(النزع) في النيل الأزرق

 

الأستاذ الصحفي جعفر باعو..

تحياتي

أرجو كريم تفضلكم بغفساح المجال للنشر بزاويتكم المقروءة بـ(الصيحة) الغراء، تعقيبًا على مقالكم المنشور في العدد ١٩٢١ بتاريخ ٢٨/٢/٢٠٢٠م تحت العنوان (باب جديد).

في المبتدأ يجدر بي أن أعرب عن موافقتي لك في جل ما ورد في ثنايا مادتكم القيمة والتي ذكرت في افتتاحها أن ( السودان سلة غذاء العالم) وهو أمر متواطأ عليه، وأن (المستعمر قد ترك صراعاً جديداً في جنوب كرفان والنيل الأزرق وقبلهما دارفور…) مما يجلعنا نحاذر من هذا المورد ! ويلزم أن أرسل من هنا وبهذه المناسبة رسالة لمن يهمه الأمر من ولاة الأمر، فحواها: أن السودان بشرقه وغربه، جنوبه وشماله والوسط، متاح بحكم الدستور والعرف والقانون لكل سوداني التملك والاستثمار فيه، وقد رسخت الوثيقة الدستورية هذا الحق وركزته ثورة ديسمبر بأدبياتها التي عبرت عن كل نواحي البلاد بلا قبلية ولا جهوية،  ولا ينبغي أن يزايد على ذلك أحد، أياً كان حاكماً أو محكوماً ولا يجوز أن يمنع أي سوداني من ان يتمتع ويتنعم بخيرات بلاده من أقصاها إلى أقصاها، تحت مقولة: (كل أجزائه لنا وطن ) .

بالعودة للعنوان أعلاه فإنني وجل مواطني الولاية نشارككم (الدهشة والتي تتملك) وأنت تطالع قرار والي الولاية المكلف اللواء يسين إبراهيم والذي جاء بنزع مشاريع زراعية في الوادي الأخضر والتكامل في ما يزيد على التسعين ألف فدان كلها تخضر بالمحصول الوفير لصالح المواطن وتعشوشب بالمرعى الشاسع المثمر لرعاية الثروة الحيوانية وتدعم مواطن الولاية خاصة والبلاد عامة بخير وفير.

كما ذكرت -لله درك- عدم منطقية (نزع أراضٍ يزرعها المزارع  وتنتج سنوياً محاصيل تخدم الاقتصاد القومي)، فمن غير المنطقي ذلك، ولم تُنادِ الوثيقة الدستوريه بأخذ الحقوق ونزع أراضٍ لم يكتمل أمد تعاقداتها ولم تستوف التزاماتها، فهذه المشاريع لها وعليها واجبات وحقوق تؤدي في مدتها التي لم تنقض، فلست أدري كيف تماشى قرار النزع مع هذه الحقوق؟! ولا كيف تماهى مع شعار الثورة (حريه سلام وعدالة)؟!.

يحمد لتنسيقية قوى إعلان الحرية والتغيير بالولاية وقوفها في صف المزارع صاحب الحق وهو يواجه قرار النزع وأنها عبرت في مذكرتها عن اعتراضها على هذا القرار بحسبان أن القرار المذكور لم يراع المصلحة العامة ويعد خرقاً للوثيقة الدستورية والتنسيقية – عل حد قول المذكرة، والتنسيقية إذ تورد ذلك تخشى تأجيج الصراعات في المنطقة وتسعى لتطبيق شعارات الثورة والتي رفعت شعار العدالة عالياً .

تجدني أنادي معك بالصوت العالي (كان الأوجب على السيد الوالي أن يشجع … للاستفاده من الأراضي البور وليس نزع أراضٍ أنتجت…!ا) فقولك هذا لعمرك هو الإنصاف والعقل.

يجدر أن أشد على أيديكم مثمناً دور الإعلام- في ظل العهد الجديد- في عكس الواقع ونصح ولاة الأمر والذين عليهم أن يسمعوا النصح ويهتموا بالطرح مما يمكن إشاعة الحق وإعمال الإنصاف، ذلك فإن الأمر يتطلب تدخل المجلس السيادي ورئيس الوزراء لصالح خيار الحرية والتغيير والتي تصدت مذكراتها للمدافعة عن حق المزارعين.

مع تقديري

حمد محمد محمود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى