عز الدين أحمد المصطفى: لا أريد لوالدي أن يموت مرتين

حوار: سراج الدين مصطفى   14 نوفمبر2022م

عز الدين أحمد المصطفى يكفيه فخراً أنه ابن عميد الفن.. الرجل الذي قدّم للغناء والموسيقى ما لم يقدمه أي شخص آخر.. والتاريخ يؤكد أنه نقل الفنان من مرحلة الصياعة للأستاذية.. والرجل قدم الكثير الذي لا يمكن حصره في هذه السطور.. (الحوش الوسيع) التقت بابنه الفنان عز الدين والذي تحوم حوله الكثير من الأسئلة والتي طرحناها أمامه، فماذا قال؟

 

لماذا حتى الآن تتكئ على اسم والدك ولم تستقل بشخصيتك؟

أنا شخصياً أدركت ضرورة أن أثبت للمستمع بأنني شخصية مستقلة وشرعت في هذا الأمر من العام 1997، لأنني من قبل كنت أتغنى بأغنيات الآخرين ولكن بعد ذلك استفزتني بعض المواقف حينما وجدت من هم أقل مني سناً لديهم أعمالهم الخاصة، وأذكر أنني في عام 97 وجدت شخصاً معه قصائد وسألته إن كانت ملحنة أم لا ، فقال لي انها ظلت بحوزته 15 عاماً فطلبتها منه على الفور.. وهما قصيدتا “وكت ترحل” و”دنيانا”.. ومنذ ذلك الوقت اكتشفت قدرتي على التّلحين وبعدها بدأت الأغنيات تترى.

اسم أحمد المصطفى الكبير هل أضاف لك أم كان خصماً عليك؟

أي إنسان يكون والده نجماً أو شخصية لامعة من الصعوبة أن يتجاوز شخصية والده.. لأن السودانيين درجوا على المقارنة بمن سبق.. وأنا حينما أغني أغنياتي الخاصة لا يقارنوني بأبناء جيلي، بل يقارنوني بأحمد المصطفى وهذا خطأ كبير.. لأن أحمد المصطفى ظهر وتغنى في زمن له معطيات أخرى غير الحالية ومن الصعوبة أن أقارن به.

ولكنك ساعدت في ذلك من خلال ترديدك لأغنياته؟

أنا صوتي قريب منه لأنه والدي أخذت منه نفس الخصائص والجينات الوراثية.. واصبح هنالك تشابه طبيعي بين الأبناء والآباء في الصوت والكلام وكل شيء.. وأنا لا أقلد أحمد المصطفى ولكن هذا هو صوتي الطبيعي.. والتشابه يأتي لأنني أحب أن أغني أغنياته بنفس روايته وطريقته.

أنت تريد أن تعيش في جلباب أبيك؟

(لا والله) هناك فروقات كبيرة بيني وأحمد المصطفى، وأنا استطيع أن أميز ما بيني وصوته في كثير من المواضع، ولا أعتقد بأنني أحاول أن أكرّر وأعيد نفس تجربته وملامح صوته.

هل قدم لك أي مساعدة في البدايات؟

أحمد المصطفى بغض النظر عن كونه فناناً كبيراً فهو مواطن سوداني له سلوكيات مُعيّنة ومثله مثل الآباء في ذلك الزمان لهم نظرتهم لأبنائهم.. والغناء في ذلك الزمان كان من الصعوبة بمكان لأي إنسان لأن الأسر كانت لا تتقبّل فكرة الغناء لأنها كانت مرتبطة عندهم “بالصياعة”.. ولكن أصحاب الموهبة العالية يمكن أن يقتحموا هذا المجال.

هل كان أحمد المصطفى رافضاً لفكرة الغناء؟

لم يكن رافضاً ، ولكن الذي اكتشفني هو أحمد المصطفى ذات نفسه وكان وقتها عمري ثلاث سنوات من خلال حوار فني أُجري معه في صحيفة الصباح الجديد، وكان الحوار متسلسلاً وكان حسين عثمان منصور في كل حلقة من الحوار ينشر صورة واحد من أبناء أحمد المصطفى ويسأله عن ميوله.. وحينما جاء دوري وسألوه عني قال انه “بتاع غنا ومزيكة” وهذه الجريدة موجودة حتى الآن، وأنا حينما طالعتها اندهشت لتوقع الوالد لصبي في عمر الثلاث سنوات.. ولكن هو كان لا يريدني أن انجرف وراء الغناء وأنا مازلت طالباً هو يصر أن اتحصّل على شهادتي الأكاديمية وأن أكون مؤهلاً.

أنت متهم بأنك ستغيّب غناء أحمد المصطفى من خلال منعك لترديده أو بثه في الأجهزة الإعلامية؟

لأن والدي مات ولا أريد له أن يموت للمرة الثانية.. لأن الخلود دائماً يأتي عن طريق الأغنية وليس الفنان هو الذي يخلد الأغنية.. وأنا اذا سمحت بترديد أغنياته للفنانين ستخلد أغنياته بأصوات آخرين غير أحمد المصطفى، لذلك انا حريص على أن يكون والدنا خالداً.

هذا يعني بأنك يجب أن لا تغني لأحمد المصطفى؟

أنا أغني غناء أحمد المصطفى لأعيش منه ومن حقي أن أرثه مثلما للناس أن يرثوا الأراضي والسيارات.

ولماذا منعت أحمد بركات من ترديد أغنيات أحمد المصطفى؟

منعته لأن ليس من حقه أن يتغنى به.. وأنا وأشقائي من حقنا أن نستفيد من أغنيات احمد المصطفى.. وأحمد بركات ظل يتكسب من خلال ترديده لأغنيات أحمد المصطفى.

ولكنه يغني جيداً لأحمد المصطفى؟

المهارة يا سيدي لا تبيح أن تنتزع حقوق الآخرين، وهل يمكن أن أقول لصاحب بقالة اخرج منها لأنني أجيد التجارة افضل منك؟!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى