إسماعيل حسن يكتب :  بلادي وإن جارت عليّ عزيزة

7 فبراير 2023

▪️سيبقى القرار الذي اتخذته بالهجرة إلى أخت بلادي، مصر الشقيقة، وبصحبتي الأسرة الكريمة، أصعب وأقسى قرار اتّخذته في حياتي..
▪️ولكن يبقى العزاء أنّني (مُرغم لا بطل).. فقد كسد سوق الصحافة الورقية في السودان تماماً.. وما عادت تكفل للعاملين في مجالها أبسط مقومات الحياة الكريمة النزيهة الحلال..
▪️وحتى الصحافة الإلكترونية، إن لم تكن للعاملين فيها مهنةٌ أخرى، فإنها لا تطعمهم خبزاً أو تسقيهم ماءً…!!!!!!!!
▪️وإذا فكّرت في امتهان مهنة أخرى غير الصحافة في السودان، فإن الراتب لا يكفي لدفع قيمة الإيجار الشهري، والمواصلات، والأكل والشرب، والتعليم، والعلاج، وبقية التفاصيل الصغيرة التي لا تُخفى عليكم….. لذا كان قرار الهجرة المُؤلم…
▪️أما اختياري لمصر الحبيبة، فإنّه لم يكن عشوائياً…. ولا عن طريق الصدفة……. إنّما لأنها (الحيطة بالحيطة).. ورائحة بلادي العزيزة الغالية، لن تغيب عني فيها…. كما أنّ هذه الزاوية لن تتوقّف عن الإرسال بعد الهجرة إلى مصر، وستطل عليكم بإذن الله من نفس هذه الصحيفة (الصيحة)، يومياً، وسأجتهد بقدر الإمكان في أن أعمل هناك في نفس المجال.. خاصّةً وأنّ لي تجارب سابقة مع صحيفة الرياضية السعودية في جدة مع أستاذنا الجليل كمال حامد – أطال الله عمره – أواخر الثمانينات.. ومع صحيفة الاتحاد الظبيانية كمراسل في أواسط التسعينات..
▪️أعلم أنّ الإنسان مهما عاش في بلاد الغربة فاسمه “غريب”، وأن ترابُ الوطن أفضل له من بريق الهجرة وذهبها، لأنّه يأْلف بلاده ويهواها حتى وإن كانت الحياة فيها أصعب.. وأعلم أنّ الهجرة نارٌ لا يعلم مدى حرارتها، إلا من ذاق ألمها واكتوى بنارها، فالوطن يبقى كحضن الأم الحنون.. ولكنني أعلم في نفس الوقت أنّ الظروف حكّامة، وأنّها قد تُجبرك أحياناً عن الابتعاد حتى عن حضن أمك وأبيك، ودفء أهلك وأشقائك وأصحابك.. فتمضي فيها بقلبٍ حزينٍ، وعين دامعة، سائلاً الله تعالى أن يجبرها – هذه الظروف -، فتعود إليهم أكثر بهاءً وإشراقاً..
▪️دعواتكم هي التي ستكون زادي في هذه الهجرة القاصدة بإذن الله تعالى، فلا تبخلوا بها عليّ.. فما التوفيق والفلاح إلا بإذنه تعالى.
▪️وكفى به وكيلا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى