صديق الحلو يكتب : الفنان عبد الكريم الكابلي: المحلق في نور الأماسي بحثاً عن أطياف فجر جديد

17 فبراير 2023

أغاني الكابلي ساعدتنا على مواجهة صعوبات الحياة. نفضت من دواخلنا الغبار الكثيف ، مسحت

أوجاعنا وخاطبت

وجداننا.

وجعلتنا متوازنين.

الكابلي انسان شفاف وأغانيه جاذبة وعذبة. الصوت الدافئ يتخللك عبر الأثير

تنداح معه فتسري البهجة فينا بذلك البهاء والألق الجميل والشعر الرصين

وتسير بنا الايام طازجة

تتجلى في الذكريات ونشوة

الابتهاج وأم درمان تتمطى في ليلة كثيفة الاحلام

والوسيلة الاسهل لتخطي حب ضائع حب جديد.

نهل الكابلي من ثقافة واسعة: التراث والفلكلور

والروح السوداناوية.

بجانب الغناء، فهو

ملحن بارع وشاعر

غنائي يجيد اللغتين العربية والإنجليزية.

غنى لأبي فراس الحمداني أراك عصي الدمع ، وللوليد بن يزيد أمطرت لؤلؤاً

ولعباس العقاد شذى زهر وللشريف زين العابدين الهندي

أوبريت سوداني

يختار كلماته بعناية فهو مثقف

جهبوذ غنى اغنية

سكر وحياة عيني سكر. ويا جار والكل يوم معانا وما قادرين نقول ليك. شمعتي الضوايا، زينة وعاجباني، وعيونك

ما عيون أجيال. شعور صادق وعاطفة جياشة وألق نبيل.

السرور يمضي والألم يمضي والحب يغوص عميقا في القلب تماما كالاشجار

لا تنمو بدون ارض.

واضح النبرات. طور المضمون واهتم

بالشكل.

تجد في أغانيه الامثال والحكم

التناسق والانسجام. والكابلي متحدث لبق.

ومستمع جيد.

فهو اديب مبدع عميق الثقافة كثير الاطلاع. كل شيءٍ مسموح في الحب والحرب.

حرك الكابلي مياهنا الراكدة وطور الوعي فهو كمثقف واجه السلطة المخلوعة بأخطائها وعرى

الوجه القبيح الذي تحاول زخفاءه.

بدأ الكابلي الغناء

منتصف الخمسينات. جرب ألحان تلك الفترة التشاشا، التويست الروك اندرول

المامبو والسامبا

والسامبا رقصة برازيلية أصولها من أفريقيا.

غنى قصيدة الجندول فأبدع

كانت نقلة رائعة

وغنى لتاج السر الحسن حبيبة عمري.. ولصديق

مدثر ضنين الوعد

وتفوق في قصيدة المولد

لمحمد المهدي المجذوب.

والتي صارت على كل لسان. والخرطوم في زمن المخلوع لا. يمكن وصفها لأنها أكبر من التعابير ولأنها تنبض برغم الخراب.

الحنان حاجة إنسانية ملحة

غنى الكابلي الموشحات الأندلسية والشعر

الصوفي المؤثر. دفء الصوت عذوبة اللحن مع إيقاع الدليب الذي يدخل خلايا الروح.

إحساس رقيق وشفافية عالية وتواصل حميم.

اغان مترعات بالحنين والشجن.

تخش في الجوف

تداعب بؤرة بؤرة

الإحساس.

والكابلي فنان مبدع انتج اغان خلاقة وطروبة

منغرسة في الحنايا ولديها قدرة على الدلالات والتفاسير اغاني الشوق ومضة داخلية تنبثق بشكل غير متوقع

تخصب أيامنا وتسير بها للأفضل

تخلخل استقرارنا

وتجعلنا نسيطر على مشاعرنا بتأملات فكرية وانصات يفتح إلينا حقل الدلالات والتأويلات وتشرب المعنى.

والكابلي ذلك الفنان الكبير المحلق في نور الاماسي بحثا عن اطياف فجر يغير حياتنا عند كل بزوغ.

لا يوجد شيء ممكن في الحياة اكثر من الحب

الذين لم يختبروا

الحب هم الافقر في الحياة.

اصغ إلى قلبك تعلم مزيداَ من الإصغاء إليه واتبعه.

إسكان الستين بأم درمان

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى