محيي الدين شجر يكتب: قصة مستشفى لسرطان الأطفال (قَتَلَتْهُ) لجنة إزالة التّمكين (1)

في الهواء الطلق

محيي الدين شجر

قصة مستشفى لسرطان الأطفال (قَتَلَتْهُ) لجنة إزالة التّمكين (1)

إخفاقٌ كبيرٌ صاحب قرار لجنة إزالة التمكين فيما يتعلق بمصادرتها لبعض الجمعيات والمنظمات الطوعية، تلك التي كانت تقوم بعمل كبير يهم كل الشعب السوداني، فقط لأنها كانت تُدار بواسطة شخصيات لها علاقة بنظام الإنقاذ البائد!
ومن تلك المشاريع التي قتلتها لجنة إزالة التمكين مع سبق الإصرار والترصُّد، مشروع مستشفى علاج سرطان الأطفال بالمجان (7979)، والذي كان في مراحله النهائية، حسب متابعتي اللصيقة للمشروع الذي كنت واحداً من المُتطوِّعين فيه، غير أن لجنة إزالة التمكين رفضت كل محاولاتنا لإعادة العمل في المشروع مرةً أخرى، بحجة أنه كان من بنات أفكار جمعية بت البلد الخيرية الجمعية التي تضم نساءً من ضباط القوات المسلحة.. رغم أن المشروع كان يُدار عبر إدارة منفصلة تماماً عن جمعية بت البلد الخيرية صاحبة الفكرة الرائعة والتي كان من المأمول بعد أن تصبح مستشفىً، أن تعمل على حل كثير من معاناة أطفال السرطان في السودان.
بعد صدور قرار مصادرة أموال المستشفى والتي كانت تبلغ وقتها في عام 2019 نحو سبعة عشر مليار جنيه، و(همبتة) عربات المستشفى من قِبل وزارة الصحة، التقيت بالأستاذ وجدي صالح مقرر لجنة إزالة التمكين لأكثر من مرة وأخبرته أن مشروع قيام مستشفى لعلاج سرطان الأطفال في السودان بالمجان مشروعٌ حيويٌّ، وهو منفصلٌ تماماً عن جمعية بت البلد الخيرية، وحتى أمواله كانت في حساب بالمستشفى، ومصلحة السودان تقتضي أن يفك حظره ليعاود نشاطه، فرد قائلاً إنّ المشروع يتبع لجمعية بت البلد الخيرية وهي مُتورِّطة في قضايا كثيرة واستلمت أموالاً ضخمة من جهات كثيرة وعليكم أن تقوموا بإنشاء منظمة أخرى لتواصلوا العمل في المستشفى، وفعلاً قمنا بتأسيس منظمة تحمل اسم المستشفى (المستشفى السوداني لعلاج سرطان الأطفال 7979)، لكنهم لم يسمحوا لنا بمعاودة العمل في المشروع الكبير، وكنا قد التقينا الأمين العام لمفوضية العون الإنساني، وحاول إجبارنا بالعمل مع منظمة أخرى كشرط لفك حظر أموال المستشفى لكننا رفضنا.
بعدها، التقى المرحوم حيدر خير الله وكان من الفاعلين في المستشفى، وجدي صالح أكثر من مرة، كما التقى عضو المجلس السيادي ياسر العطا، لكن كل مُحاولاته باءت بالفشل حتى توفاه الله مؤخراً قبل أن يرى المستشفى النور.
لم نكن مُنتسبين للمؤتمر الوطني، بل كل إدارة المستشفى لا علاقة لها بالمؤتمر الوطني، وكان المدير العام هو لواء معاش الطاهر عبد الله وكان في الإعلام المرحوم حيدر خير الله، ومعروفٌ انتماؤه ومعروفٌ نضاله ضد المؤتمر الوطني والمُعتقلات التي دخلها بسبب معارضته للإنقاذ.
وكانت هنالك الأستاذة أماني أبو فطين وهي عضو أساسي في شبكة الصحفيين التي كانت تعارض الإنقاذ، بخلاف الأستاذ عماد عطيوي ولا علاقة له بالمؤتمر الوطني،
وفي بدايات المشروع كان يتولاه أحمد الشيخ غير المنتمي للمؤتمر الوطني، وحسابات المستشفى كان يُديرها رجلٌ من القوات المسلحة يُدّعى محمد آدم.
وما يُحمد لجمعية بت البلد الخيرية أنها لم تفرض أيّاً من كوادر المؤتمر الوطني على إدارة المستشفى، بل حرم ابن نافع علي نافع من الدخول للمشروع.!
ونواصل،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى