العروة الشتوية.. إحجام عن زراعة القمح

 

الخرطوم: جمعة عبد الله    13  نوفمبر 2022م

تزايدت شكاوى مزارعين بمشروع الجزيرة، من صعوبات تواجه الموسم الشتوي، وسط حالة إجماع على الأحجام عن زراعة محصول القمح هذا الموسم، نظراً لشروط التمويل التي وصفوها بالتعجيزية، وعدم توفر مدخلات الإنتاج من أسمدة وتقاوى، فيما انتقد مزارعون بالمشروع ضعف دور الحكومة والبنك الزراعي والشركات التعاقدية لتمويل الموسم الشتوي لهذا العام، الأمر الذي غرس في أواسط المزارعين ضعف القدرة من اللحاق بالموسم نفسه لمواجهة تحديات الأوضاع الاقتصادية الماثلة، فكانت الفكرة مجتمعة عند المزارعين بعد تماطل الحكومة من استلام محصول القمح في الموسم السابق بالأسعار التي أعلنتها، ولعل هذا ما جعل العزوف عن الزراعة أمراً واقعاً، فبعض المزارعين علت نبرة غضبهم نتيجة للعوامل التي يعتبرونها أكثر إجحافاً في حقهم، ومنهم من يرى بحكم تجربته في الزراعة على مر العصور إن الموسم الشتوي سيكون أقرب للفشل.

إجراءات غير مشجعة

وأكد المزارع بالقسم الشمالي، كمال ساري، ضعف إقبال المزارعين على زراعة القمح لهذا الموسم الشتوي، وعزا ذلك لأسباب منها: إجراءات التمويل في البنك، معدداً ربط التمويل بالشهادة الزراعية، وقال: إن هذه الشهادة يحررها مفتش المكتب الذي ربط تحرير الشهادة بتحصل الرسوم قبل الحصاد، وتابع: هو الأسلوب التعجيزي الأمثل في اعتقادي، وكشف عن عدم وجود بعض المدخلات مثل سماد اليوريا وتوفرها بالبنك في الوقت الحالي، وأشار إلى أن تمويل الإدارة بالتقاوى من غير أسمدة، وقال هذا ما يعني أن المدخلات من جيب المزارع الخاوي، لافتاً إلى عدم وضوح الرؤية في سياسة الدولة اتجاه الزراعة وبالأخص القمح المحصول الإستراتيجي الذي يعتمد عليه المواطنين السودانيين في غذائهم، وأكد في الوقت نفسه عدم وضع سعر تركيزي من وزارة المالية، واصفاً سعر التركيز بأنه أساس القضية، ونوَّه إلى أن تحرير السوق في السودان هو الذي أضر بالعملية الزراعية والإنتاج الزراعي، ويتوقع أن يكون هناك عزوف تام عن الزراعة في السودان في المستقبل، ويعتقد أن هذا هو المطلوب، مشيراً إلى أن كافة المحاصيل المنتجة لا يوجد لها تسويق.

موسم مهدَّد بالفشل

فيما قال المزارع بالمشروع، محمد أحمد، إن الموسم الشتوي سيكون هزيل على حد وصفه، وتابع قائلاً: إن الثقة بين المنتجين والحكومة أصبحت منعدمة، مبيِّناً أن الثقة بينهما أصبحت معدومة، وزاد: إن تكلفة الزراعة عالية جداً مقارنة بالسعر التركيزي (43) ألف جنيه، وغير معمول به من قبل الحكومة، مبيِّناً أن المزارعين واجهتهم بعض الصعاب مما كلفهم الأمر ببيع محصول القمح في العام الماضي بأسعار زهيدة لتغطية بعض الالتزامات المترتبة عليهم، وذهب بالقول: إن توفير التقاوى لم تناسب الميقات الزماني للزراعة الشتوية، وقطع بأن معظم المزارعين عازفين عن الزراعة باعتبارها متأخرة وغير مجزية لمواكبة الأوضاع الاقتصادية التي يعيشونها.

ارتفاع التكاليف

أما المزارع بالمشروع، علي حسين شمس، أكد عدم قدرة المزارعين بمشروع الجزيرة على زراعة محصول القمح لجهة أن هناك جملة من العوامل جعلت المزارع يتجنب الزراعة بالمشروع، وكشف عن تكلفة الفدان والتي تتجاوز أكثر من (10) جوالات من القمح، مشيرًا إلى أن الأسعار في الأسواق أقل بكثير من السعر الذي أعلنته الحكومة في العام الماضي، ويعتبر أن هذا ما جعل كثير من المنتجين يعزفون عن زراعة القمح رغم حاجة البلاد له في هذا التوقيت، ويعتقد أن الدولة تغيب تماما عن مسؤوليتها اتجاه المنتجين ودعم قضاياهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى