ياسر زين العابدين المحامي يكتب : الغَبِيُّ مَن لا يَتّعظ

8 فبراير 2023
خطيبهم بمنبر الجمعة يشرح…
كذب وتحراه، بكذب بساعة مباركة كهذه يطغى شعورٌ بالغثيان…
قال مظاهرات ديسمبر طالبت بإقصاء الإسلام بمنحى سياسي…
قال هناك مجني عليهم، مَن هُم، الجلاد
بائنٌ والضحية معروفة…
قال الإقصاء معناه لا أمن، ما يقودنا
للحريق…
بزمان تمكينهم الإقصاء عنوانٌ بارزٌ..
علماؤهم ما قالوا كلمةً واحدةً…
العلماء لا يخترق الضعف قلوبهم…
لم يركنوا لأضعف الإيمان يوماً ما…
اتّهام الآخرين بالتشكيك في الدين…
الإنقاذيون وظّفوه بغية أجنداتهم
رواية ساعة العلامات بيّنت الواقع…
صعود، انهيار تيار الإسلام السياسي في السودان…
أحداث بزمن الثورة المهدية رسمت
واقعاً قاتماً…
خلاف ديني، سياسي، ثقافي…
أبطالها أدوا أدواراً صغيرة بصراع كبير
لم يدركوا كُنه الصراع القائم وقتذاك
(د. سمير أمين) كتب وجهة نظر مهمة جديرة بالتأمُّل…
إن الإسلام السياسي لم يك ناتجاً تلقائياً لقِوى الإيمان الديني الحقيقي.. إنّما حالة تم بناؤها من قِبل الإمبريالية بدعم من قِوى الظلام…
القِوى هذه معروفة، لا مُعقِّب، التجربة أكّدت ذلك…
الإسلام كلمة الله الأخيرة في الأرض..
يُلبِّي حاجاتنا الدنيوية، يُطَهِّر النفس…
يُحقِّق مطالب الروح، الجسد، الدين، الدنيا، الفرد والجماعة…
لا يتضمّن تشريعات، مشروعات ضبابية
غطاؤه قيميٌّ، غير مبتذل في وجهه
الحضاري…
لا يُداهن بِخطّه السياسي، لكن الإنقاذ
حادت عن الجادة…
انفردت بسلوك لا يمت للإسلام بصلة
ما عززت قيم المُشاركة كبديل للانفراد
الترابي أقرّ بتحرُّر الشعوب لمّا خلعت جلباب الدين…
والدولة في الدين لا يتحكّم بها حزبٌ ولا تيارٌ واحدٌ…
الدستور لا تكتبه فئة واحدة بمعزل عن الآخرين…
الإسلام هدفه العدل، الشفافية، حريصٌ
على دولة العقد الاجتماعي…
مشروعاته قوامها منظومة من الأُسس الاقتصادية الصائبة…
يتبنى مُجتمعات الرِّعاية الاجتماعية…
يحجم الفوارق الطبقية، ولم يحدث…
صراعات القوة، النفوذ، الاستقواء كانت ظاهرة…
الإقصاء كرّس واقعاً أليماً، وغُبناً سافراً…
إحصاءات الأمم المتحدة حدّثتنا عن فشل دولة الإنقاذ…
وعن مشروعات كُبرى واعتراها فسادٌ…
وعن واقعٍ مُزرٍ حَدّ القرف…
(3) ملايين طفل عانوا الهزال، التقزُّم..
(3) ملايين امرأة في سن الخصوبة عانين الأنيميا…
(9) ملايين مواطن أميٌّ…
ظلمٌ، قهرٌ، ترويعٌ، كذبٌ باسم الدين…
قتلٌ، اغتصابٌ، ثمة ما لا يخطر على
قلب بشر…
رسموا عالماً مثالياً لكنّه وهمٌ..
لم يُطبِّقوا الإسلام، هم يعلمون أنهم
يكذبون…
أبعد ما يكون منه، كبُعد السماء…
رفعوه كقميص عثمان لنُصدِّقهم..
جرت دماءٌ كثيرة بطاحونة المصائر…
ما القصد الثأر لمقتله، إنما الخلافة…
لم يك قصد الإنقاذ الدين، بل هَمٌّ آخر
يعلو عليه (المصلحة)…
قبلة الاعتذار على جبين الميت ضنوا بها، فلا يعتذرون…
يمضون بتكرار ذات السيناريو بوجوه
عدة… الغَبِيُّ مَن لا يَتّعظ…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى