جنوب دارفور.. التعليم بمنطقة كفيه قنجى.. واقع مرير ومأساة تتحدث عن نفسها

 

تقرير: حسن حامد   9مارس2022م 

منطقة كفية قنجى الحدودية مع دولة جنوب السودان والتي تتبع إدارياً لمحلية الردوم بولاية جنوب دارفور، يواجه الأهالي فيها معاناة كبيرة بفقدهم للخدمات بكافة مستوياتها من صحة وتعليم ومياه ملوثة وفاقم أوضاعها التدفقات الكبيرة للمعدنين الذين قدموا من شتى المواقع للبحث عن معدن الذهب النفيس وسط مخاطر جمة لم تتوفر فيها أدنى مقومات السلامة المهنية، وقاد ذلك الى ظهور العديد من الأمراض، بجانب تعقيدات أمنية بنشاط عصابات النهب المسلح ببعض الطرق المؤدية إلى خطوط المناجم.

 

وفى إحدى زيارات الصحيفة للمنطقة وقفت بأم عينها على مستوى الانسجام بين الجيش والمواطنين عقب تعرض قوة من الشرطة لإطلاق نار كثيف من قبل عصابات مسلحة بطريق منجم ضرابة للتعدين الأهلي الأسابيع الماضية، وكيفية تعاون المواطن مع القوات الأمنية ومساهمة بعضهم بوسائلهم الحركية الخاصة للقوات الأمنية من أجل ملاحقة الجناة.

واقعٌ قاسٍ

الواقع المأساوي لحالة التعليم المتردية بمنطقة كفيه قنجى يظهر بوضوح في مدرستها الوحيدة التي تأسست في الثمانينيات التي  مازال تلاميذها يفترشون الأرض ويواجهون أشد أنواع المعاناة في الشتاء والخريف. وحتى المعلمين يقاسمون تلاميذهم الهم في اتخاذ راكوبة قشية كمكتب لهم تنعدم فيها كل معينات التدريس والبيئة الملائمة التى تمكن الأستاذ من أداء رسالته.

جولة داخل المدرسة

الصحيفة سجلت زيارة لمدرسة كفيه الابتدائية ووقفت على الراهن بها عن قرب وصور البؤس ترتسم في جباه تلاميذها الذين تتسخ ملابسهم نتيجة للجلوس على الأرض، في ظل غياب تام لإدارة التعليم بمحلية الردوم وحتى وزارة التربية والتوجيه بالولاية عن اتخاذ خطوات عملية لمعالجة هذا الواقع والموجود في المئات من المدارس المماثلة لمدرسة كفيه في عدد من محليات الولاية، وظلت سلطات التعليم بالولاية ولسنوات خلت تطلق التصريحات الإعلامية بخُطتها لمُحاربة الفصول القشية ولكن من يُغادر مدينة نيالا حاضرة الولاية إلى أي من قرى بقية المحليات يجد الواقع المرير عن حال التعليم وتردي بيئة المدارس المشيدة بالقش.

هذه حالنا

جلست (الصيحة) مع معلمي مدرسة كفيه الابتدائية داخل مكتبهم المتواضع وهو عبارة عن راكوبة تجدد بنهاية خريف كل عام عقب الحصاد مع الفصول لتغيير مادة البناء. في العام ١٩٨٦م تأسست هذه المدرسة بالجهد الشعبي وظلت بهذا الوضع حتى يومنا هذا، حيث يوجد بها الآن (٢٨٢) تلميذا وتلميذة موزعين على خمسة فصول قشية لم يوجد بها ولا مقعد واحد للإجلاس، كذلك بهذه المدرسة (٧) معلمين، اثنان فقط معينان بوزارة التربية والتوجيه بين هؤلاء حملة الشهادة الجامعية ظلوا يرفعون المطالب عبر مكتب تعليم الردوم لتعيينهم حسب ما قاله عدد من المعلمين المتطوعين، إلا أن مطالبهم تذهب أدراج الرياح، وإنهم يعتمدون على ما يجود لهم به أولياء الأمور من حوافز ضعيفة.

واقع مرير

وفي مكتب المعلمين المتواضع، توجد تربيزتان فقط مقابل سبعة معلمين، ولا يوجد دولاب واحد لحفظ الكتب أو بقية معينات التدريس إن وجدت. وشكا المعلمون بالمدرسة من نقص الكتاب المدرسي والأثاثات، عَلاوةً على مشكلة عدم توظيف الذين يعملون بالتطوع. وأشار بعضهم إلى أن افتراش التلاميذ والتلميذات الأرض بهذه الفصول القشية مُشكلة ظلت تؤرقهم كمعلمين، مُناشدين السلطات المختصة والمنظمات العاملة في حقل التعليم بتغيير هذا الواقع المأساوي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى