في يوم فرح السودان

البرهان : القوات المسلحة وجميع مكوناتها حامية للوطن

الوسيط الأفريقي: الوساطة جاءت معبرة عن القارة الأفريقية

رئيس الوزراء الأثيوبي: هؤلاء فضلوا مصالح بلادهم على مصالحهم الشخصية

المهدي: كلما ضاعت ثورة استردها الشعب

الأصم: سيظل الأمل والعمل لاسترداد حقوق الشهداء

موسى فكي: مستقبل السودان في إشراك الجميع ورتق نسيجه الاجتماعي

سلفاكير يدعو لاستصحاب الحركات المسلحة والتماسك الداخلي

وضع السودان حقبة قديمة من الحكم والسياسة، وفتح صفحة جديدة من صفحات تاريخه السياسي بالتوقيع على اتفاق الفترة الانتقالية بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير أمس، وتحولت الخرطوم الى مسرح لقيادات أفريقية وعربية وأروبية شهوداً على انتقال السلطة إلى المدنين وفترة انتقالية شراكة بين المدنيين والعسكريين ليطوي السودان بذلك صفحة ويفتح صفحات من العمل.

(الصيحة) كانت حاضرة تلك اللحظات.

  • الخرطوم: صلاح مختار

ترحيب بالضيوف

قدم الأمين العام لرئاسة الجمهورية، رئيس اللجنة المنظمة الفريق ركن محمد علي إبراهيم كلمة مختصرة جداً أمام الاحتفال ولخص حديثه في الترحيب بالمشاركين من رؤساء الدول والقادة والحضور حيث قال: اليوم فرح السودان ونشهد مراسيم التوقيع على الاتفاق .

مصير القارة

تعالت الأصوات بالقاعة بعد تقديم ممثل الوساطة الأفريقية البروفسير محمد الحسن ود لباد والذي قال إن الوساطة الأفريقية جاءت معبرة عن مصير القارة وتشكيلها، ورأى أن الاتفاق كان معبراً لحل مشاكل السودان، وأكد أن حفل التوقيع جاء نتيجة لإرادة الشعب السوداني والمجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، وقال: (هنيئاً لهذا الشعب ولأفريقيا) بالاتفاق الذي جاء بقوة وعزم لا يلينان، والتزم بأن افريقيا سوف تقف مع السودان، وعبر بأن التوقيع على الاتفاق أعطى درساً للعالم بقدرة أفريقيا على حل أزماتها.

أحرف ونور

واعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الاتحاد الأفريقي موسى فكي أن التاريخ يكتب بأحرف من نور من أجل الوفاء للثورة السودانية، وأكد أن الاتفاق لم يكن أمراً سهلاً، مشيراً للصعاب التي مر بها وللجهود التي بذلت من الزعامات للوصول إليه، ولفت إلى التعقيدات والوضع الداخلي بالسودان والقضايا التي تلتف حوله، مبيناً أن التوقيع على الاتفاق يعبر عن إرادة الشعب السوداني الذي تصدى لها بروح المسؤولية والحنكة من قبل المتحاورين.

إبعاد الإقصاء

ودعا فكي إلى إبعاد الإقصاء، وقال إن مستقبل السودان في إشراك الجميع ورتق نسيجه الاجتماعي وإتاحة الفرصة لأبناء الوطن في التعبير والديمقراطية والسلام والبناء، وأكد استعداد الاتحاد الأفريقي مواصلة جهوده ودعمه بشتى الوسائل من أجل تطبيق الاتفاق وإنجاح المرحلة الانتقالية والوصول إلى انتخابات نزيهة وحرية وشفافية والانتقال إلى الحكم المدني.

الإنسان خليفة

رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي قال إن الإنسان خليفة في الأرض ولا يمارس البطش وإنما ينتهج الشفافية وسيادة حكم القانون، واعتبر تلك مبادئ الحكم الرشيد، وأكد أن الشعب هو حارس الثورة كلما ضاعت استردها حتى كانت الثورة الأخيرة استطاعوا أن يبهروا العالم، وأشار إلى قدرة المرأة السودانية أن تنتفض وتنفض غبار الدونية وتتقدم الصفوف، ورأى أن نضالات الشعب السوداني في ظروفه المختلفة والعمل المدني والمقاومة المسلحة كانت وستظل حارساً لمعاني الحكم الراشد، واعتبر التوقيع معبراً للحكم المدني الذي يعبر بسلام ويكون من أولويات الحكومة المقبلة للتحول الديمقراطي عبر الانتخابات الحرة والنزيهة والشفافة، ودعا إلى فتح أبواب المشاركة للجميع ورأى أن التحول خلال الفترة المقبلة سيقود شراكة بين القوى المدنية التي حققت التحول. بيد أنه دعا إلى مشاركة عادلة بين مكوناتها، وقال إن المرحلة المقبلة تضبطها شراكة مؤسسية مدنية عسكرية عبر ميثاق شرف للعبور لمرحلة الانتخابات التي يعبر بها الشعب بحكم إرادته حتى يسترد حقوقه الضائعة، ودعا الذين شاركوا في التغيير أن يكونوا ليس من محبي مصلحة معينة…

الدور الأعظم

ورأى ممثل الاتحاد الأروبي أن الاتفاق فرصة تاريخية ولكن لا يمكن أن يلبي كل الطموحات وإنما فرصة لتحقيق السلام بالسودان، مشيراً إلى دور الوساطة والبعثة الأفريقية، بيد أنه قال: الدور الأعظم للشعب السوداني الذي أرادوا أن يسمعوا صوتهم للعالم وأرادوا التحول الديمقراطي، وحث على ضرورة تأسيس لهذه الفترة جيداً على أساس المصالحة والسلام حتى يتم الاستقرار بجانب أن تكون هنالك حكومة قادرة على إنجاح الاتفاق الذي قال ليس هناك أفضل منها، كما دعا إلى مناقشة النقاط والقضايا الخلافية واعتبر المرحلة حاسمة في تاريخ السودان.

ترجمة للأماني

ونقل رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي رسالة من الرئيس المصري واعتزازه بالثورة السودانية وداعياً بالتقدم والاستقرار للسودان، وأكد دعم مصر للحكومة الانتقالية لوضع السودان في طريق جديد، مشيراً إلى التضحيات التي قدمها الشعب السوداني في سبيل الوطن والحرية والتقدم ورأى أن الاتفاق هو ترجمة للأماني لوطن مستقر.

ترحيب خاص

وجد رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد ترحيباً وتصفيقاً مختلفاً دون الآخرين من الرؤساء، وقال: يشرفني أن أشهد اليوم التاريخي هذا وبداية لمرحلة جديدة، وأشار إلى أن الشعب السوداني دوماً أكثر الشعوب التي تقدم التضحيات مشيرًا إلى دماء الشهداء التي سالت في سبيل تحقيق الديمقراطية، مبيناً دور المجلس العسكري وقوى الحرية في الوصول إلى الاتفاق ووصف هذه اللحظات بأنها تاريخية وحاسمة، وقالك هؤلاء فضلوا مصالح بلادهم على مصالحهم الشخصية، وأشار إلى المصالح الكبيرة التي تجمع بين شعبي السودان وأثيوبيا التي مرت بمراحل عديدة اتسمت بالتضامن والقوة.

وأشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية تقوم على (3) دعامات لتعزيز العلاقات، ورأى أن المرحلة لم تكن سهلة، وقال إن الاتفاق كان صعباً، ولكنه يتطلب الصبر، بيد أن الإرادة مهدت الطريق ووضعت أرضية صلبة تقوم عليها. وأضاف: هذا الاتفاق يدل على أن هناك كثيراً من الإرادة لتحقيق السلام وتحقيق حكومة مدنية، ودعا إلى تطبيق مبادئ الحرية والديمقراطية لأنها أساس التحول، وقال: الأجيال المقبلة تعتمد على ما أنجزناه اليوم، والانتقال من التفكير الثنائي وأن يكون هنالك تعاون ووحدة بين الناس. وقال: الطريق إلى الديمقراطية بدأ بقوة ورأى أن بناء الديمقراطية يتطلب الالتزام بمبادئ الديمقراطية وبناء المؤسسات، ودعا الشعب السوداني أن يكون حفاظاً للسلام. وأكد أن انتصار السودان يمثل انتصاراً بالنسبة لهم وأن الجميع يفاوض من أجل السودان.

طموحات خاصة

بدأ ممثل تحالف قوى الحرية والتغيير د. محمد ناجي الأصم بالترحم على أرواح الشهداء من الشعب السوداني الذين ضحوا خلال ثلاثين عاماً ضد الإنقاذ وبفضلهم أصبح اليوم واقعاً، وقال: كل التضحيات التي قدمها الشعب كانت غرسًا طيباً نحصد ثماره اليوم وعداً وأمنيات وطموحات مستحقة.

وقال: يشق علينا في هذا اليوم أن نفتقد ثواراً شاركوا في ميدان الاعتصام في القيادة هم عملوا بجد وجهد من أجل استقرار الثورة بعد الإطاحة بنظام الإنقاذ، وأضاف: نفتقد شهداء ميدان الاعتصام وكذلك المفقودين، وأكد: سيظل الأمل والعمل التزاماً وواجبًا متقدماً على رأس أولويات قوى الحرية والتغيير والسلطة الانتقالية.

صفحة جديدة

وقال الأصم: هذا الاحتفال نفتح عبره صفحة جديدة ونطوي أخرى كلفتنا ثلاثة عقود، وأوضح: جاءت ثورة ديسمبر تتويجاً لعمل ونضال وطني شاق ومستمر بدأ في 30 يونيو 89 الذي كان ضد الديمقراطية، وقال: يستحق الشعب اليوم أن يفتخر بأنه لم يستسلم ولم يرفع الراية البيضاء.

سجلات النزلاء

وقال الأصم: استحق نظام الإنقاذ وتاريخة أن يدون في سجلات السجون، مشيراً إلى مذكرة الاعتقال الصادرة من المحكمة الجنائية في حق الرئيس السابق شاهداً على أن النظام لم يترك ذنباً إلا اقترفه وكل جرائمه تظل من واجبات الحكومة الانتقالية والمؤسسات القضائية والشرطية وتمسك بإجراء التحقيق الوطني في مجزرة القيادة العامة، وأكد العمل على عدم إفلات أي شخص من العقاب على أي جريمة منذ 30 من يونيو، وأكد اهتمامهم بالاقتصاد، مبيناً جملة من الأسباب التى كانت تقف حجر عثرة في طريق الإنعاش الاقتصادي، إلا أنه قال: في ظل الإرادة الثورية والروح الوطنية الجديدة سوف تُوفّر الإرادة الاقتصادية والخبرات البشرية اللازمة للوصول إلى النماء.

(15) رسالة

ووجه الأصم (15) رسالة لأطياف المجتمع الداخلي والخارجي من بينها لأسر الشهداء والمصابين، مؤكداً أن لهم ديناً علينا وواجبنا أن نرد لهم الدين بكافة السبل وحقهم أحد أعمدة الثورة بجانب النازحين واللاجئين شاكراً النساء والشباب ولجان الأحياء والأطفال وللإدارات الأهلية، وقال لهم إن السودان يسعنا جميعاً بشرط أن نضع بيننا مساحات للعذر والاحتمال، وقال: واجبنا أن نعمل معًا من أجل نبذ العنصرية والقبلية ونشيع قيم التسامح ونحترم بعضنا ونرفع قيمة الوطن.

ووجه رسالة إلى كل السودان وقال: هذه الثورة ثورتكم أنتم أول من يقطف ثمارها من خلال المواطنة والتمثيل المتساوي ويجب أن نعمل من أجلها.

روح وطنية

وأكد الرئيس الكيني كينياتا تضامن بلاده مع السودان لإيجاد حلول لقضاياه، واعتبر التوقيع ممهداً الطريق لحلول للسودان، وأكد اعترافهم بالروح الوطنية للمجلس العسكري وقوى الحرية الذين وضعوا مصلحة السودان وشرعوا في تحقيق السلام، وقال: المطلوب منهم مراعاة حكم القانون والتعبير عن تنوع أهل السودان، ودعا إلى ضرورة الانخراط في تطبيق الاتفاقية وتأسيس المؤسسات القومية.

رسم خارطة

وأكد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أن التوقيع على الاتفاقية يعبر عن شجاعة القيادات السودانية، ويشير إلى دخول السودان مرحلة جديدة وقدرة السودانيين لحل مشاكلهم ورسم خارطة طريق جديدة، وقال: نحن ندعم ذلك، مشيراً إلى دور قادة التغيير والمجلس العسكري في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى الروابط التي تجمع بين السودان ودولة الجنوب، وأكد دور الجنوب في الوساطة بين المجلس السيادي والمجموعات الأخرى المسلحة، داعياً إلى استصحاب الحركات المسلحة والتماسك الداخلي وتقوية السلام والاقتصاد.

سلمية الثورة

وقال رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إن الثورة بدأت مراميها وأثبتم أنكم معلمون للشعوب عبر سلميتكم التي ستظل محفورة في وجدان العالم، وقال إن القوات المسلحة وجميع مكوناتها أثبتت أنها حامية عرين الوطن وشوكة شعبه في التحرر والانطلاق دون أن تنجر أو تنزلق في الفتن، وأشار إلى أيام التفاوض وقال إنها أثبتت أن رجال الثورة أكثر وطنية. وأوضح أن قوى التغيير والقوى الأخرى شركاء في هم الوطن والإصلاح والتغيير. ودعا الجميع لجعل اليوم محطة لنسيان مرارات الماضي وتوجه الجميع إلى العمل والعلم ودعا الشباب للانتقال إلى مربع العطاء والعمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى