السفير مرتضى مبارك إسماعيل ينعي صديقه السفير ماجد يوسف: ماجد يوسف.. أحد اكثر الراحلين إراقة للدموع والمداد

السفير مرتضى مبارك إسماعيل ينعي صديقه السفير ماجد يوسف: ماجد يوسف.. أحد اكثر الراحلين إراقة للدموع والمداد

في اطلاعي على سيل المقالات الرصينة من العديد من فرسان الكلم من اصدقاء الراحل وممن جمعتهم به شتى معتركات العمل العام والعلاقات والصداقات الاجتماعية قفزت الى ذهني حادثة الفنان النايجيري الاشهر فيلا كوتي والذي ينحدر من اسرة عرف افرادها بالسبق في التعليم الرفيع ولعب ادوار هامة في النضال ضد المستعمر وقد بعثته اسرته لدراسة الطب في بريطانيا فغير موضوع دراسته ودرس الموسيقى وأصبح من بعد فنان نايجيريا الاشهر ولعل سبب شهرته وشعبيته الجارفة رساليته الفنية اذ دارت جميع اغنياته حول قضايا النضال السياسي ضد الاستبداد وفساد السياسيين شماليين وجنوبيين.
وقبيل رحيل فيلا عن الدنيا بمدة قصيرة وردت انباء بوفاته التي حظيت بتغطية صحفية واسعة. وفي اليوم التالى تفاجأ الناس بصور فيلا في المستشفى يطالع تغطيات وفاته في الصحافة النايجيرية التي تعد الاضخم في افريقيا.
ولعل لو كان بامكان المرء ان يصحو من الموت لفترة ليطالع ردود الافعال والاقوال حول شخصه لكان الراحل المقيم ماجد في مقدمة المندهشين لارثه الضخم وغرسه المبارك الذي غرسه وتعهده بهدوء ودون تكلف فنما واستطال وسمق. واكثر ما يدهشك حول شخصيته التي بانت ملامحها اكثر عقيب رحيله المر الاجماع الكبير حوله من الجميع ووضعه ايقونة عديد القروبات التي ليس بينها الا الخلاف والمقابلة التامة في اجواء سودان اليوم المشحونة وفي ذلك درس لمن يعدون أنفسهم لقيادة البلاد من مختلف التوجهات السياسية والفكرية.
وكفى الراحل شهادة انه توفي اثناء مهمة بالخارج وهو يتقلد منصب مدير عام الشؤون المالية والادارية بوزارة الخارجية وهي الادارة التي يرجوها الجميع لحل اشكالاته ومخاطبة انشغالاته المالية والادارية العاجلة واحيانا المنذرة بالخطر في سفارته او ادارته بديوان الوزارة او في خاصة امره ترقية او نقلا، ويحظى بذاك الرضى والاجماع من الجميع والحزن الكبير على رحيله المفاجئ.
وعلى الرغم من تواصله الدائم مع اهله وأبناء مدينه الفاشر وعموم دارفور ومبادرته بانشاء ازاعة دارفور 93 الا انه يستحق ان يوصف بالرجل القومي بامتياز اذ كانت علائقه وعزيز صداقاته مع سائر اهل ورموز السودان والاقليم والعديد من الشخصيات العالمية في دنيا السياسة والفكر. كما انه رجل دولة بامتياز يشعر الجميع بعدله وقسطه وان المؤسسة ملك للجميع دون تحيز.
والراحل مستمع جيد لكل من يحاوره ويكتفي في افاداته بعبارات مختصرة تمثل في غالبها جوامع كلم واشارات وكبسولات تغني عن الاسترسال في الحديث وقد يزينها بمثل من ارث دارفور الشديد الثراء بالامثال الشعبية .
الا رحم الله الراحل العزيز السفير ماجد يوسف وانزله في عليين مع السابقين المقربين والهم زوجه وابنائه واهله وصحبه أجمعين الصبر وحسن العزاء. انا لله وانا اليه راجعون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى