يشربون مع البهائم: شمال أبيي.. “الدائر” أزمة عطش وقصص ومعاناة تبحث عن حياة

 

تقرير- صديق البصيلي

تُعد منطقة الدائر «دفرة» التي تقع في أقصى الشريط الحدودي لولاية غرب كردفان متاخمةً لدولة جنوب السودان ناحية أبيي شمالاً من أكثر المناطق تهميشاً بعد أن ظلت تعاني الأمرين «تردي الخدمات» و«ضعف الأمن» منذ أكثر من عشر سنوات، معلقة على طاولة الانتظار ما بين السودان ودولة جنوب السودان بما يُعرف بـ(قضية أبيي) وما أدراك ما بروتوكول أبيي وذلك وفقاً لاتفاقيات دولية تعيش تحت الحماية من قبل بعثة القوات الأممية الأجنبية المؤقتة «يونيسفا» وبهذا الخلط السياسي تعيش معطلة خدمياً وتنموياً في وطأة المِحن على منح المنظمات الخيرية تقديراً لكرامة الإنسان.

خروج الدونكي عن الخدمة

وتتبع الدائر إدارياً إلى إشرافية أبيي التابعة لمجلس السيادي الانتقالي الخرطوم ورغم جهود القائمين على أمرها والذين أسسوها من عدم لم يجدوا السند من الدولة لتقديم الخدمات لإنسان المنطقة التي تحتاج الكثير من الصحة والتعليم والمياه، وفي هذه الأيام تشهد المنطقة أزمة عطش حادة نسبةً لاكتظاظ محطات المياه بعد تدفق الأهالي في رحلة البحث عن مناطق المصايف والاستقرار وأثر هذا الضغط على منابع المياه وأدىّ إلى تعطيل المضخات وخروج دونكي المنطقة الوحيد عن الخدمة بعد تعثر عملية الصيانة.

الشراب مع البهائم

وأبلغ عدد من مواطني المنطقة (الصيحة) بمناشدة الجهات المسؤولة بالإدارية والخرطوم والمنظمات العاملة في مجال المياه بالتدخل العاجل لحل الأزمة وشكا عدد كبير من غلاء المياه رغم صعوبة الحصول عليها وبحسب مجتمع المنطقة الذين تحدثوا لـ(الصيحة) أن سعر برميل الماء الواحد وصل إلى (١٥٠٠) جنيه، بدونكي قوات اليونيسفا الذي يمدهم بالماء من خارج سور المبنى بواسطة ماسورة ذات ضخ ضعيف لا تحل مشكلة مما أضطر البعض ليشرب مع البهائم من مياه الحفائر الملوَّثة والمتعفنة بروائح الأسماك الميتة وذات اللون المتغيِّر التي لا تصلح لشرب البهائم ناهيك عن الاستخدام الآدمي، وقال أحدهم الناس بتكون بايتة بسور مقر قوات اليونيسفا يوماً كاملاً ليل ونهار كي يحصل أحدهم على «جركانة» ماء مطالبين في هذا الصدّد بالتدخل وحل المشكلة حلاً جذرياً حتى يعود الاستقرار للمنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى