شرق دارفور : عديلة.. الحرائق مآسٍ تتجدَّد

 

تقرير: أبوبكر الصندلي

أصبحت الحرائق في شرق دارفور واحدة من القضايا المزعجة والمؤرقة للمجتمع،  وهذا أرجعه خبراء لعدد من الأسباب: أولها ضعف البُنى التحتية للدفاع المدني بشرق دارفور على مستوى حاضرة الولاية ومحلياتها .

وخلال الأيام الماضية شهدت محلية عديلة حرائق كبَّدت المواطنين خسائر مقدَّرة في الممتلكات، وطالب المواطنون السلطات الرسمية بتوفير عربة إطفاء إضافية وتدريب الكوادر العاملة في الدفاع المدني بالمحلية، بجانب إعطاء حكومة المحلية اهتمام رسمي بدعم برامج نمط السكن البلدي بهدف تقليل الحرائق.

وقال المدير التنفيذي لمحلية عديلة الدكتور نور الدائم البشري، يمكن أن يسهم ديوان الزكاة بدعم المواطنين بالأسمنت بهدف صناعة الطوب البلوك من أجل السكن الآمن،  ونحن عندنا جهد حكومي ببناء الإستاد بالطوب على رؤية الحكومة المحلية حول قضايا الحرائق التي أصبحت تمثل خطراً على مجتمع المحلية .حسب المعلومات الأوليه أن سنوياً تقضي الحرائق على أكثر من “٣٠” منزلاً بالحلية.

قال مفوَّض العون الإنساني بمحلية عديلة السابق محمد إبراهيم موسى، فيما يتعلق بالعمل الإنساني معروف أن المحلية يقلب على مبانيها البناء الريفي “القشي” الأمر الذي يشكِّل هاجساً كبيراً في ازدياد الحرائق خلال الأيام الماضية شهدت المحلية حريقاً، حيث قامت المفوَّضية بحصر المتضررين ورفعهم في شكل كشوفات، حيث وصلت مواد  سيتم توزيعها عبارة عن مواد إيواء مشمعات وبطاطين ونواميس ومعدات مياه وأدوات طباخه، وتقدم بالشكر لكافة الجهات المختصة، وقال: إن المفوَّضية ستكون حاضرة من خلال تقديم العون الإنساني ويمثل التدخل في الحرائق.

في ذات الشأن استمعت (الصيحة) لوجهات نظر المواطنين، حيث قال المواطن محمد ضوالنور: إن الحرائق أصبحت من القضايا المزعجة والمؤرقة جداً للأهالي، والمؤسف أن معظم المباني مشيَّدة من المواد المحلية، وهذا يمثل سبباً في استمرار الحرائق، وقال: إن هنالك تقصيراً كبيراً من قبل سلطات الدفاع المدني، وتابع قائلاً: دفاع بلا إمكانيات، وكل محلية عديلة بها عربة مطافي واحدة، لبلد مترامية، وللأسف حتى العربة المتوفرة متعطلة لأسباب بسيطة جداً وهي تتمثل في عدم توفر “البطارية ” وهذه أسباب غير مقنعة نهائياً ونحمِّل المسؤولين في محلية عديلة المسؤولية كاملة، وقال: إن الكوادر  العاملة في الدفاع المدني غير مدرَّبة بشكل جيِّد في عملية الإطفاء، وناشد السلطات الرسمية بالتدخل لحماية ممتلكات المواطنين وقدَّم ضور النور، نصائح للأسر بأخذ الحيطة والحذر من خلال توفير الحماية الداخلية بالمطبخ “كدرقة طوب-زنك” أو غير من المتاح لحماية الأسر من الحرائق وصد الأهوئة، وقال المواطن عوض محمد: إن على المواطنين بالمنطقة التحوُّل من نمط السكن التقليدي إلى المباني الثابتة التي تمثل أهمية قصوى لمكافة الحرائق، وقال: إن المواطن يمتلك الإمكانية التي تساعده بشكل أو بآخر  لوضع أفضل، وناشد المواطنين باتباع طرق تشييد تلبي تطور المدينة، وناشد شركات البترول بالتدخل بتوفير بعض مواد البناء الثابت للحد من انتشار الحرائق التي ظلت تتكرر سنوياً. بينما استنطقت الصيحفة- الإعلامي الصادق علي بشار، الذي عبَّر قائلاً: كوارث الحرائق هي عملية متجددة تشهدها عديلة في كل موسم بصورة ثابتة وما يزيد من حجم الخسائر وفداحتها أن معظم المنازل مشيَّدة بالمواد المحلية (القش ومشتقاته).

في كل موسم تتضرر مئات الأسر وتفقد منازلها ومتاعها ومحصولها قد يضيع حصاد الزرع وتعب موسم كامل من الكد والتعب والمرض في لحظة، فبالتالي التعايش معها أصبح أمراً لامفر منه يجب على المواطن أن يكون أكثر حذراً، فمثلاً عدم تخزين المحاصيل في المنازل والاحتفاظ بالمجوهرات وما شابه في مكان آمن بعيد عن الحرائق، كذلك المستندات وكل المقتنيات ذات القيمة التي يصعب استخراجها مرة أخرى بالإضافة إلى التوعية لربات المنازل في التعامل بحذر مع النيران وعدم ترك الأطفال دون رغيب .

أما من جانب الدفاع المدني دوره يجب أن يكون أكثر فعالية في التعامل مع السيطرة على الحريق في الوصول المبكِّر إلى التعامل السليم ليحد من الأضرار، كما نناشد منظمات المجتمع المدني ومفوَّضيات العون الإنساني بضرورة الوقوف مع منكوبي الحرائق وتقديم العون لهم قدر المستطاع، لأن الحريق لا يبقى شيئاً في حال نشوبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى