مدثر سيف الدين (ود الكدرو) يكتب: في (منتصف الليل)..

مدثر سيف الدين (ود الكدرو) يكتب: في (منتصف الليل)..

الفن يشكو من… (الزهور

اليانعة)

 

أمشاج

مدثر سيف الدين (ود الكدرو)

في (منتصف الليل)..

الفن يشكو من… (الزهور

اليانعة)

 

هي سهرة بعنوان (منتصف الليل) في سودانية 24..ضمت الصحفية (ماجدة حسن)

وأستاذ الصوت (إبراهيم الإمام)… وعازف الكمنجة

الموسيقار (إسماعيل عبد الجبار)…. والفنان الرائع (يوسف البربري) حامل لواء الفن الشعبي…..

وتحدثوا عن (زهور الفن اليانعة)…. واتفقوا جميعاً

على أن يتزوَّد الفنان الموهوب بقدر ما من المعرفة… حتى لا يسأل عن مدى صوته… فيتلعثم… ويقول ما بين (كذا وكذا) جهلاً وهو لا يدري أنه مدى صوتي نسائي؟

تضاربت الآراء فيما بين الحضور. بين أن يكون للموهبة (بطاقة معتمدة) وبين أن يكون (الجمهور)

هو لجنة التحكيم

ذهب البعض إلى أن (الفنان) هو الذي يقيم نفسه بأعماله… واحترامه لجمهوره وبلده…. عندما يكون ممثلاً أو يجد نفسه

واجهة لبلده في أي محفل

……هل يجب أن يكون الفن مقيد ببطاقة أم يكون حراً طليقاً… يصدح بالأغاني الجميلة الرائعة المعبرة عن وجدان هذا الشعب ؟

هل يستطيع أحدهم أن يفعل ما فعله (وردي) حيث ذكر القصة (يوسف البربري) بأنه قد أجاز أغنية (بيني وبينك والأيام) …أجازها الشعب السوداني،

حيث لم تكن مجازة من (الإذاعة) وقتها…. وبهذا كان أول من كسر قاعدة (الإجازة) هو الهرم الكبير (محمد عثمان وردي)

هل يستطيع أحدهم أن يفعل ذلك.. بأغنية تكون بقدر أغنية (بيني وبينك والأيام) ؟

وكما ذكر (إسماعيل عبد الجبار) قصة أخرى.. أن وردي -أيضاً- واحتراماً للجنة تلك.. تراجع فوراً عندما قالوا له في استنكار

أأنت كاتب الأغنية وملحنها ومغنيها؟

(من أنت حتى تفعل ذلك؟)

فلم يتكبر (فنان أفريقيا الأول) ولكنه انحني وتراجع أمام قرار اللجنة وقتها.

هل يفعل (زهورنا اليانعة) هذا السلوك.. أم أن (الفضائيات) تجيز له خلط الجميل بالقبيح حتي لا يعرف له (طعم ولون) ؟

هل يصبح (الذوق العام)

هو اللجنة المجيزة… أم هل يصبح (الفنان) هو المسؤول الأول عن انتقائه لأغانيه؟

وهل يصبح الفن تجارة و(مشروع) يدر المال بأي وسيلة وأن كانت تخدش الحياء والذوق العام ؟

إذا تبرَّجت (الأزهار اليانعة) من ذا الذي يحميها من أقدام (النسيان) والذبول أمام

رياح التواريخ والضياع؟

ختم (البربري) تلك السهرة الجميلة بأغنية (زهوري اليانعة) رضوخاً لطلب فرقته… ذات الذوق الرفيع

والسليم فهل نختم مقالنا بطلب جميل….

أيتها (الزهور اليانعة) رفقاً بمحبي الفن والذوق العالي

…عليكم باختيار النصوص

عليكم بتقديم كل ما هو جميل ويقود إلى الجمال وتهذيب النفوس.. عليكم برفع (الأغاني والألحان) حتى ترفعكم إلى مراتب الشهرة المستحقة والمسؤولية الغنائية المطلوبة.

الفن لا يحتاج إلى (بطاقة)

بل يحتاج إلى (طاقة) إيجابية تقود إلى تهذيب

الذوق والذوق السليم!!

أيتها (الزهور اليانعة)..

عليكم بشراء الجميل وتخزينه لنقدم شيئاً يليق

بسودان (الحقيبة) ووردي

(صدفة وجيل العطاء) ومصطفى سيد أحمد (الممشى العريض وغدار دموعك) والفنان الذري إبراهيم عوض و (المصير)

والكابلي و (حبك للناس) وعبد العزيز المبارك و(بتقولي لا) ومحمود عبد العزيز و (ابقوا الصمود) ونادر خضر و(ما برايا)

الموتى يرحمهم الله…. خالدين بغنائهم الرائع

وذوقهم الجميل..

شيء يليق… بود اللمين (وخمسة سنين) وعبد القادر سالم (ومقتول هواك يا كردفان) ومجذوب أونسة (أيام الصبا) وأبوعركي البخيت (يا قلب والوجع الخرافي)

والنور الجيلاني و (عصفور الذكرى المنسية)

أحياءً ما زالوا بيننا نتمنى لهم طول العمر وأن يقدِّموا الجميل دائماً….

…..أيتها (الزهور اليانعة)… لكي تعيشي بين هؤلاء… عليكم بنفث (روائح) جاذبة وألوان غنائية رائعة بروعة (قوس قزح) حتي تنجذب إليكم

الفراش والنحل.. وتنتجوا

(عسلا) نتذوَّقه جميعنا…

….أيتها الزهور اليانعة…

عليكم بانتقاء ألوانكم الغنائية حتى لا تضيعوا في دروب الغناء…. والهدف (المالي) الرخيص جدًا!!!!!!

فالذوق هو (الغالي)…

فليكن الثمن… أيتها الزهور.. هو الذوق العالي والرسالة الجادة…..

فالفنان هو الذي يقيم نفسه باختيار ما هو لائق ومفيد ويحمل رسالة ويقود إلى تغيير سلوك وتعبير عن وجدان شعب بأكمله وتشكيله من خلال

الأغنية الجادة والرائعة واللحن الجميل والأداء المتميِّز …..

أيتها (الزهور اليانعة) أنت تحملين في جوفك (شهد النحل) فكوني قدر المسؤولية…… حتى لا نستيقظ في (منتصف الليل) ذات مرة ونشكو من (كابوس) الأغنية السودانية ..بعد (الأحلام الجميلة) التي كانت في

(الزمن الجميل)

مع تحياتي

ود الكدرو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى