صلاح الدين محمد صالح يكتب : أزمة قيادة

4 نوفمبر 2022م

 

كنت وما زلت مقتنعاً بأن هذه الرقعة من الأرض (واعني بها السودان قطعاً)، مشكلتها في القيادات او القيادة؛ وإنها تعاني من تخمة في المدراء أو المديرين (عشان سيبويه ما يزعل) ولا أريد أن اسهب في موضوع الفرق بين المدير والقائد؛ فيمكن الرجوع في هذا الي العم قوقل؛ ولكن يمكن القول باختصار إن القائد يشعر بمعاناة من يقودهم ويتألم لألمهم ويجوع ويعرى ويحفى قبلهم واقرب مثال لذلك في عام الرمادة (عام المجاعة) عندما غرغرت بطن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الجوع وكان لا يأكل إلا الزيت مع قليل من الخل وغيره وكان يقول لبطنه (غرغري أو لا تغرغري فليس لك عندي إلا الزيت والخل)، ومعني الغرغرة لغير الناطقين بها وحتى الناطقين بها هي الصوت الذي يصدر من البطن في حالة الجوع حتى أشفق عليه الصحابة وسألوا الله أن تنجلي الأزمة لا لشيء زلا لرفع المسغبة والجوع عن عمر؛ حتى قال عنه البعض إنّ لونه قد مال إلى السمرة بسبب الجوع؛ وهذا هو القائد الذي تضحي الأمة من أجله وتدافع عنه بأرواحها؛ ليت شعري ماذا يعرف المسؤولون عن معاناة الشعب والمسغبة التي حلت به؛ وحتى لو عرفوا هل لديهم الجرأة ليسلكوا مسلك بن الخطاب؟؟؛ لا ادعي المثالية ولا اطالب المسؤولين بتطبيق ما فعله بن الخطاب من جوع وغيره – وإن فعلوه كان خيرا لهم لو يعلمون – وإنما هي دعوة لهم لاتخاذ القرارات السياسية الرشيدة والانخراط ليل نهار في عمل دؤوب للخروج من هذا المستنقع الذي وحل فيه السودان والشعب السوداني؛ ولعمري إنها لأمانة وانها يوم القيامة خزي وندامة؛ بل أحياناً هي ندامة في الدنيا قبل الآخرة (اسألوا ناس سجن كوبر) والسعيد من اتعظ بغيره؛ ولكن دعونا من هذا ولننتقل إلى السؤال المهم أين اختفى قادة هذه البلاد؟؟ أين هم من الأزمة الطاحنة التي تمر بها البلاد؟؟ هل غيبوا؛ ام تغيبوا؟؟ ام لا يوجد قادة من الأساس؛ فيصدق  قول نائب رئيس مجلس السيادة ان لو كان هناك قائد كجعفر نميري لتم تسليمه زمام الأمور؟؟ من وجهة نظري والتي لا أراها متواضعة؛ ان السودان زاخرٌ بالقيادات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والصحفية، وحتى على مستوى الشطرنج لعبة الذكاء الأولى في العالم، واسألوا عن زول اسمو عمر موسى (دي دعاية مجانية ليهو؛ واي زول عندو علاقة بالشطرنج أو الاتحاد السوداني للشطرنج بعرف كلامي دا)، ولكن مشكلة هؤلاء القياديين يعانون من عدم إفساح المجال لهم، فضلاً عن مزاحمة العسكر للمدنيين في السلطة وهذا أمرٌ يطول الحديث فيه؛ وليست مسؤولية القيادة محصورة في الجانب السياسي فقط؛ وإن كان هذا أهمها لتأثر بقية القطاعات بها؛ ولكن البلاد في حوجة لقياديين في كافة المجالات والإدارات والقطاعات المختلفة بالدولة حتى ينهض السودان نهضة شاملة في كل النواحي.

واخيراً وليس آخراً، اطلب من السيد رئيس مجلس السيادة ونائبه في تكرار الدعوة للمدنيين للتفاوض والخروج لنا بقائد حقيقي لرئاسة الوزراء لقيادة دفة المرحلة الانتقالية وعبور عملية عُنق الزجاجة حتى تصل البلاد لمرحلة الانتخابات؛ هذا أو الطوفان؛ فالبلاد لا تحتمل فرقة الآن؛ والوضع كارثي ولا يبشر بخير ما لم يتم تداركه؛ هذا أو الطوفان.

ودُمتم سالمين

 

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى