د. عبد الله فتحي يكتب :أرض السودان .. تخرج أثقالها

31يناير2022م

 

رشفة أولى :

 

الصمغ العربي . اللحوم الحية . السمسم . الذهب . الدخن . الفول السوداني. القطن غير منزوع البذرة . الكركدى . القنقليز . الدوم. الجلود . فول الصويا . عباد الشمس . العرديب . سكر كنانة . الإبل والأبقار والضأن الحي.

بل حتى (الحنظل السوداني) هو اجود انواع الحنظل المستخدم كمكون أساسي في مستحضرات التجميل العالمية الفخمة.. كل هذه الخيرات لم نستشعر قيمتها إلا بعد أن كشفت لنا الأحداث عن عمليات التخريب والتهريب الدولي لهذه الخيرات (برا وبحرا وجوا).

السودانيون في الخارج يتسامرون في قروبات الواتساب والفيس بوك كيف أن منتجات السودان تباع في مدن العالم بأسعار غالية وكميات بسيطة وإعلان ترويجي جاذب (بدرة القنقليز – الغذاء والدواء في منتج واحد).

 

رشفة ثانية:

 

تقارير مراكز الأبحاث الجيولوجية العالمية عن المعادن في السودان جعلت الشركات الأوروبية المتخصصة في التعدين تلهث في البحث عن مداخل الاستثمار في السودان للاستفادة من ثرواته المعدنية المهولة التي لا تستثني معدناً من المعادن والتي تعتبر مصدر قوة استراتيجية ووزناً اقتصادياً للدول التي تمتلك مخزونا استراتيجيا لواحد منها مثل (المنجنيز . اليورانيوم. الزنك. الرخام. الرمال البيضاء (السيليكون). النحاس. الذهب. المعادن الصناعية وغيرها).

كل هذه الثروات والموارد والكنوز والطيبات ستتحول إلى (نقمة) إن لم نفق من غيبوبة الصراع والنزاع الهزلي حول كرسي السلطة ونستخدم هذه (النعمة)، وهناك مجموعة من الدول تراقب عن كثب وتُحاول أن تستحوذ على نسبة (مجاناً – باللعب على المواقف السياسية التي ترقى إلى جريمة الخيانة الوطنية) من هذه الموارد السودانية النادرة السائبة وأهلها في غيبوبة.

وخطوات التحول إلى (نقمة) قد بدأت ونحن نستشعر مخالب العمل الاستخباري العالمي تنشب أظفارها في جسد السودان وهي تبتسم لأطراف النزاع السوداني وتحرضهم على التصعيد المتسارع والمواقف المتعنتة وعدم الاتفاق على رؤية موحدة حتى يتهاوى جسد السودان مُثخناً بالجراح بأيدي بنيه، وحينها يكون الخنق والذبح وتكالب الذئاب على الفريسة الثمينة.

 

رشفة أخيرة:

 

حتى لا يضيع السودان .. على السودانيين أن يتفقوا عاجلاً على صيغة حكم دستورية بالتراضي تفضي إلى حكم مدني بفترة زمنية محددة .. وينتهي الكلام في السياسة.

تسرب الموارد السودانية إلى الخارج ينبغي أن يكون جند النقاش الأول بين كل سوداني وسوداني.. عسكري ومدني.. سياسي وسياسي.. كوز وقحاتي.. أدروب ونوباوي.. لأن التحكم في هذه الموارد الضخمة وتوجيهها نحو خزينة الدولة، يحفظ كيان الدولة السودانية من مخاطر الافتراس ويفتح بوابة الخروج من ضيق الأزمة الاقتصادية الطاحنة غير المبررة.. إلى فضاءات دولة اقتصادية عظمى.. و.. معاكم سلامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى