شاكر رابح يكتب : التباس الموقف المصري

2فبراير 2023م

 

من حق شعب وحكومة مصر أن تقلق على كل ما يهدد أمنها واستقرارها، وأن تتخوف من تعسر سير العملية السياسية الانتقالية في السودان باعتبار السودان يمثل عمقا استراتيجيا لها، لا شك أنّ هُناك خصوصية في العلاقة بين البلدين، منها الجوار الجغرافي والتاريخ والتداخل البشري، بالرغم من مرور العلاقة بين البلدين بمراحل توتر وشد وجذب عقب تغيير نظام الإنقاذ قد شهدت العلاقة تراجعاً وتدهوراً مُريعاً.

قد رُشح في الإعلام بأن زيارة الوفد المصري الزائر للسودان بقيادة رئيس الاستخبارات المصرية ولقائه بأطراف عدة، على رأسهم رئيس مجلس السيادة ومجموعة الحرية والتغيير المجلس المركزي بصفتها الطرف الأساسي الموقع مع المكون العسكري ومجموعة الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية كطرف ثالث رافض للاتفاق الإطاري الذي وُقِّع في ديسمبر من العام الماضي، الوفد أكّد أنّ الزيارة تأتي في إطار حرص مصر على إنجاح العملية السياسية واستعدادهم لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية المختلفة عبر استضافة القاهرة لحوار سوداني – سوداني، وقد اعتذرت الحرية والتغيير المجلس المركزي عن قبول الدعوة المصرية، وترى قحت من وجهة نظرها أن لا تراجع عن الاتفاق السياسي الإطاري وتأمل قحت في دعم مصر له.

في تقديري، إن الزيارة والمباحثات التي تمت ليس من أجل سواد عيون أهل السودان، بقدر ما هي دفاعا وحفاظا على المصالح الاقتصادية والأمنية المصرية المهددة في حال اضطراب الأوضاع بالسودان، منذ البدايات الأولى للثورة وحتى يومنا هذا جرت مياه كثيرة في مجرى العلاقات الثنائية، كان لها الأثر الكبير في تغيير اهتمام مصر بالأوضاع الداخلية في السودان، حيث تراجع الاهتمام من كون البلدين يربطهما مصيرٌ واحدٌ، وتربطهما وشائج المحبة والإخاء إلى النظرة القاصرة على حسابات المصالح الاقتصادية والأمنية.

تسريبات من مصادر عليمة تؤكد أن مصر تسعى من وراء هذه الزيارة لتوسيع قاعدة المشاركة لضم كتل حليفة لها للاتفاق الإطاري، منها على سبيل المثال لا الحصر الحزب الاتحادي الأصل بزعامة السيد محمد عثمان الميرغني، وكتل سياسية أخرى خلاف تلك التي شاركت الإنقاذ الحكم.

هناك التباس في الموقف المصري تجاه قضايا السودان، ومن الصعوبة بمكان التنبؤ بنجاح المبادرة لضعف قُدرتها لممارسة ضغوط على الأطراف كافة، كما أنها لا تستطيع إجبار قحت على تغيير مواقفها من جانب، ومن جانب آخر وجود مجموعات لا تريد إشراك أحزاب بعينها وإقصاء مجموعات اخرى، وظهور محاور إقليمية وعربية نافذة تنافس مصر على نفوذها في السودان.

المبادرة المصرية جاءت لسبب سلحفائية سير مسار التحوُّل الديمقراطي والصراعات البينية للكُتل والتحالفات السياسية السودانية التي ساهمت في التغيير.

رغم كثرة المبادرات الداخلية والخارجية الرامية لحل الأزمة السياسية الراهنة، إلا أن التعويل على الحل السوداني – السوداني النابع من الإرادة الوطنية.

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى