التقديم الإلكتروني للجامعات.. مُشكلات في ظروف استثنائية

الخرطوم: إبتسام حسن

يأتي التقديم للجامعات لهذا العام في ظروفٍ استثنائيةٍ، سياسية مرّت بها البلاد، أجبرت إدارات الجامعات على تعليق الدراسة بالجامعات، الأمر الذي أدى إلى تأخير الدراسة وتخوف الطلاب المُتقدِّمين للالتحاق بالجامعات لهذا العام وأُسرهم من مصير استيعابهم بالجامعات، سيما وأن هناك دفعات في المرحلة الأولى لم تكمل عامها حتى تقديم خريجي مرحلة التعليم العام لهذا العام، وبما أن الظروف الأمنية التي مَرّت بها البلاد اتّخذتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ذريعةً لإغلاق الجامعات، مُعتبرةً أنّ خطوة إغلاق الجامعات بهدف حرص الوزارة على أمن الطلاب وحياتهم.

لكن يبدو أنّ الوزارة حسب حديث ناطقها الرسمي عزالدين بيلو، رأت قبل أيّامٍ مَضَت أن الأسباب التي أغلقت بسببها الجامعات أبوابها قد زالت، الأمر الذي حدا بمؤسسات التعليم العالي بفتح أبوابها ليكمل أولئك الطلاب مسيرتهم الأكاديمية، حَيث إنّ مُعظم مُؤسّسات التعليم العالي الأهلية والخَاصّة استمرت فيها الدراسة لأكثر من شهرٍ، وطمأنت الوزارة على لسان ناطقها بأنّ الجامعات قادرةٌ لاستيعاب الدفع الجديدة من الطلاب، سَيما أنّ هُناك من الطلاب مَن هُم في مَرحلة الامتحانات النهائية، إذ أنّه حتى الجامعات الحكومية في الولايات، الكثير منها فتح أبوابه بعد هدوء الأحوال.

وتوقّع بيلو في حديثه لـ(الصيحة) بأن غالبية الجامعات قبل بداية التسجيل للطلاب الجُدد ستكون قد أكملت الامتحانات للطلاب القُدامى أو دخلت في مرحلتها، حيث إنّ غالبية الجامعات تبدأ إجراءات الدراسة لطلاب السنة الأولى في أكتوبر أو نوفمبر، وأكّد بيلو على ضرورة استقرار العام الدراسي بالجامعات، لأنها أصبحت مهوى أفئدة لكثير من الطلاب الأجانب، حيث يقارب عدد المنخرطين منهم في الدراسة بالجامعات السودانية في العاصمة والولايات 30 ألف طالب.

غير أن عدداً من أساتذة الجمعات أكّدوا في وقتٍ سابق لـ(الصيحة) أنّ عدداً كبيراً من الطلاب الأجانب قاموا بسحب أوراقهم من الجامعات السودانية بسبب تعليق الدراسة بها.

دَلِيلٌ مُزيّفٌ

يبدو أن مُعاناة الطلاب المُتقدِّمين لمُؤسّسات التعليم العالي لم تنحصر في تعليق الدراسة بالجامعات، بل كانت هناك مَحاذير أخرى مثل إصدار دليلٍ مُزيّفٍ للتّقديم للجَامعات، وهذا الدليل ظَلّ يَصدر لسنين عددا ويَقع تَحت طائلة زيفه عديد من الطُّلاب الذين لا يَعلمون بأنّ التقديم أضحى إلكترونياً.

وهذا العام كانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حذّرت عَبر تَعميمٍ صحفي من الوقوع تَحت بَرَاثن ذلك الدليل المُزيّف، وأكدت أنّ هناك بعض ضعاف النفوس درجوا على استغفال الطلاب بنشر دَليلٍ مُزيّفٍ للقبول على مُستوى البكالوريوس والدبلوم التقني، بل إنّ أولئك أحياناً تكون لديهم نسخٌ قديمة من الدليل فيقومون بتغيير التاريخ فقط والادّعاء بأنه الدليل الجديد الذي أصدرته الوزارة ودرجت الوزارة سنوياً بتنبيه الطلاب وأُسرهم، بأنّ عليهم الرجوع دائماً للموقع الإلكتروني للتقديم واستقاء المعلومات الصّحيحة منه فقط.

وأوضَح النّاطق الرّسمي باسم الوزارة لـ(الصيحة) أنّ وَزارته نَوّهَت الطُّلاب وأُسرهم بأنّ الوزارة أوقفت إصدار الدّليل الورقي مُنذ بدء التقديم الإلكتروني في العام 2014، وقال إنّ الوزارة لاحظت أنّ هناك جهات تقوم بطباعة الدليل الإلكتروني الذي تنشره الوزارة بموقع التقديم وتبيعه للطلاب وأُسرهم على أساس أنّه صَادِرٌ مِنَ الوزارة، وقَالَ بيلو: نَحن مِن جهتنا نُحَذِّر الطلاب دَوماً بأنّنا لا نَطبع دليلاً ورقياً، وإنّ الجهات الأمنية تقوم برصد هؤلاء المُزيّفين وإيقافهم.

سلبيات وإيجابيات

منذ أن أصدرت الدكتورة سمية أبو كشوة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، رئيسة المجلس القومي للتعليم العالي والبحث العلمي السابقة اعتباراً من العام 2014م، قراراً بأن يكون التقديم إلكترونياً، نزل قرار تطبيق نظام التقديم الإلكتروني لمُؤسّسات التعليم العالي موقع التنفيذ، والذي عَمدَ للاستفادة من وسائل التكنولوجيا المُتاحة في الحياة العامة وربطها بإجراءات ونُظُم العمل المُختلفة، وكَانَ غَرَضَ الوزارة من التقديم الإلكتروني أن تُتاح للطلاب وأُسرهم فُرصة التّقديم من أماكنهم، كما أنّ الدليل الإلكتروني وَفّرَ لخزينة الدولة كثيراً من الأموال التي كَانَت تَذهب الى طباعة كتاب الدليل، كَما أنّه وَفّرَ على المُوظّفين إدخال البيانات والرغبات التي كان الطلاب يكتبونها في الاستمارة، وهذا عمل على الإسراع بإعلان النتيجة، غير أنّ هناك بعض الطلاب لا يَملكون أجهزة ذكية تُتيح لهم التقديم من منازلهم، وهذا يَحتم على وزارة التعليم العالي إيجاد بدائل، فدرجت الوزارة عبر مُؤسّساتها حسب بيلو على توفير أكثر من (200) مركز للتقديم مُنتشرة في ولايات السودان المُختلفة بمُؤسّسات التّعليم العالي الحكوميّة والأهليّة والخاصّة، ويضيف بيلو أنّ الوزارة أتَاحَت للطُلاب من خارج السودان عبر موقع الإدارة العامة للقبول، دُون أن توفد لهم مناديب أو تترك لهم الفرصة في شَدّ الرحال الى السودان للتقديم عبر مراكزه التي كانت محدودة بعواصم الولايات فقط، وافتتحت الوزارة مركز الاستجابة والدعم لاستقبال مكالمات الطلاب واستفساراتهم عبر الاتصال بالرقم الموحد 2511 من جميع شركات الاتصال على مدار الـ24 ساعة في اليوم وطيلة أيام الأسبوع، ونفى بيلو وجود أيّة سلبيات للنظام، مؤكداً أنّ وزارته لم تُواجه أيّة مُشكلة طيلة السنوات الخمس الماضية، ولم يشتكِ أي من الطلاب الذين تعاملوا مع النظام من إشكالات، مُشيراً إلى أن النظام وجد الإشادة والقُبُول من جهات أخرى قامت بتنفيذه في مُؤسّساتها.

شَكَاوى

اشتكى عَدَدٌ من الطلاب الذين استطلعتهم (الصيحة) بأنّ النبوك تأخذ عُمُولة بَاهظةً إذا قِيست بكمية الطلاب المُتقدِّمين، إذ أن عدداً من البنوك تَتَحَصّل قيمة (10) جنيهات من كل طالب، إضَافَةً إلى قيمة الاستمارة المُحَدّدة من قِبل الوزارة بـ(50) جنيهاً، وأكّد مُدير إدارة المعلومات بالوزارة د. الوليد المبارك في حَديثه لـ(الصيحة) أنّ الـ(10) جنيهات تُعتبر عُمُولة بنك، وأنّ وزارتها غير مَسؤولة منها، وذهب إلى أنّ وزارته أيضاً غير مسؤولة من قيمة الاستمارة التي تُحَصّل بواسطة وزارة المالية، مُؤكِّداً أنّ نظام التقديم الإلكتروني لا تشوبه أيّة مُشكلة بدليل العدد المتقدم للقبول من الطلاب حتى صباح أمس قبل إغلاق التقديم بيومين بلغ (163) ألف طالب من العدد المُستهدف البالغ (191) ألف طالب.. ووجّه الطلاب عدداً من الشكاوى من ضمنها، إنّ البنوك تغلق أبوابها في تمام الساعة الثانية ظهراً واعتبروه وقتاً غير كافٍ للتقديم، كما تقدموا بشكاوى من أنّ الاستمارات غير مُتوفِّرة في المواقع المُعلن عنها، غير أنّ الوزارة رأت بأن هناك بدائل بحيث يَتمكّن الطالب بالتقديم في موقعه ودفع قيمة الاستمارة عبر تَطبيق بنكك مثلاً أو عبر الصرّاف الآلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى