جنوب دارفور: وجود مركز لعلاج الإدمان.. تحرُّك قطار التعافي

 

 

تقرير- حسن حامد

ظلت قضية المخدرات تشكِّل هاجساً كبيراً وتحدياً للسلطات وألحقت أضراراً جسام بالمجتمعات السودانية والاقتصاد وخلَّفت آثار بالغة فشلت كل الجهود في تلافيها إلى يومنا هذا. وولاية جنوب دارفور واحدة من أكبر الولايات المتضررة من انتشار المخدرات، لأنها منتج ومعبر لهذا الداء العضال، ومع تعدد أنواع المخدرات ودخول أشكال جديد للبلاد من خارج البلاد كالخرشة وآخرها (الآيس) الذي شغل الأوساط بالمجتمع السوداني.

حجر الأساس

وفى جنوب دارفور تزامنت الحملة القومية للتوعية بمخاطر المخدرات مع وضع حجر الأساس للمركز الولائي للعلاج من الإدمان وإعادة التأهيل بنيالا الذي جاء بمبادرة من منظمتي تنمية نساء السودان ومبادرون لدرء الكوارث والحروب، وقالت المدير التنفيذي لمنظمة تنمية نساء السودان ماجدة حسن علي: إن المركز الولائي للإدمان وإعادة التأهيل جاء بمبادرة من منظمات المجتمع المدني بجنوب دارفور وتحديداً منظمة تنمية نساء السودان ومنظمة مبادرون لدرء آثار الكوارث والحروب بعد مشوار من المناصرة والبحث عن مركز لعلاج الإدمان وإعادة التأهيل بولاية جنوب دارفور التي تعتبر الثانية من حيث التعداد السكاني وتحيطها ظروف استثنائية. وأشارت إلى أن جنوب دارفور  منتج ومعبر للمخدرات وأن الشباب أكثر عرضة، وفي ظل انتشار ظاهرة المخدرات جاءت حملات التوعية بالمخاطر المحدِّقة بالبلاد. وأطلقت ماجدة النداء لكل أبناء الولاية والخيِّرين ومنظمات المجتمع المدني والأمم المتحدة وصناديق الإدخار والبنوك والغرف التجارية بتقديم الدعم حتى يرى المركز النور ويسهم في معالجة مشكلات الإدمان ويصبح نواة لمستشفى مرجعي لولايات دارفور الخمس لجاتها لمثل هذه الخدمات.

إعادة التأهيل

من جانبه عبَّر مدير منظمة مبادرون لدرء الكوارث والحروب أحمد هارون، عن سعادتهم لوضع حجر الأساس للمركز الولائي للعلاج من الإدمان وإعادة التأهيل بالولاية.

وقال إنهم كمنظمات مجتمع مدني يهمهم أمر المجتمع وبعد استشعارهم لخطر المخدرات الذي يحيك بالبلاد جاءت مساعيهم في إيجاد قطعة أرض بالتعاون مع الولاية لتكون نواة لإنشاء هذا المركز المهم، وتابع: (المخدرات في السودان هذه الأيام استهدفت شريحة هشة وهي شريحة الشباب ونعلم جيداً أن هذه الحملة الشرسة التي وجهت نحو شباب السودان ماهي بالحملة العشواء وإنما مخطط لها ونحسب بأن هناك جهات تسعى من وراء ذلك ليس من أجل التكسب المالي وترويج هذه المخدرات، ولكن له مابعده لضرب الشباب الذين يمثلون البُنى التحتية لهذه البلاد).

توحيد الجهود

بجانبه أثنى وزير الشؤون الاجتماعية المكلَّف عبدالغفار محمد النور، على جهود أصحاب المبادرة من منظمتي تنمية “نساء السودان” و”مبادرون” لقيام هذا المركز الذي يقع بطريق مطار نيالا بالقرب من الجبل في مساحة كلية (٦) آلاف متر مربع . وقال من خلال توحيد جهود المنظمات الوطنية والمنظمات العاملة بالولاية، سيقضون على كل الظواهر السالبة عبر هذا المركز  والعمل على تعزيز الوقاية من استخدام هذه المواد المدمِّرة من خلال عمل مشترك بين وزارته ووزارة الصحة وكل الجهات ذات الصلة والعمل على إعادة تأهيل مدمني المخدرات وبناء قدرات حتى يتمكنوا من الانخراط في العمل الحر .

أضرار جسيمة

فيما قال والي جنوب دارفور حامد التجاني هنون: إن وضع حجر الأساس للمركز جاء في وقت مهم تزامن مع الحملة القومية لمكافحة المخدرات هذه الآفة التي ألحقت الأضرار الجسيمة بالإنسان والاقتصاد وأصبحت الهم الشاغل للحكومة. وطالب هنون الجميع بوضع أياديهم فوق بعض للتعجيل بإنشاء هذا المركز وتدارك المخاطر الكبيرة التي تحيط بالولاية. مؤكداً بأن المركز سيكون أولوية للولاية لأنهم يعلمون حجم الدمار والخسائر التي تترتب على هذه الآفات من أضرار اقتصادية واجتماعية وصحية. وقال هنون: إن مشروع المركز الذي يعد شراكة مهمة بين منظمات المجتمع والحكومة سيرى النور خلال هذا العام، معلناً عن تشكيل لجنة شعبية تقوم بمهمة استقطاب الدعم لهذا المشروع، موجهاً وزارة البُنى التحتية والرعاية الاجتماعية بإعداد دراسة لهذا المشروع  لمعرفة التكلفة الكلية، وأضاف أن حكومته ستضع مبلغ أولى بـ(١٠) ملايين جنيه، كضربة بداية لهذا المشروع الاستراتيجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى