خريف الثورة

*النصيحة التي تخرج من أفواه الآباء دوماً لأبنائهم حتى يحصلوا نتيجة ممتازة في نهاية العام الدارسي هي “قراءة درس اليوم باليوم”، وهكذا يصرح أوائل شهادة الأساس والثانوي بأنهم كانوا يراجعون دروسهم يوماً بيوم.

*القراءة نهاية العام الدارسي ومع اقتراب الامتحانات لا تجدي للطالب شيئاً وبالتالي تحصيله يكون ضعيفاً، ونظرية درس اليوم باليوم هي الأجدي ليس لتلاميذ المدارس فقط، وإنما في كل ضروب الحياة إن عالجتَ الأمر وهو في بداياته من المؤكد أن تصيب النجاح.

*مثله ومثل داء العصر “السرطان” إن اكتشفته مبكراً وعالجته سيكتب الله لك الشفاء، ولكن للأسف جل الحكومات التي حكمت السودان لا تؤمن بقصة “درس اليوم باليوم”.

*كل شيء في دولاب العمل يؤجل إلى خواتيمه لذا نجد السودان يتراجع إلى الخلف كثيراً منذ أن خرج الإنجليز من بلادنا وحتى الآن.

*والطرفة الثابتة في كل عام عند فصل الخريف ويطلقها المواطنون بعد أن تمتلئ الشوارع بمياه الأمطار هي “أن الخريف فاجأ الحكومة ولم تستعد له”.

*وفي هذا العام تحولت الطرفة أن الخريف جاء ولم يجد حكومة ليُفاجئها، فكانت الأمطار حتى الآن في الخرطوم أشبه بالإنذار المبكر لخريف قوي حيث كانت خفيفة بعض الشيء في الأسبوع الماضي.

*قبل أيام عديدة قابلت مدير هيئة الطرق والجسور بالخرطوم المهندس الصافي أحمد آدم، وقلت له إن الخرطوم عند كل خريف تعاني من سوء تصريف المياه وإغلاق للمصارف الكبيرة مما يسبب الكثير من الأضرار للطرق والأمراض للإنسان، اتفق معي الصافي فيما قلته، ولكنه ذكر لي نقطة مهمة جداً أسهمت في إغلاق تلك المصارف في الأحياء وقلب الخرطوم حيث قال لي إن الكثير من المصارف أغلقت بالأوساخ وبعضها بمخلفات المباني.

*هيئة الطرق والجسور وضعت خطة محكمة في هذا العام لانشاء العديد من المصارف وفتح التي أغلقت لتصبح بنى تحتية قوية للخرطوم مما يسهم في حل الاختناقات وسوء التصريف أثناء فصل الخريف.

*الصافي وضح لنا عملاً كبيراً قامت به الهيئة في نظافة وتطهير المصارف وتشييد أخرى في منطقة بحري حيث مصرف البحوث والإنقاذ، وفتح مصرف مصب شمبات مما سيكون له الأثر الواضح في خريف هذا العام.

*حسناً، نتفاءل خيرًا بخريف هذا العام خاصة وأنه يأتي في وضع جديد على السودان وربما حكومة جديدة “قريباً”، ونرجو الله أن يكون في ثورة ديسمبر كل الخير لأهل السودان خاصة عاصمته التي تعاني سنوياً في فصل الخريف حتى أصبح أهلها يخشون هطول الأمطار لما تسببه من ازدحام وتراكم الأوساخ وتوالد البعوض في المصارف المغلقة بالأوساخ والأتربة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى