ياسر زين العابدين المحامي يكتب : لا تصدِّقوهم كلهم منافقون

15 نوفمبر 2022م
رغم القبضة الأمنية عبرت الثورة…
لم تجف الدموع، وبدت نذر كل شيء…
إعلامهم رسم واقعاً لم يتمنّاه الناس…
الإعلام صناعة ترسم الأحداث، تصنع
من كل شيء صورة…
فتكاد تكون طبق الأصل، والأصل ما
(ببقى) صورة…
روّجوا للشعارات، زيّفوها ببراعة، بدت
رائعة…
خلقوا حالة ذهنية، نفذوها بذكاءٍ…
تمدّد النفاق حتى بغرف النوم هناك..
صار الشعور العام، ما حدث يقود لبناء
الدولة…
تلاشت شعارات، طغى الندم على الثوار….
ما حدث لا يمثلهم، واستوت الخطة….
فخبا وهج الثورة كفروا بها…
الإعلام نفّذ الخُطة، عاد البعض بالباب
الموارب..
صراخ. لا تسرقوها لكنها سرقت بفهم…
ذهبوا بالحافلة كنايةً على التواضع
لأداء القسم…
والتاريخ حفل بالمُثير الكثير الخطر…
الشعوب تتّعظ، تتعلّم من أحداثه…
بتفكير جمعي بعقل، بقلب مفتوح…
تقرأ الأحداث بسياقاتها، تعيها بفهم…
بعض المَشَاهِد تكرّرت بالكربون…
والثورة ضائعة، مَن يحميها، قلناها…
مَن ليس بقلبه نزق، وغرض، وهوى…
مَن خرج لأجل شعاراتها بإيمان…
مَن يرفض جرح خاطر الوطن..
مَن لا يمضي بتنفيذ ثأراته الذاتية…
من يتجرّد من أجندة ذاتية مُوغلة…
ومن لا يكذب ولا يُنافق ولا يُداهن…
ومن وهب نفسه للحقيقة لا الزيف…
واستمر الإعلام برسم واقع قمئ…
جهة تحت الأقبية رسمت كل شيء…
زرعت اليأس، الرُّعب، والندم….
روّجت، المطالب، لا تستحق ما حدث….
رسخوا الحقيقة المُزيّفة، الثوار دميّ
حركتها خيوط المصالح….
إحسان الظن بزماننا قِمّة الغباء….
استغلوا إيمانهم العقدي لأجندةٍ خفيّةٍ
فالمُؤامرات تُدار بمُنتهى الذكاء…
بالإعلام جبهات مَضت لوأد الثورة…
بالتّضليل، والزيف، وبتغيير الوقائع…
صدّقناهم، الثورة حادت عن مبادئها….
فعلوا كل شيء لإكمال المسرحية…
حرّكوا البيادق بدقة مُذهلة…
طاردوا السراب، فقبضوا الريح…
الإعلام رسم لوحة سريالية بدقة…
ونحن نائمون سادرون بالتمني…
ومضى قابضون على جمر القضية
للجحيم…
سقط شهداء تنفّسوا الثورة شهيقاً
وزفيراً، وبرغم…
تولد الآن الكذبة الكبرى بالظلام…
كتبوها بحبر قاتم تجاهل الدم…
وقعوا، جثاة، فشبق السُّلطة استغرقهم..
سيفعلونها تارةً أخرى، فهم عدة نسخ..
سرقوها، وقالوا إنهم الثورة، وأم الثورة
وفارقوها فراق الطريفي لجملو…
مَن يساوم بكرت الشهداء غبيٌّ…
ومَن يظن جذوة الثورة خبتا غبيٌّ…
مَن يظن أنه ذكي، ويبيع الماء بحارة
السقايين غبيٌّ…
مَن خرجوا بموكب الكرامة استباحوا
كرامة الوطن، هم أغبياء…
دخلت يوناميد بموافقتهم، وأوكامبو حقق انتهاكاتهم بموافقتهم…
الطاغية رقص، اشتدت الحمية عنده
قال أمريكا تحت جزمتي..
وهتف بغاث الطير مهللين ومكبرين…
لاذ بالروس طالباً الحماية من أمريكا…
بهوان، بضعف، بخنوع، بخضوع أين
هي الكرامة…
بزمان عبوس، قمطرير، الوطن سجنوه بغرفة العناية…
كاذبون، منافقون، لا تصدقوهم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى