ياسر زين العابدين المحامي يكتب : أحلام الثورة

25فبراير2023

 

يحدثوننا عن الأماني الوهم…

رسموها بريشة مجنون ليس بفنان…

والجنون أحياناً فنون إلا بهكذا موضع

واللوحة مُوغلةٌ بالإسفاف وباللؤم…

عطنوها في دواية لونها قاتمٌ…

علّقوها في زاوية بائسة ومظلمة…

بين العشم والأماني واقعٌ غريبٌ بعيد

بين خيال وحقيقة سنوات ضوئية…

وبين ألوان قوس قزح تداخل…

والشهداء يعبسون من واقع مخز…

ورجع الصدى كرتين فارتد الصوت خاسئاً وهو حسير…

هتاف، وغناء، بكاء، لا شعور، الخديعة هزت وتر الأزمنة…

فلا ضحك، لا انشراح إنما الخذلان…

ما غادر الحُزن المهاجر المقل…

بات مُقيماً فينا وشيء من حتى…

الشبح القديم بذات المكان، أطل…

مشى عكس المقاصد والمفاهيم…

حث خطاه، والوطن مهيض الجناح…

الوعد ذبحوه بسكين صدئة…

فما تمثل بشراً سويا كما قالوا، إنما

مسخ مشوه دميم الطلعة…

جرى البيع هناك بسوق النخاسة…

وشدت أوتار الضلوع والدموع…

البيع والمقايضة بثمن بخس…

وخسر ما ربح البتة، إنّه الضياع…

وهن العظم واشتعل الرأس شيبا…

الأجندة بإطار الخديعة والوقيعة

والشماتة….

العدالة بكافة أركانها لا أثر لها…

بركنيها المادي والمعنوي…

تولوا يوم فض الاعتصام والبنوت

نيام…

مَن دفعهم للمبيت ووعدهم بالوطن الجنة…

ومَن أسرج ظهر السلطة وركب…

ومَن حنث بالوعد وباع القضية…

مَن عاد للتفاوض بوجه جديد بقناع..

لأجل كراسٍ تحيط بها الدماء…

نتميز من الغيظ ونكاد نمور…

إنه زمن العوز، الفاقة، الصمت المهين والسقوط المدوي…

وزمن النفاق والشقاق والكيد…

بين سقوط الشهيد تلو الشهيد…

وبين ذبح عجل حينذ والاستقواء

بالأجنبي…

وبين انكشاف النوايا والطوايا…

وبين الطعن بالخاصرة عمداً…

سقطت ورقة التوت ولا حياء…

لا مكان لمن أوهمنا بقدح الزناد…

الثورة قادرة على إغراق المنافقين… لا منجاة لأبدانهم، تملك جرأة تنفي

الخبث…

نارها وقادة، لم يدلف إليها الشك…

ستجرف تماثيل الرمال الوهم…

سيذهب الزبد جفاء ويمكث ما ينفع الناس في الأرض…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى