أوصلهم حد الإدمان: الموبايل.. عدو أم صديق للأطفال؟

 

دراسة حديثة.. 7 آلاف حالة عمى وضعف نظر وسط الأطفال

طبيب: أتوقع ارتفاع نسبة العمى خلال العام الحالي

أولياء أمور: أصبحنا عاجزين

نفسي: الكثيرون أصيبوا بمرض التوحُّد والعقد النفسية

اجتماعي: وقت الفراغ مشكلة كبيرة وهذه هي الحلول (…)

الخرطوم- انتصار فضل الله

إدمان مختلف تسلل إلى داخل ” البيوت ” في صمت وانتشر وسط الأطفال مؤخراً بنسب كبيرة وصفها البعض بـ”المخيفة ” دون أن تنتبه الأسر لذلك.

هذا الإدمان ليس بسبب تناول مخدرات أو حبوب هلوسة، إنما بسبب ” الموبايل وألعاب الإنترنت ” المتنوعة، حيث تم إدراجهما ضمن قائمة المخاطر الصحية، وبحسب متحدثين إنه هذه الوسائل قد تتسبب في الانتحار بسبب تقليد الأطفال لبعض ألعاب العنف .

قررت (الصيحة) تناول القضية ومعرفة حجم المشكلة وهذا ما خرجت به.

ندم كبير

شكا آباء وأمهات من عزلة أطفالهم وقضاء ساعات طويلة في النظر إلى الموبايل، وتقليل ساعات المذاكرة ومراجعة الدروس، واعترفوا بالجريمة التي ارتكبوها في حق أبنائهم.

وأقر البعض منهم بالخطأ الذي ارتكبوه عندما سمحوا لأطفالهم امتلاك الموبايل واستخدامه طوال العام عدا فترة الامتحانات الأمر الذي أبعدهم عنهم خاصة في الإجازة السنوية.

وقالوا لـ(الصيحة) قديماً كان الأطفال يقضون أوقاتهم في لعب رياضة الكورة في الميادين بالأحياء، وأيضاً أمام التلفزيون لمشاهدة مسلسلات الأطفال، لكن بسبب التطوُّر التكنولوجي أصبحت كل هذه الألعاب تشاهد وتمارس من خلال الموبايل، وأضيفت إليها ألعاب خطيرة أثرت في سلوك أبنائهم بالتالي أصبح أولياء الأمور أمام مشكلة كبيرة عجزوا عن معالجتها، ودعوا الإعلام بالتدخل لحلها من خلال البرامج التلفزيونية، كما ناشدوا المختصين والمعلمين بفرد مساحة للحديث عن الأزمة مع تخصيص دروس إرشادية تدعم الهدف المنشود.

أمراض وتفشت

كشفت دراسة حديثة أعدها مختص في أمراض العيون، عن 7 آلاف، حالة ضعف إلى فقدان في البصر وسط أطفال تتراوح أعمارهم من سنة إلى ١٦ عاماً، وذلك في العام 2022م.

وأشارت الدراسة إلى دور جهاز “الموبايل ” في تفشي أزمة فقدان النظر وسط صغار السودان.

ووفقاً للدراسة، انتشر داء الموبايل بين الأطفال بنسبة كبيرة جداً، وأن 80% من عدد الأطفال أصبحوا مدمنين للموبايل، وحذَّرت من مخاطر الألعاب الإلكترونية المنتشرة عبر التطبيقات وخاصة لعبة “بابجي” لإسهامها في تغيير سلوك الأطفال الذين يتأثرون سريعاً ويحاولون تقليد أبطال اللعبة كالقفز من الأعلى وغيرها من “الحركات” الخطيرة.

الخطر الأكبر

توقع دكتور أحمد عبد الوهاب، معد الدراسة ارتفاع نسبة العمى وسط الأطفال خلال العام الحالي 2023م، للطفرة التي شهدتها التكنولوجيا وتأثيرها على الحياة .

يقول د.أحمد لـ(الصيحة)، إدمان الإنترنت والموبايل يؤرق الجميع وأصبح واقعاً وحمى مرضية بسبب الاستعمال المفرط والمبالغ به، فهذا الإدمان الذي أصاب الكتير لا يفرِّق بين من يعيش في المجتمعات المتقدمة وبين من يعيشون في الدول النامية، لأنه غزى جميع الشعوب مثل “كوفيد 19” .

وأضاف: أصاب الإدمان العالم وأصبح هاجساً مزعجاً للأسر رغم أهمية الموبايل وما يقدِّمه من خدمات جليلة ومهمة في التواصل بين الناس وما يقدِّمه من تبادل معلومات وأخبار وتنوُّع ثقافي وحضري واجتماعي واقتصاد وتسويق ورياضة حيث يجد فيه كل فرد راحته .

مسؤوليات مضاعفة

رأت استشاري علم النفس دكتورة نعمات حسن، أن الأسر وخاصة أولياء الأمور وبدون استثناء عليهم مسؤوليات مضاعفة لاستنهاض أبنائهم الأطفال والشباب والأخذ بأيديهم وتجنبهم العزلة والوحدة والاكتفاء بصداقة “الموبايل ” .

وقالت لـ(الصيحة): إن قضاء جل الوقت في الموبايل يصيب بعضهم بمرض التوحُّد والعقد النفسية ويبعدهم عن المجتمع، ودعت إلى أهمية إذكاء المواطنة الصالحة في نفوس الأطفال، وإيقاظ الوعي.

وتُبيِّن د. نعمات، أن هذا لا يتم بعيداً عن حاجات البلاد لمثل هذا الفهم العميق، إذ أن من مهماتها إعداد المواطن وتهذيب أخلاق الطلاب وتنمية شخصياتهم، وقالت: لا بد من صفات وأخلاق وقيم ومعايير واضحة يتم ترسيخها في عقول الأبناء.

مشكلات ومعاناة

وتحدث د. إبراهيم العشاري، المختص في علم الاجتماع عن أهم ملامح المشكلات التي يعانيها الشباب والأطفال من الجنسين والتي لا يمكن تحميل مسؤوليتها لهم وحدهم، مشكلة وقت الفراغ، الذي يعد من أخطر المشكلات التي تعانيها هذه الفئات.

وأبان خلال حديثه لـ(الصيحة) أن وقت الفراغ هو وسيلة انطلاق المشكلات الأخرى التي تقود الأبناء إلى الهلاك، وذكر على سبيل المثال الأطفال الذين يملأون أوقات فراغهم باللهو والعبث ويبحثون دائماً عن أساليب جديدة سلبية لكي يقضوا أوقاتهم.

وشدَّد على أهمية حل هذه المشكلة من خلال المراقبة والتوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة وتقديم البدائل المناسبة للقضاء على وقت الفراغ بالمطالعة والعمل التطوعي والانخراط في الأعمال الإيجابية التي ترفع من فكرهم وإنسانيتهم وانتمائهم للأسر.

وحذَّر من الأنشطة الضارة التي يقدم عليها الأطفال وغيرهم والتي من شأنها إلحاق الضرر بهم وبغيرهم وذلك من خلال المشاركة في أفعال غير تربوية.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى