الحكومة لأن البلاد تعاني من أزمات سياسية واقتصادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى