جنوب كردفان.. الاستقلال مساهمة فاعلة ووحدة الوجدان

 

تقرير- عبد الوهاب أزرق

على مر العصور والتاريخ السوداني ظلت ولاية جنوب كردفان “جبال النوبة” واحدة من أعرق المناطق مساهمة في صناعة الحدث السوداني وكتابة التاريخ بأحرف من نور، وتجلت الملاحم والبطولات في استقلال السودان من الاستعمار الإنجليزي عبر النضالات والثورات، ما شكَّل بعداً مجتمعياً ووطنياً تحتفل به المجتمعات بشتى أنواعها كل عام في الساحات والمدارس والبيوت والميادين، استلهاماً  لتمجيد ذكرى الأجداد، واستشرافاً لغد ملئ بالحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية .

طرق الاحتفال

كل شرائح المجتمع قدَّمت مساهماتها في ذكرى الاستقلال، فتقول البرلمانية والتشريعية السابقة بمجلس ولاية جنوب كردفان التشريعي الأستاذة تقوى صديق الطاهر لـ(الصيحة): تجئ ذكرى استقلال السودان المجيد وهي مناسبة لها وقع خاص في نفوس أهل السودان وإنسان جنوب كردفان، واصفة الاحتفال بالمميز ويأخذ أشكالاً وطرقاً مختلفة بنكهة مجتمعية تمثله الروابط بالأحياء والمدارس والمنتديات الثقافية والاتحادات الرياضية،  عبر التجمعات وعرض المنتجات المحلية والرقصات الشعبية بمشاركة رموز المجتمع المحلي بإحياء التراث والموروث الثقافي الغني والكلمات المعبرة.

احتفال البرلمان

وتضيف التشريعية: رغم معاناة أهل جنوب كردفان من الحروب الطاحنة إلا أنهم يجددون الاحتفال بذكرى الاستقلال كل عام لحسهم الوطني ووطنيتهم العالية، وكشفت تقوى المجلس التشريعي الولائي السابق كان يضع خصوصية وأهمية للاستقلال ويحرص على إحيائها كل عام بحضور كل مكوِّنات أهل الولاية حكومة وشعباً ويكرم بعض الرموز الوطنية، وأضافت البرلمانية الشابة رغم مظاهر الاحتفال المختلفة إلا أن الحكومات التنفيذية المتوالية لم تكن هذه الذكرى موضع اهتماماتها.

مساهمة المرأة

 

وعن مساهمة أهل جنوب كردفان وخاصة المرأة في الاستقلال أوضحت أن أهل جنوب كردفان أحدثوا حراكًا ثورياً  عندما كان المهدي موجوداً في المناطق الشرقية بقدير، حين  ناصره المجتمع واستطاع تحقيق انتصارات على الحكم التركي، مشيرة إلى تضحيات رابحة الكنانية، ومساهمة الأميرة مندي بنت السلطان عجبنا، وضعت بصمة وسطرتا أسميهما من الذهب في التاريخ.

إسهام بمراحل

مك كادقلي المك محمد رحال، قال لـ(الصيحة): ساهمت جنوب كردفان في استقلال السودان مساهمة بمراحل متعددة بدأت بمشاركة قوة دفاع السودان في الحرب العالمية الثانية بأكبر قوة تضم أبناء جنوب كردفان والمشاركة في حرب اثيوبيا ومصر، لافتاً إلى أن القوة كان يقودها الجد محمد رحال ويمثلون كل سحنات المنطقة، وأضاف شاركت بوعد إعطاء الاستقلال بعد انتهاء الحرب .

رحلة مصر

وأضاف “رحال” في العام ١٩٥٤م، ذهب أربعة من مكوك جبال النوبة وهم: المك الزاكي الفكي على الميراوي ويمثل الجبال الغربية، و المك الأمين علي عيسى ويمثل شمال الجبال، والمك رحال محمد رحال من جنوب الجبال، والمك آدم جيلي ويمثل الجبال الشرقية وعدد كبير من الأعيان والعمد والتجار يمثلون كافة المكونات إلى الحكومة المصرية وأجمعوا على لا بد أن يتم استقلال السودان .

ثورات الجبال

وأضاف المك رحال: قامت في جبال النوبة ثورات عديدة أبرزها ثورة الفكي علي  الميراوي، في كادقلي، والمك عجبنا في الدلنج، وآدم أم دبالو في المنطقة الشرقية، وثورة تالودي وغيرها، كاشفاً أن الثورات مربوطة مع بعض في كل جبال النوبة، ووصف رحال مبايعة الإدارة الأهلية للمهدي في قدير كانت مساهمة في استقلال السودان من التركية.

مساهمات متعدِّدة

كشف أحد التنفيذيين السابقين بجنوب كردفان الذي فضّل حجب اسمه، أن جنوب كردفان شاركت مشاركة تاريخية في استقلال السودان من خلال الثورة المهدية وجاءت أولى المساهمات في معركة قدير التي كانت بالعناصر الوطنية من السكان المحليين، واستطاعوا هزيمة الشلالي في قدير، ومن ثم التحرك من قدير ومثلث تالودي عبر جبل الداير ومعركة شيكان وانتصار المهدية وتحرير الخرطوم وإنشاء دولة السودان الأولى، عطفاً على   مساهمة الأبطال الزاكي طمل، وحمدان أبو عنجة .

“١٧” ثورة

وأضاف المصدر المساهمة الثانية كانت في العام ١٩١٧م بقيام أكثر من “١٧” ثورة، في جبال النوبة ضد الاستعمار الإنجليزي وأشهرها ثورة الميراوي، والسلطان عجبنا، وثورة جلد، عطفاً  لمجهودات قوة دفاع السودان أغلب عناصرها من جنوب كردفان بمختلف مكوناتهم .

رفع العلم

وأكد التنفيذي السابق أن من رفع علم السودان يوم الاستقلال هو “النور أنجلو” من قبيلة “المندل” بجنوب كردفان وتسكن أسرته الآن بالقضارف، وأضاف “الجندي المجهول” الذي جاء في الكتب من جنوب كردفان وهو “حمودة مكين شطة”، وتابع ٨٠٪ من قوة دفاع السودان كانوا من جبال النوبة بسحناتهم المتنوعة واختلاف القبائل والأعراق.

وحدة وجدان

أكد مك كادقلي محمد رحال، أن مجتمع جنوب كردفان متوحِّد ولا يحتاج لاستفتاء لتقرير المصير، وأردف السودان حقنا ويجمع الجميع وحدة الوجدان ولغة واحدة .

تظل مساهمة جنوب كردفان فاعلة في كل المواقف والنواحي والمجالات، وقدَّمت الكثير للسودان، وهي المحتاجة أن يقدِّم لها السودان تحقيق الأمن والسلام والاستقرار ليتحقق الاستقلال الحقيقي باستغلال خيرات وموارد الولاية لتنهض بنفسها وجهد أبنائها .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى