عبد الله مسار يكتب: من الجراب

 

قيل كم كربة أبكت عيونًا أهونها الكريم لنا فهانت،

وكم حاجة كانت سراباً أراد الله لقيتها فكانت،

وكم ذقنا المرارة من ظروف برغم قساوة الأيام لانت،

هي الدينا لنا فيها شؤون، فإن زيّنتها بالصبر زانت

وقال الشاعر معروف الرصافي من جميل الشعر وعيونه

هي أنني طفت السماء محلقا

وبنيت قصراً في الفضاء وخندقا

أو أنني أصبحت أول حاكم

بلغ الأعالي دون خوف وارتقى

ورزقت خيرات الكواكب كلها

وملكت جيشاً كالنجوم وفيلقا

أيفيد هذا حين أول سكرة

عند الممات بدون زاد أو تقى

كلا فلن تجدي  الممالك  والدنا

إلا الذي قدمته  قبل اللقا

أعلم فإن العيش  فان إنما

سيفوز من بالله  كان معلقاً

قيل دع سرك بين اثنين نفسك وربك

واحرص في الدينا على رضي اثنين أمك وأباك

واستعن بالشدائد باثنتين الصبر والصلاة

ولا تخف من اثنين الرزق والموت لأنهما بيد الرحمن

واثنتان لا تذكرهما أبداً إحسانك للناس وإساءة الآخرين إليك

واثنتان لا تنساهما أبداً الله والدار الآخرة.

سُئل الإمام علي كرم الله وجهه ما يفسد أمر القوم يا أمير المؤمنين، قال ثلاثة وثلاثة

وضع الصغير مكان الكبير

ووضع الجاهل مكان العالم

ووضع التابع في القيادة

فويل لأمة مالها عند بخلائها وسيوفها عند جبنائها وصغارها ولاتها.

قالت إعرابية فلا أدب يفيد ولا حليب

يحكي أن إعرابية وجدت جرو ذئب صغير قد ولد للتوّ، فحنت عليه وأخذته وربته وكانت تطعمه من حليب شاه عندها.

وكانت الشاة بمثابة الأم لذلك الذئب وبعد مرور وقت عادت الإعرابية يوماً لبيتها فوجدت الذئب قد هجم على الشاة وأكلها، فحزنت الإعرابية على صنيع الذي عرف طبعه بالفطرة.. فأنشدت بحزن تقول:

أكلت شويهتي وفجعت قلبي

وأنت لشاتنا ولد ربيب

غذيت بدرها وربيت فينا

فمن انباك أن أباك ذئب

إذا كان الطباع طباع سوء

فلا أدب يفيد ولا حليب

قال الرئيس بايدن بعد دخول طالبان، كابول بعد عشرة أيام (أن لا قوة في العالم أصلب عوداً وأشد مضاءً من قوة العقيدة  والإيمان.. صرفنا اثنين تريليون دولار واهّلنا ودرّبنا وجهّزنا أكثر من ثلاثمائة ألف جندي أفغاني لم تصمد أمام مؤمنين بقضيتهم وممسكين بعقيدتهم لساعة واحدة).

أيها السادة.. انتصر المسلمون في بدر وهم قلة، وهُزموا في حنين وهم كثر.

ولذلك قال تعالى: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً).

وقال تعالى: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى).

أيها السودانيون.. خُذوا الحكمة والدرس من طالبان واعتبروا.. فما أكثر العبر، وما أقل الاعتبار.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى